د. أمير فهمى زخارى المنيا
من الطوائف "النصرانية" التي انتشرت بين القبائل العربية هي طائفة "المريميين"، وقد كانوا في الأصل يعبدون كوكب الزُهرة ويسمّونها ملكة السماء، وكانوا يؤمنون إن الشمس تزوّجت القمر فأنجبا كوكب الزُهرة، وقد بالغ أصحاب هذا الرأي في عبادة مريم العذراء وتأليهها، وكانوا يقدّمون لها نوعاً من القرابين عبارة عن أقراص العجين والفطائر، فعُرفوا بالفطائريين "lyridiens"  

وكانوا يُنادون بثالوثٍ مكوّن من الله والمسيح ومريم، وهو بالطبع يختلف اختلافاً كلياً عن مفهوم الثالوث القدوس لدى المسيحيين الروم في بلاد الشام ممن يتبعون الكنيسة الأرثوذكسية.

وقد ذكرهم ابن تيمية في كتابه "الجواب الصحيح لمن بدّل دين المسيح" ولكنه أسماهم بالمريمانيين أو المريمانية، وقد انتشر هؤلاء في أنحاء مختلفة من الجزيرة العربية، ولكنهم لم يكونوا كغيرهم من المسيحيين بل كانوا أقل عدداً وانتشاراً (النصرانية وأدابها بين عرب الجاهلية، الاب لويس شيخو اليسوعي، 1:113 - والمفصّل، د.جواد علي 6:637).

ومن الجدير بالذكر أن تعاليم هذه الطوائف النصرانية لم تلقَ قبولاً في بلاد الروم، في سورية وفلسطين ولبنان والأردن، مما دفع بأتباعها للنزوح الى جزيرة العرب والتغلغل بين قبائلها بعيداً عن نفوذ الروم وسيادة العقيدة المسيحية الأرثوذكسية، لينشروا تعاليمهم هناك بحريّة.
د. أمير فهمى زخارى المنيا