الأب جون جبرئيل
الأصوليّة المسيحيّة في نسختها المصريّة لها طابع خاصّ غير موجود في النسخة الأمريكية، وهو مبدأ ليه أشغل مخي وأدور على تفسير أو دراسة تفهّمني السفر ده من الكتاب المقدّس؟ ده مبدأ تقديس الجهل، وهو بالمناسبة مش موجود فقط عند غير المتعلمين ولكن عند المتعلمين والأشخاص العباقرة في مجالهم. مثلا يكون شخص مهندس مبدع في مجاله، ولكن أول ما تتحاور معاه في الإيمان تلاقي نفسك قدام طفل في مدارس الأحد. نوع من "وقف النموّ الإيماني المرَضيّ".

النصّ قال كذا، يبقى كذا مش محتاجه تفسير ومش محتاجه قرايه.. النص قال اخلع نعليك تبقي واضحة اخلع نعليك، قال ٤٠ يوم يبقى ٤٠ يوم وهكذا.. المشكلة في النظرة الأصولية دي انها بتتغافل أو بتطنش أو بتجهل تطور المفاهيم واللغة والثقافة. وتنكر أو تحهل برضه ان الشخص اللي بيقرا النص بالعربي هو أصلا عنده مشكله في فهم العربي.. يعني مش بنقول ان المشكلة في الوحي أو في ربنا نفسه ولكن المشكلة ببساطه إنك بتقرا نص مترحم بلغه عربيه انت تعليمك معلمهالكش صح فبتفهم شيء تاني خالص..

بعض الأمثله في العربيه احنا بنقراها بمعنى ولكن هي ليها معنى تاني، ودي أمثله مش لاهوتية ولا كتابيّه بالمعنى الحصري:
السؤال بسيط. (بسيط معناها ممتد ومتسع. مثلا: أرض بسيطة، ومكان بسيط.) الصحيح: سؤال يسير.

أنت بمثابة أخي. (المثابة هي المكان الذي يجتمع الناس فيه بعد تفرق). الصحيح: أنت بمنزلة أو بمكانة أخي.  

تواجد الطلاب. (التواجُد من الوَجد وهو شدّة الحبّ). الصحيح: حضر الطلاب.