محمد عبد المجيد
هل سلوكيات المصريين من غيرة وحسد وخوف من السلطة والتدين الزائف والطائفية مُستحدَثة أم هي قديمة معنا قــِـدَم تاريخنا؟
لماذا لم نعُد نفرح للغير أو نبتهج لنجاح الأقربين؟
لماذا انتقلنا من واقعنا إلى عالم مليء بالأدعية الدينية والمزايدات؟

لماذا انقسم المصري إلى مسلم وقبطي، ولماذا يطـِـن اسم الآخر في آذاننا معلنا عن المذهب أو الدين، فأصبحنا نتحايل على معرفة الاسم الثلاثي أو الرباعي لنقرأ خانة الديانة فنفرزها إلى.. مع أو ضد؟
لماذا حُشر النفاق والوصولية والمال في أخص سلوكياتنا حتى لو ارتبطت بصداقة العُمر أو صِلة الرحم أو رابطة الدم؟

هل المصريون الآن هم الذين كانوا في وادي النيل منذ مئة عام أو خمسمئة عام أو ألف عام؟
هل نعبد كلنا إلـَـهـًا واحدا أم كل مِنّا له إلـَـهُه الخاص به، يستخرجه وفقا لمزاجه، فيعبده من القصر أو المسجد أو الكنيسة أو الجماعة؟

لماذا ينتابك الشك وتداخلك الريبة إذا قصصتَ أنباءً مفرحة على ابن بلدك، وتشعر أنه يريد أن يُقلب فرحتـــَــك إلى سرادق عزاء؟
هل سلوكياتنا توارثناها أبا عن جد عن أجداد؛ أم حملتها إلى نفوسنا أنظمة سياسية ودينية؟

لماذا لم تعُد نفوسنا مستعدة للحب والفرح والفن والبهجة؟
لماذا نتكلم أكثر مما ننصت؟
لماذا تجذبنا التفاهات، ونحرص على متابعتها حتى النهاية، ونكره الكتاب؟
لماذا تكبّرنا وتغطرسنا وأصبحنا نظن أننا مركز الكون، وأن إسلامنا ومسيحيتنا جل اهتمام العلي القدير؟
لماذا تقدح عيون أحبابنا وأصدقائنا وزملائنا وعائلاتنا شررًا كأننا في حالة خصام دائم؟

هل كنا هكذا دائما، أم أن الحمض النووي للمصري تغير تماما فاختفت سلالات نقية، وظهر طين مخلوط بالزئبق في عروقنا؟
لماذا عجز المصري عن شرح وتفسير الحُب؟
هل أنا مبالغ في رؤيتي وأن خبرة حياتي انحرفت بزاوية حادة أم أن هذا واقع جديد يحتاج لثورة حُب بدون ميدان أو تفسيرات دينية، إنما باللجوء إلى روح الكون لعل فيها العلاج؟

هل نحن أصحاء أم أن خللا أصاب مشاعرنا ونفوسنا وعواطفنا وإيماننا ووجداننا، ونحتاج إلى إعادة تأهيل والتحول من الدينية والمذهبية والإفك والهشاشة الفكرية إلى صُلب الإنسانية؟
أنا هنا أطرح تساؤلات وعلى أصدقائي أن يجيبوا عليها!
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو النرويج