د. عوض شفيق
وصلت الأزمة بين يسوع ورجال الدين اليهود إلى ذروتها عندما قصد يسوع مدينة أورشليم، وواجه علماء الشريعة، في أورقة الهيكل، بما كان يُعلمه. وطفح الكيل، عند كبار الكهنة، وتجاوز سيل النقمة ضد يسوع أعلى الرُّبى. بسبب واقعتين محدّدتين وقعتا في عقر دار الزعامة والسلطة الدينية:
 
- الواقعة الأولى: عندما دخل يسوع الهيكل وطرد (بالكرباج) الباعة والتجار، وقلب أقفاص الحيوانات والطيور، وقال بلسان الأب الله "اليس مكتوباً: بيتي بيت الصلاة يُدعى وانتم جعلتموه مغارة لصوص" (مرقس ١١/١٧) والمكتوب هو ما تنبأ به ارميا (٧/١١)، وإشعياء (٥٦/٧) .
 
وكان لسان حال رئيس الكهنة وكبار المجلس، وقد داهمهم الخوف منه: "من هو هذا كي يتجرأ على القيام بأمر من هذا القبيل في الهيكل، والهيكل يقع تحت سلطاننا المباشر؟ لا نسمح له بالتمادي في تحدى سلطتنا إلى هذا الحد!".
 
- الواقعة الثانية: تلى الأولى، عندما أقبل إليه كبار الكهنة والكتبة، والشيوخ، وسألوه: "من أعطاك السلطان على طرد التجار من الهيكل، ما لك وللهيكل، كيف تجرؤ؟"
 
فضرب لهم هذا المثل صاحب الكرم والكرامين (مرقس١٢ من ١ الى ٨). وكان هذا المثل يُعتبر الحد الفاصل ونقطة التحّول في مسار العلاقة بين يسوع والسلطة الدينية اليهودية.
 
وانطلاقا من تلك الحوادث، وبالإضافة إلى الشكاوى، وقد تراكمت ضد يسوع بشكل لا يطاق بالنسبة لأصحاب السلطة الدينية، شرع كبار الكهنة، والكتبة، والشيوخ، يبحثون عن وسيلة للتخلص منه. وكيفية استصدار أمر القبض عليه والحضور ليقف أمام قَيافا لمحاكمته.