د.أمير فهمى زخارى المنيا
سنحاول في هذا المقال التفريق بين هاتين المشكلتين....
متلازمة القولون العصبي:

هي عبارة عن خلل أو اضطراب وظيفي (غير محدد السبب) يؤدي إلى ظهور مجموعة من الأعراض نتيجة لنوع من أنواع الحركة غير الطبيعية في القولون.

إيه معنى الكلام ده؟؟
القولون العصبي ليس مرضًا عضويًا، أي أنه لا ينتج عن وجود مشكلة عضوية في جدران القولون أو عن الإصابة بالتهابات بكتيرية أو فيروسية مثلًا أو غير ذلك، وإنما هو خلل وظيفي بالدرجة الأولى.

• هو متلازمة وليس مرضًا، فالمرض عادة ما يرجع إلى سبب واضح وتصاحبه مجموعة من الأعراض المرتبطة والناتجة عن تغيرات عضوية ظاهرة..

• والقولون العصبي ليس كذلك، فهو مجموعة من الأعراض التي تظهر معًا نتيجة لهذه الحركة غير الطبيعية في القولون، وبالتالي يصنف كمتلازمة، ولا يصنف كمرض.

القولون العصبي هو اضطراب غير محدد السبب، بمعنى: أنه لا يمكن تحديد سبب واضح وقطعي ومباشر يقف وراء ظهوره،

• وإنما هي مجموعة من العوامل تؤدي إلى اشتداد الأعراض وزيادة حدتها عند المصابين بالمشكلة.

أما مشكلة عسر الهضم:
• فهي مجرد عرض مصاحب للعديد من مشكلات واضطرابات الجهاز الهضمي، فقد يظهر عسر الهضم '> عسر الهضم كعرض لمرض القولون العصبي،

• أو كعرض للقرح، أو كعرض للأورام، أو للانسداد المعوي، أو للارتجاع، أو للجرثومة الحلزونية او عدم القدرة على هضم منتجات الحليب بسبب غياب الإنزيم الهاضم لمادة اللاكتوز أو غير ذلك...

• ويعرّف عسر الهضم '> عسر الهضم بأنه مشكلة يشعر معها المريض بصعوبة في تناول الطعام وعدم ارتياح في المعدة وشعور سريع بالامتلاء وعدم الرغبة في تناول الطعام، بالإضافة إلى بعض الصعوبات في الإخراج.

• ومن تلك الأمراض التي يصاحب وجودها وجود عسر الهضم:
1. مرض السكري
2. وفرط نشاط الغدة الدرقية وأمراضها
3. وأمراض الكلى الحادة، والأدوية المضادة للالتهابات اللاستيروئيدية، مثل: الإيبوبروفين، والمضادات الحيوية
4. بالإضافة إلى أن عسر الهضم '> عسر الهضم أحد الأمراض الوظيفية الرئيسة، إلى جانب متلازمة القولون العصبي.

أعراض مشتركه بين عسر الهضم '> عسر الهضم والقولون العصبي:
كما أن هناك الكثير من أعراض عسر الهضم '> عسر الهضم والقولون العصبي الذي يظهران معا أعراض مشتركة لكلا المرضين، ومن أعراضهم التي تظهر على كثير من المرضى:
1. ألم في البطن وشعور بعدم الراحة، وخاصة عند تناول الطعام، حيث يكون الالم مصاحب للأشخاص طوال الوقت من اليوم وخاصة عند النوم.
2. الشعور بالانتفاخ، وتكون الغازات بشكل كبير ومستمر طوال فترات اليوم وحتى أثناء الليل.
3. الشعور بالامتلاء بعد الأكل حتى وإن كانت الكميات صغيرةً، والشعور بالشبع من أقل كمية طعام متناوله.
4. الغثيان، والشعور بالتقيؤ أثناء اليوم وخاصة بعد تناول الطعام.
5. فقدان الشهية، وعدم الرغبة في تناول الطعام على مدار اليوم.
6. زيادة في حموضة المعدة وعدم الارتياح عند تناول أي من الأطعمة المختلفة وخاصة الأطعمة الدسمة.
7. الغثيان والقيئ، واستمرارية لوقت طويل مع الشخص المصاب.
8. الشعور بارتجاع الطعام أو السوائل، وعدم الشعور بالراحة عند تناول الطعام. مع الأخذ في الاعتبار بأن معظم تلك الأعراض تظهر بعد الأكل، وذلك لأن تناول الطعام يحفز جميع أجزاء الجهاز الهضمي على العمل.

أعراض اضطرابات القولون العصبي:
فكما أوضحنا أن عسر الهضم '> عسر الهضم هو واحد من أعراض القولون العصبي، حيث أن مصاب القولون العصبي تظهر علية الكثير من الأعراض المختلفة، ومن تلك الأعراض التي تظهر على المصاب بالقولون العصبي:
1. ألم في البطن ويكون ذلك مستمر ولفترات طويلة وبشكل قوي وغير محتمل في بعض الأحيان.
2. الإمساك، وهو من الأعراض التي تظهر وتصاحب دائماً القولون العصبي.
3. الإسهال، وهو عرض غير مستمر بل أنه يحدث أحياناً بين الحين والآخر.
4. تشكل الغازات بشكل كبير.
5. الانتفاخ المستمر
6. التشنج، في كثير من حالات القولون العصبي
7. الإعياء الشديد وضعف البنية الجسمانية.

علاج مشكلة عسر الهضم:
• هناك الكثير من العلاجات الدوائية لمشكلة عسر الهضم، مثل استخدام مضادات الحموضة التي لا تحتاج إلى وصفة طبية، لكنها قد تسبب الإسهال أو الإمساك، وينصح الطبيب عادةً بتناولها كأول علاجات سوء الهضم،
• كما يمكن استخدام مثبطات مستقبلات الهيستامين 2، مثل: الرانيتيدين، الفاموتيدين.
• واذا كان عسر الهضم '> عسر الهضم عرض من أعراض القولون العصبى , فيجب اتباع نصايحه..

ما هي أهم الوصايا لمرضى القولون العصبي؟
القولون العصبي ليس مرضًا كما وضحنا سابقًا، وإنما متلازمة أو مجموعة من الأعراض التي تظهر سويًا، وبالتالي لا يوجد ما يسمى بعلاج القولون العصبي،

وإنما يتم علاج الأعراض الناتجة عن الإصابة به، وتخفيف حدتها، وتسهيل تعايش المريض معها، لذلك نوصي مرضى القولون العصبي بالالتزام بالتعليمات الآتية طوال الوقت، ليسهل تعايشهم مع المشكلة دون ظهور أعراض مؤلمة أو مزعجة:

• تناول كميات كافية من المياه يوميًا (10 أكواب على الأقل في المناطق الباردة، و12 كوبًا على الأقل في المناطق الحارة).
• تناول أغذية غنية بالألياف بكميات كافية.
• التقليل من كمية القهوة والمشروبات التي تحتوي على الكافيين.
• تجنب المشروبات الغازية.
• تجنب الأكل قبل النوم مباشرة أو بمدة قليلة.
• تجنب التعرض للضغوط النفسية والعصبية.

• تجنب:
1. تناول البقوليات والمواد الغذائية المهيجة للقولون مثل القرنيط والكرنب والبروكلى والفاصوليا واللبن ومنتجاته.
2. الأطعمة الدهنية أو المقلية.
3. الكحول أو الكافيين أو الصودا.
4. الأطعمة الغنية بالسكريات.
5. المحليات الصناعية.
6. مضغ اللبان.
7. المكسرات.

• تناول كميات صغيرة من الطعام على مدار اليوم وأن تكون الوجبات مقسمة على مدار اليوم بكميات متناسبة.
• تجنب تناول الطعام الحار الذي يسبب تهيج المعدة.
• تناول الطعام ببطء ومضغه جيدًا قبل بلعه.
• تجنب الاستلقاء مباشرةً بعد الأكل
• الإقلاع عن التدخين.
• تجنب زيادة الوزن.
• تجنب الأدوية التي تعمل على تهيج الأمعاء.

وتظل هذه التعليمات السلوكية شديدة الفاعلية في علاج أعراض القولون والحد من ظهورها ومن شدتها.
تحياتى للجميع...
د.أمير فهمى زخارى المنيا