حمدي رزق
«فوووق الأهلى طول عمره فوق فووووق

دايمًا معاه.. روحنا فداه

وفى أي مكان بنروح وراه

من تالتة شمال بنهز جبال

وبأعلى صوت دايمًا بنشجع الأبطال

فريق كبير فريق عظيم

أديله عمرى وبرضه قليل...».

هذا النشيد البسيط عميق المعنى عندما يُدوى في المدرجات يُغبط المحبين، جد فريق كبير، وحقيقى فريق عظيم، هكذا يرد جمهور الثالثة شمال صاعقًا على من يُحفّلون على نادى القرن.. دايمًا معاه.. روحنا فداه/ وفى أي مكان بنروح وراه، هذه هي الروح، روح الفانلة الحمراء.

أحزنتنى بشدة هجمة نفر محسوب على الأهلاوية ظلمًا، الحط بقسوة على فريق الكرة لهزيمته بالخمسة أمام فريق «ماميلودى صن داونز» الجنوب إفريقى جد غريب على القبيلة الحمراء.

صحيح هزيمة قاسية في مباراة سيئة، صعيبة على نفس جماهير القبيلة الحمراء التي تعودت على الفوز حتى في الدقائق الأخيرة، وإذا حدث وهُزمت فالهزيمة بشرف.

للأسف هذه الهزيمة جاءت مُذلة، كهزيمة ليفربول أمام الريال بالخمسة، وهزيمة مانشستر يونايتد بالسبعة أمام ليفربول، ليس تبريرًا، مثل هذه الهزائم القاسية ليست غريبة في عالم الدائرة المستديرة، برشلونة في عز مجده الأوروبى تلقى خسارة فادحة بثمانية أهداف أمام بايرن ميونيخ في دور الثمانية بدورى أبطال أوروبا، وهى واحدة من أسوأ الهزائم في تاريخ النادى الكتالونى العريق، وفى عهدة الأسطورة الحية ليونيل ميسى.. وصفحات التاريخ الكروى تحمل هزائم حدثت وبأهداف غزيرة لأندية عظيمة.

دعك من تحفيل المنافسين بألوان الطيف، الفرق الكبيرة صاحبة التاريخ وسجلها حافل بالألقاب المحلية والقارية والمشاركات العالمية والجماهير المليونية تتعافى سريعًا، كبوة حصان جامح طموح، لكن يظل الفارس ممسكًا بسرج جواده يستنهضه لإكمال المشوار الصعب.

حقنا كأهلاوية نحزن، نغضب، ولكن للغضب حدود، والحزن بقدر، لا يجاوز المدى في الإحباط والتحبيط وإفقاد الفريق (صانع السعادة) روحه المعنوية في مقتبل البطولات.

التفاف الجماهير الحمراء حول رايتها التي يتوسطها النسر المحلق في سماء كرة القدم أظنه واجبًا مستوجبًا على الأصلاء من الجماهير الحمراء، وفى ظهر الفريق حتى ينهض من كبوته ويعود إلى المضمار جامحًا متعطشًا للبطولات.

الانسياق وراء هوجة المنافسين العاجزين محليًا وقاريًا، والقول بعجز الفريق، ومدير فنى جاوزته خطط اللعب الحديثة، وإدارة متخبطة، وصفقات معطوبة، كلها كلها حكى بغيض في سياق التحفيل الكروى الخبيث.

هدم قلعة الأهلى على رؤوسنا (كأهلاوية) جد مخطط خطير، وبحسن نية وغضبة جماهيرية غيورة على الكيان الأحمر، للأسف تُعمق الجراح الساخنة، وتعطل المسير، وتعجز الإدارة عن مهام الإصلاح التي بدأتها منذ أمد ليس بالقصير.

تغيير دماء الفريق عملية جراحية دقيقة في ظرف صعب، متوالية مباريات لا تسمح بفك العضلات، أو الاستشفاء، مستشفى الأهلى كامل العدد، وهذا ما يفت في عضد الفريق، ويحرمه من قوته الضاربة، الأهلى إذا اكتمل سترون فريقًا يُشرف الفانلة الحمراء.

كل هذا وأكثر قابل للعلاج، لكن هزيمة الروح، وافتقاد روح الفانلة الحمراء، والهجوم الأحمر على الفريق الأحمر هو ما نخشى منه على فريق منحنا ويمنحنا سعادة مستدامة إلا قليلًا مما تحفل به الساحرة المستديرة.
نقلا عن المصرى اليوم