الأب رفيق جريش
احتفل جلالة ملك الأردن، الملك عبدالله، منذ عدة أيام بزواج كريمته، ومعه كل المملكة الهاشمية الشقيقة والعائلة الملكية، وقد حضرت هذا الحفل السيدة حرم الرئيس عبدالفتاح السيسى، وهذه دلالة على المحبة والأخوة بين الزعيمين الشقيقين.

ما ميّز هذا العرس الهاشمى رقيه وبساطته فى الآن ذاته، فكان «حفلًا ناعمًا»، فرغم إمكانيات والد العروس سمو الملك، والذى كان بإمكانه جعله ليلة من ألف ليلة وليلة، إلا أن الحفل كان فعلًا ناعمًا بدءًا من فستان العرس وإكسسواراته والشبكة وملابس المدعوات الحشمة، ومن حيث عدد المدعوين الذى كان نوعًا ما محدودًا والموسيقى الخافتة والديكور الراقى الهادئ وخلفية التصوير فى حدائق القصر الملكى.

كل ذلك يدعونا لأن نتمثل بمثل هذه الأفراح، فبعض أعراس مجتمعنا المخملى أو الصفوة تغلب عليه المظهرية وروح المنافسة فيما يكون أكثر صخبًا، وبمن يستطيع أن يدعو أكبر عدد من المدعوين، خاصة من الشخصيات العامة وتنوع حضور الفنانين أصحاب الأرقام الفلكية، مما يجعل هذه الأعراس نوعًا من المبارزة الاجتماعية، يقول المثل الفرنسى: «البساطة تصنع الجمال»، فالفرح لا يكون فيما دُفع فيه أكثر ولكن الخارج من قلب المحبين إن كان العروسين أو الأهل أو المدعوين.

للأسف المجتمع أصبح أكثر ميلًا للذهنية الاستهلاكية دون النظر إلى العواقب الاجتماعية لهذه الذهنية التى تخلق مجتمعًا تنافسيًا، ومع الوضع فى الاعتبار أن عددًا كبيرًا من أسرنا المصرية تحت خط الفقر، ويجب على المقتدر ألا يستفز غيره، غير المقتدر، فهذا سيؤدى إلى تصادم الطبقات بدلًا من التضامن معًا وحمل أثقال بعضنا البعض.

إن السلام الاجتماعى هو مسؤولية جماعية، وليس مسؤولية الحكومة بقدر ما هو مسؤولية الناس وسلوكهم بين بعضهم البعض، فلنتعلم من هذا العرس الناعم الملوكى أن الملكية فى البساطة وليس البهرجة وحب الظهور. شكرًا للعائلة الهاشمية على هذا الدرس.. ومبروك للعروسين.
نقلا عن المصرى اليوم