محرر الأقباط متحدون
كانت محبتنا للآخرين التي يجب أن تحاكي محبة يسوع لنا محور رسالة وجهها البابا فرنسيس إلى لقاء يتمحور حول الإعاقات وأمراض الصحة العقلية.
 
نظمت جمعية "ArcaComunità Il Chicco" المهتمة بالأشخاص المصابين بمشاكل في النمو العصبي لقاءً في روما السبت ١٨ فبراير بعنوان "أخوة وأخوات في أمراض الصحة العقلية والإعاقات". ولهذه المناسبة وجه البابا فرنسيس رسالة حيا في بدايتها هذه المبادرة وتوقف عند واقع الجماعة، أي أن كل شخص ليس بمفرده بل يعيش داخل شبكة من العلاقات. وتحدث قداسته عن الجوانب الإيجابية للتمتع بقرب الآخرين، وأشار من جهة أخرى إلى أن مشاكل شخص تنعكس على الآخرين مسببة لهم القلق والألم. وعن الإعاقات قال البابا إن تبعاتها تظهر في المقام الأول داخل العائلة، وشبَّه الأخ والأخت الذي لديه أخ أو أخت يعاني من إعاقة بسمعان القيرنيي الذي سخره الجنود لحمل صليب يسوع. وتابع البابا أن هذا الأخ أو هذه الأخت يكون عليه أن يحمل صليب شخص آخر، أي صليب أخ أو أخت يختبئ فيه يسوع.
 
ثم تحدث البابا فرنسيس عن برنامج هذا اللقاء والذي يتضمن مداخلة تستعير ما جاء في الرسالة إلى العبرانيين، وذلك في إشارة إلى أن يسوع لا يخجل من أن يدعونا إخوة. وأعرب الأب الأقدس عن سعادته لهذا الاختيار، فيسوع يجعل مشاكلنا مشاكله لأنه يحبنا كما نحن، بمواهبنا وضعفنا وإعاقاتنا، يسوع فَرِح لوجودنا، لا لأننا على حال أو أخرى. وتابع البابا أننا نحن أيضا حين نحب فإننا لا نفعل هذا من أجل ما لدى الآخر أو ما يمكنه أن يفعل، بل نحبه كما هو. هذه هي المحبة، قال البابا، أن نحب الآخر كما هو لا كما نعتقد أن عليه أن يكون على أساس معايير محددة، المحبة لا تسفر عن إقصاء.
 
توقف الأب الأقدس بالتالي عند الأوضاع القاسية والمأساوية التي تعاش في العائلة حين يعاني أحد أفرادها من إعاقة، وأكد أنه من الصحيح والضروري أن تكون هذه الأوضاع محور لقاء مثل هذا اللقاء الذي يشهد مشاركة أشخاص من ثقافات ومقاربات مختلفة ليتحاوروا، هذا إلى جانب مشاركة بعض الأخوة والاخوات الذين ينقلون خبراتهم المباشرة في شكل شهادات. ثم ختم البابا فرنسيس رسالته مهنئا مَن أطلق هذه المبادرة ونظمها، وأعرب عن رجائه للجميع بعمل مثمر، وأن يكون هذا الحدث بذرة قادرة على أن تعطي ثمارا كثيرة.