جمال كامل

تحت قيادته، ساهمت فنزويلا بشكل كبير في إنشاء (التحالف البوليفاري لشعوب أمريكا- معاهدة تجارة الشعوب)، وتأسيس اتحاد دول أمريكا الجنوبية ومجتمع أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، وتأسيس محطة تليفزيون تيليسور، وتشكيل تحالف بتروكاريبي، وإنشاء بنك الجنوب، وإطلاق العملة الافتراضية " السوكري" للتبادل التجاري فيما بين دول أمريكا الجنوبية ، وغير ذلك.

في هذه النقطة، أود أن أؤكد أن الرئيس نيكولاس مادورو موروس، خلفًا لقيادة القائد شافيز ، قد صدق على إرادة جمهورية فنزويلا البوليفارية في اتحاد الوطن العظيم، أمريكا ومنطقة البحر الكاريبي، فيما يتعلق بالتنوع، واحترام الخصائص المحددة للنماذج السياسية والاقتصادية والاجتماعية لكل بلد، واحترام البرنامج السياسي لكل قيادة، وكل حكومة، وتنفيذ فكرة التسامح والاندماج، مما يقودنا إلى اتحاد حقيقي في التنوع السياسي، والأيديولوجي والثقافي؛ والحفاظ على رؤية واضحة لمستقبل بلادنا، وبالتالي إرساء أسس الوحدة الحقيقية لشعوبنا.
 
بالنسبة لشافيز، فقد تجاوزاتحاد الشعوب حدود أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، حيث بذل جهودًا كبيرة بقيادته الحكيمة لتحقيق الوحدة بين شعوب الجنوب. قبل أيام قليلة، احتفلنا بالذكرى السنوية العاشرة لرسالته الشهيرة التي ألقاها أمام القمة الثالثة لرؤساء دول وحكومات أمريكا الجنوبية وأفريقيا، التي عقدت في مالابو، بغينيا الاستوائية، والتي أكد فيها التزامه الثابت تجاه قضية اتحاد شعوبنا، كقارات تمتلك روابط  أكثر من الأخوة، توحدها روابط تاريخية غير قابلة للتجزئة، ومقدر لها السير معًا نحو خلاصها المطلق والكامل، لأننا نفس الشعب وعلينا تعزيز وتعميق التعاون فيما بين دول الجنوب.
 
كما عمل هوجو شافيز بلا كلل لتعزيز مساحة الحوار الثنائي الإقليمي بين دول أمريكا الجنوبية  والدول العربية لإنشاء مسارات جديدة للتواصل بين المنطقتين وتطوير مشاريع مشتركة لربط الحضارتين المترابطتين، والاستفادة من توافق وجهات نظرنا وأصولنا و العمل معًا لمواجهة التحديات العالمية الملحة، في سياق يلعب فيه الحوار والتعاون فيما بين بلدان الجنوب دورًا لا غنى عنه.
 
من الواضح أنه، في هذه العلاقة الخاصة مع العالم العربي، يحتل الدفاع عن القضية الفلسطينية مكانًا متميزًا نظرا للمواقف التي قام بها هوجو شافيز أثناء إدارته للحكومة، لأنه كان دائمًا يدعم دون أية قيود حق فلسطين في إقامة دولة حرة وقابلة للحياة وقادرة على البقاء. دولة ذات سيادة، لأن السلام في الشرق الأوسط لا يمكن تحقيقه إلا من خلال الاحترام الكامل للقانون الدولي وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، التي تنتهكها قوات الاحتلال الإسرائيلي بشكل متكرر.
 
لا يزال هذا الدعم الفنزويلي للقضية الفلسطينية قائمًا، وهذا ما أكده وزير الخارجية إيفان خيل بينتو لنظيره المصري، سامح شكري، خلال محادثة هاتفية أجريت مؤخرا، حيث أعاد الطرفان التأكيد على اتفاق فنزويلا ومصر الكامل على "الدعم الدائم لـ" القضية الفلسطينية "، بالإضافة إلى الاتفاق على ضرورة المضي قدمًا نحو تعزيز الحوار السياسي للارتقاء بكافة مجالات العمل المشترك بما يعود بالنفع المتبادل على شعوبنا.
 
كما يمكن ملاحظة، أننا من فنزويلا، نواصل السير على الطريق الذي رسمه القائد هوجو شافيز، واليوم عندما نحتفل بالذكرى السنوية العاشرة لرحيله نحو الخلود، نتوجه اليه بتلك التحية الخاصة، مؤكدين على وعينا التاريخي بالتحديات التي نواجهها و التحديات القادمة، ومدركين أن قوتنا الروحية لمواصلة مقاومتنا المنتصرة للتغلب على جميع الاعتداءات والهجمات تستند إلى قيادته الأبدية التي لا تقهر.
 إلى النصردائمًا !
سوف نعيش وننتصر!
يحيا هوجو شافيز!
يحيا جمال عبد الناصر!
شكرا جزيلا!