قال للعربية.نت إنه لا يحب كلمة "بطولة" ويجتهد ويسعى لتثبيت أقدامه

 
حالة من الذهول ممزوجة ببعض الخوف والقلق بعد ردود الأفعال التي تلقاها عن دوره في مسلسل "بالطو"، فلم يكن يتخيل كل هذا النجاح بعد الحلقة الأولى، وإن كان يفضل أن تنتهي جميع الحلقات حتى يتمكن الجمهور من تقييم العمل ككل، فمن وجهه نظره أنه لا يمكن أن نقول على أي عمل إنه ناجح إلا بعد انتهاء كل الحلقات. إنه الفنان الشاب عصام عمر، بطل مسلسل "بالطو"، الذي أكد في حواره مع "العربية.نت" بأنه ليس نجما أو بطلا للعمل، وأنه فنان كان الحظ حليفه بعض الشيء، كما أنه كان يريد أن يستمتع الجمهور بكل حلقة من العمل ويحبونها قبل أن يتلقى أي ردود فعل، مع الضجة الكبيرة التي صاحبت العمل، سواء من الجمهور أو النقاد أو حتى العاملين في الوسط الفني، بالإضافة إلي تصدره التريند طوال حلقاته.
 
*من رشحك لمسلسل "بالطو" وكيف كان شعورك؟
**رشحني للدور المخرج عمر المهندس، ولكن قبل الموافقة على المسلسل احتجت لتفكير طويل لأنها خطوة طموحة لم أضعها في حساباتي. فقد رفضت المشاركة في المسلسل عند عرضه علي في بادئ الأمر لعدة أسباب، منها شعوري الداخلي بالمخاطرة، لأنني أتعامل بقلبي أغلب الوقت وصوتي الداخلي كان يقول إنني قد أخاطر بشيء أتحمل نتائجه لوحدي. لكن في هذا الموقف كان صديقي المخرج عمر المهندس هو مخرج العمل وشاركت معه في أفلام قصيرة، وفكرت أن هذا أول عمل له وخطوة كبيرة بالنسبة له. وعندما تحدث معي رفضت لكنه تمسك بي، كما أنني لا أحب كلمة "بطولة" لأنها تخيفني لأني كنت أقدم أدوارا مع فنانين كبار، لكن تلك المرة الأولى التي أتصدر بوستر مسلسل بجانب نجوم كبار وهو أمر صعب.
 
*وما الذي غيّر موقفك للموافقة على "بالطو"؟
**بالرغم من خوفي من فكرة تحمل مسؤولية مسلسل، وهو سبب رفضي، إلا أنني عندما قررت المشاركة في المسلسل قررت أن أترك الخوف جانبًا والتركيز في إتقان الدور فقط. ولذلك كان هناك العديد من الجلسات التي جمعتني بالمؤلف أحمد عاطف فياض، لدراسة الشخصية ومواقفها وكلامها. وكنت حريصا أنه لا يوجد سخرية، كان ممكن أقول إفيهات حلوة وتضحك ولكنها لن تكون خاصة بـ"دكتور عاطف"، وبالتالى ابتعدت عن ذلك.
 
كما أن المشاركة في عمل كوميدي ليس أمراً سهلاً، لأنه عليك تجنب الوقوع فى فخ "الاستظراف"، خصوصاً لو صادف النجاح مرة، لن تتقبله الناس بعد ذلك ويسيطر الملل على العمل، وهو ما كان أكثر ما يشعرني بالقلق الطبيعى والخوف من تقديم مسلسل كوميدى.
 
*وكيف كان تحضيرك لشخصية "دكتور عاطف"؟
**مع جلسات العمل التي جمعتني مع أحمد عاطف بعد قراءة السيناريو، شعرت أنني بحاجة لمراقبة بعض التفاصيل عن أطباء ومستشفيات وطلبة الجامعة وخاصة ممن استلموا التكليفات الخاصة بهم في أماكن بعيدة، مثلما حدث مع "عاطف". فأجريت أبحاثا عن الوحدات الصحية وذهبت إلى القصر العيني للاستعانة بخبرات الأطباء. حيث إن الشخصية تبدأ قصتها من خلال دخوله فى واقع لم يكن مستعدًّا له فى الحقيقة، وذلك بإدارة الوحدة الصحية داخل أحد المستشفيات الريفية، وهو مستوحى من قصة حقيقية للكاتب أحمد عاطف فياض، عن رواية "بالطو وفانلة وتاب". كما تعلمت بعض الأشياء الأساسية التي يعرفها أي طبيب.
 
*ألم تتخوف من رد فعل الأطباء علي الشخصية، وأن يتم مهاجمتك منهم؟
**نهائيا فأنا ممثل أؤدي دوري وأجسد شخصية طبيب وحاولت تقديمه بشكل جيد و"عاطف" يشبه الكثير من الشباب الذين لا يزالون يشاهدون الكارتون ويشعر بحنين للطفولة دون مسؤوليات وضغوط.
 
*وما هو أصعب مشهد بالمسلسل على مدار الـ10 حلقات؟
**مشهد الولادة كان صعبا جدًا واستغرق وقتًا طويلًا، ومشهد الوداع مع أستاذ عبدالبديع والدكتورة هاجر وميس كوثر استغرق منا وقتًا أيضًا، لإبراز التغير الذي طرق على شخصية "دكتور عاطف" وهو من أحب المشاهد إلى قلبي.
 
*وهل توقعت كل ردود الأفعال التي حدثت للمسلسل؟ وعودة الجمهور لمشاهدة أعمالك السابقة؟
**سعيد جدا بردود الأفعال الجيدة حول شخصية "الدكتور عاطف" في العمل، وأرى أن سر نجاح المسلسل هو اجتهاد صناعه بداية من الكتابة مرورا بالإخراج والإنتاج وانتهاء بالمنصة التي عُرض عليها. وسعيد جدًا أن الناس رجعت لمشاهدة شغلي القديم لأن نجاحي بيأكد أن الأمر غير مرتبط عند الجمهور بمجرد دور حلو حصل وقدمته، فهناك نجاح حقيقي حدث. ومعظم الرسائل جاءتني تقول لي: "احنا ما سبنا حاجة ليك إلا واتفرجنا عليها حتى لو كنت معدي في مشهد"، لذلك هذا بالطبع أعظم إنجاز قمت به.
 
*وبعد أن قدمت العمل، ما هو تعليقك عن تلك التجربة؟
**لقد أحببت التجربة بكل تفاصيلها لأنها مختلفة ومميزة، وشخصيتي فيها جعلتني أكتسب المزيد من الجمهور، وثقةً في نفسي لأن الجمهور أحبني أكثر، فقد كانت تلك التجربة مليئة بالمواقف الكوميدية، بالرغم من الجدية التي كان يتعامل بها الجميع وقت التصوير كي نظهر للجمهور بصورة مقنعة وحقيقية.
 
*ماذا تغير في شخصية عصام عمر بعد تجربة "بالطو"؟
**لا شيء تغير، أنا مثلما كنت أشتغل وأجتهد وأتمنى أن أقدم أدوارًا مميزة يحبها الجمهور فنجاح بالطو أكثر مما توقعته فيجب علي التعامل كما لو أن شيئًا لم يكن كي أحقق نجاحًا أكثر. فكل ما في الأمر هو أنني رُشّحت للمشاركة في عمل درامي برفقة فنانين على مستوى عالٍ من التمثيل، واستطعنا معاً النجاح، ولكن في النهاية أنا لم أثبت موهبتي بعدُ، ولم يُطرح لي فيلم سينمائي وتهافتت عليه الجماهير، لكي يتم إطلاق لفظ بطل عليّ. فكل ما أسعى إليه الآن هو التركيز في عملي، وأجتهد لكي أكتسب حب واحترام المشاهدين، وأسعى لتثبيت قدمي.