د. أمير فهمى زخاري المنيا
«كل واحد يخلي باله من لغاليغو».. جملة شهيرة رسخت في أذهان المصريين لعقود بعدما أطلقها الفنان الكبير عادل إمام، في مسرحية «مدرسة المشاغبين» بداية مشواره الفني، ليبدأ تداولها بكثافة دون معرفة معناها أو مدلولها بشكل واضح لدى الكثيرين، كغيرها من المصطلحات الشائعة بالمجتمع المصري والتي لا نعرف أصلها أو معناها، ولكنها انتشرت كالنار في الهشيم.

في السطور التالية، هرصد بعض المصطلحات التي يتم إطلاقها على بعض أجزاء الجسد، والتي لا يوجد لأغلبها أي مدلول طبي أو لغوي واضح، وذلك على النحو التالي:

اولا صرصور الودان:
ده مكان لسه الطب الحديث ما حددش مكانه وميعرفوش غير المصري بس واحتار فيه العلماء منطقة زي طبلة الودن كده وغالبا ده مصطلح يستعمل للعقاب "حط السيخ المحمي في صرصور ودنك» وبالبحث عن هذا المصطلح تجد كافة المعاني تعكس أن الصرصور يقصد به حشرة الصرصار فأين يقع صرصور الأذن؟ حتى الان لا نعلم...

وعلى فكرة فيه علاقة بين القفا و"صرصور الودن" حيث إن القفا هو طرقعة تحدث أعلى الكتفين وأسفل قاع الجمجمة ينتج عنها إحمرار خلف منطقة العنق وزغللة فى العين وطنين فى الأذنين مثل صوت الصرصور

هو إسم غريب كده زي "حنطور العين" و"المصران الأعور" دى اسماء لا توجد الا عندنا يعنى ايه هو حنطور العين؟ اما المصران الاعور فهو الزائدة الدودية فى العالم كله..

ثانيا اللغاليغ:
لغلوغي واحنا بنركز اوي في اللغاليغ وهي أيضا من الكلمات المصرية التي لا يوجد لها معني محدد وقد يرجعها البعض الي تحريف كلمة «لغد» وهو الجزء المتهدل أسفل الذقن ولكنه في معناها الدارج لا يعكس ذلك وبرضه ممكن تستخدم في التهزيق أو التحذير زي مثلا «هجيبك من لغاليغك» وبالطبع جميعنا يتذكر جملة الفنان عادل إمام الشهيرة عن الـ«لغاليغ»..

ثالثا عصعوصي:
دي المنطقة اللي تاعبة أغلب الشعب تقريبا وعند الدكتور المصري بس ممكن تسمع كلمة ده عصعوصي واجعني يا دكتور والعلاقة دايما طردية بين العمر والعصعوص يعني أكيد مع الوقت عصعوصك ها يوجعك وممكن تسمع حكمة الخلفة واللي عايزين يخلفوا وهي "العيال المفاعيص قطموا العصاعيص" وأصل تلك الكلمة من الـ«عصعص» ويوجد في المنطقة أسفل العمود الفقري والتي قد يحدث فيها آلام شديدة نتيجة الجلوس لفترة طويلة على جسم صلب أو التعرض للكدمات وغيرها ومع تداول الكلمة تحولت إلى «العصعوصة».

رابعا صابونة ركبتي:
دي بقي مصطلح معروف في الشعب المصري! يقولك الواد ده صابونة ركبته مخسعة! وموضوع الركبة ده عندنا ليه عادات كتير زي مثلا "اقرصك في ركبتك احصلك في جمعتك" ولا بتحصلها ولا حاجة..

خامسا حلمة وداني:
اهي دي بقي مصطلح للذل في البيت وهو مصطلح شهير للأم المصرية دايما اما تقول لولادها "أما تشوف حلمة ودنك" يعني ماتحلمش إن كلامك يتنفذ، رهان خاسر أساسا من أوله بس تقول إيه وتطلق كلمة «حلمة ودنك» على سبيل التحدي والتصميم على الرأي..

سادسا الشفاتير:
والمقصود بها عند المصريين هي الشفاه الغليظة بعد تحويرها وتبديلها وهي في العالم كله اسمها شفايف أو باللغة العربية "شفاه" لكن بعضنا يحب يقولها "شفااااتير" زى شفاتيره مدلدلة من الدقي لأبو العلا ..

سابعا عصافير البطن:
محدش يعرف مكانه فين إلا المصريين «عصافير بطني بتصوصو» وهي جملة دارجة تعكس شدة الجوع لكن بالتأكيد لا يوجد أي عصافير في البطن وقد أرجع البعض إستخدام هذا المصطلح للدلالة على الجوع الشديد إلى أن البطن تصدر بعض الأصوات في تلك الأثناء..

ثامنا ابراج النافوخ:
فاذا كانت البطن بها عصافير فبالتأكيد مخ المصري فقط أو باللفظ الدارج «النافوخ» بيكون فيه أبراج وخاصة لدى الرجال فدائما ما يقولون «برج من نافوخي هيطير» ده حال كل مصري والزوجة المصرية عندها الحل متخصصة تطير برج من نافوخ أجدع مقاول وتلسع فيوزاته حتى لو كهربائي...

تاسعا اللباليب:
وتطلق بمسماها الدارج على المنطقة المتواجدة أعلى الفخذ والتي تكون دائما مقصد الأمهات في تعنيف أبنائهم وعقابهم كونها تسبب إيلامهم بشكل كبير ولكن علميا لا أحد يعرف لماذا تطلق كلمة «لباليب» على هذه المنطقة تحديدا..

عاشرا الحيل:
وتتخذ كلمة «الحيل» كانعكاس لحالة الإنسان ويقصد بها معاني كثيرة فيمكن إطلاقها عند الإصابة بأحد أنواع الأورام الجلدية نتيجة لخلل في الغدة الليمفاوية ومن كثرة متاعب الحياة نقول «حيلى مهدود» من الجري ورا أكل العيش أو «واقف علي حيلى طول النهار» في الطوابير والأتوبيس وكلمة الحيل هي الجملة الأشهر لدى المصريين حال العمل الشاق ولكن لا أحد يعرف ما المعني الحقيقي للحيل..

احدى عشر العرقوب:
ويقال فيها «كل واحد متعلق من عرقوبه» فهل فكرت مرة في معنى هذا المصطلح؟
 غالبا يقصد به القدم ولكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد بل أنه أصبح يمثل عادات وتقاليد فمثلا في الصعيد لا يرغب الرجال في الزواج من الفتاة التي يكون ساقها رفيع من الأسفل وبه عظمة واضحة من الخلف ويقال فيها «عرقوبها ناشف» أي أن قدمها نحيفة.
وفي ناس بتقولها بمعني وشها نحس..

واخيرا المعاميع:
المعاميع هي الاحشاء الداخلية للإنسان وقديما كان السباب المفضل في الاحياء الشعبية عند حدوث أول اختلاف بين اثنين هو "ضربه في معاميعك" باعتبار ان الضرب في المعاميع ذو قوه إيلام ثلاثية فالضرب على البطن أو في البطن يمثل لدي العامة حالة من المهانة والاستخفاف بالمضروب..

بعض الكلمات وأماكنها في جسم الانسان ولا يعلمها الا المصريين:
المعاميع ... في التجويف البطنى.
البظابيظ ... فيما تحت الجلد.
اللاباليب ... أعلى باطن الفخذ.
اللغليغ ... في نهايه اللسان.
الترابيس ... في أعلى الكتفين.
الفاءفيئ... تظهر عند الحرق.
الضراضير ... وهى مرادف للثه.
الفاسافيس ... وهى مرادف للحبوب.
الباءابيئ ... وهى تورمات الخبطات.
الراهاريط ... ويقصد بها الترهلات.

وغيره وغيره من الكلمات ... اوعوا حد منكم يعيب على لغه الشباب اليومين دول "شباب روش طحن"...

أساتذة الإجتماع رأيهم:
تلك الكلمات تعكس ثقافة المجتمع وهوية أفراده وهي لا توجد في مصر فقط بل أن كثير من الدول خاصة العربية تجد لها مصطلحات وعبارات لا يفهمها سوى أهلها فقط رغم عدم وجود معنى واضح لها وتلك العبارات إندثرت من الأجيال الجديدة لتحل محلها لغة شبابية أكثر غرابة وجرأة.
حد عنده كلمات تانية... وللحديث بقية. تحياتي للجميع.
د. أمير فهمى زخاري المنيا