بقلم – شريف منصور
 في مقالي السابق عن العبودية درجات ذكرت عديد من الانظمة العالمية كمصدر واحد مختلف الاوجه للديكتاتورية واستعباد البشر للبشر، وتعمدت أن لا اذكر النظام السعودي أو النظام المصري، والسبب أن هذين النظامين في مرحلة من مراحل تفاعل اجتماعي من التطور قد يصعب التكهن بنتائج ايجابية أو سلبية. 
 
وكما يقال في زمن البريد العادي "الجواب بيبان من عنوانه"، محمد بن سلمان واضح من وجاهة خطابه انه يعلن انها دعوة  لفرح، ولان نظام البريد في المملكة العربيه السعوديه نظام يعتمد علي السمع والطاعه يتمكن بن سلمان من تصل دعواه كملك فعلي لكل من يعيش علي أرض المملكة. 
 
وكعهدنا بتلك البقعه من الارض وتاريخها الأسود في الاغتيالات والخيانات اضع يدي علي قلبي تخوفا ومتمنيا لهذا الامير محمد بن سلمان السلامة حتي يعبر بهذه المنطقه الي عصر جديد للبشرية. 
 
وهنا أود أن اشير لفهمي للموضوع ان مايحدث الان في المملكة لا علاقه له بالدين الاسلامي ولا اي دين سوي دين الانسانية. ولهذا استطاع الامير ان يقفز فوق حواجز خيالية من صناعة الساديين من رجال الدين لكي يحقق ما حققه وما سيحققه. 
 
وفي تغريدة لاحد الصحافيين الذين فضحوا نظامهم الفاشي العنصري قال "العداوة والكراهية بين إيران والسعودية عقائدية دينية صراع وجود وحرب منذ أكثر من ١٤٥٠ سنة. لا تضحكوا علينا... مش علينا". 
 
لم اتمالك نفسي من التعجب من هذه التغريدة (لدي صورتها ولكن لن انشرها حتي لا اعطي لهذا الشخص او من يعمل لديهم اي فرصة) لانها ببساطة تنطبق تماما علي العداوة بين دوله هذا الشخص و بين شعوب العالم و بالذات بينهم وبين الشعب المحتلين له، اذن هذه التغريدة تؤكد انهم لا يمكن ان يكون هناك سلام بينهم وبين اعدائهم لانها حرب عقائدية. 
 
 
لنعود مرة اخري للموضوع الاساسي وهو الجواب يبان من عنوانه.. دعوني اتحدث عن الوضع في مصر و محاولات الرئيس السيسي أقل من النصف ناجحة و اكثر من النصف الاخر فاشلة . محمد بن سلمان ملك وعبد الفتاح السيسي منتخب بدرجة رئيس. وشعبه تعلم علي يد رجال الدين المأجورين من الدولة ان يشعر بعدم أحقية الحكومة او النظام في ادارة شؤون الدولة لانها دولة كافرة. هذه ليست نكته او مزحة او تحشيش ، انظروا الي تصرفات الناس المتعمدة في مصر تجاة الملكية العامة و حتي الملكية الخاصه . عايشين بالقول " ان خرب بيت ابوك الحق خدلك منه قالب". 
 
تعالي نشوف الانسان المصري نتاج البيئة في مصر عندما يذهب خارج مصر لاي دوله اخري وليكن المثال عندما يذهب الي المملكة العربية السعودية سواء لاداء فريضة الحج او العمرة . تجدهم في منتهي الخنوع و الانضباط و الرعب من السلطة ، و يتحكم في اجدعها شنب عسكري هذيل البنيه غير متعلم ، في فيديو انتشر منذ فترة علي وسائل التواصل الاجتماعي عن عدد خمس عساكر في الحرم المكي يتحكموا في حشد لا يقل عن ١٠٠٠ شخص ؟ كل ادواتهم حبل .. نساء و شيوخ ورجال اقتادوهم بعيدا عن الكعبه. هل كان بينهم مصريين ، بالاكيد وجنسيات اخري من افريقيا الرجل منهم طوله مترين و تحكم فيه العساكر بكل بساطة كانهم قطيع . تعالي بقي نرجع بنفس الناس دي لمصر من المطار تلاقيهم نفشوا ريشهم و الست اللي كانت بتتزق بحبل زي الماشية اخ لو حد كلمها وسالها معاكي ايه ولا انتظري في دورك ، ولا تعالي نطلع لموقف السيارات اللي خنقه المرور وواقفين  ثلاثة صفوف يقدر حتي ضابط المرور مش حقول امين ولا عسكري يقول لعربيه امشي انت قطعت الطريق ؟ يقوم الباشا الحاج و لا الحاجة و المعتمر ولا الموظف او العامل العائد يطلع الذل اللي شافوه علي ممثلي السلطة . ليه يا ريس تفتكر ايه السبب ؟ اقولك بكل اخلاص وصراحة انت لا تشعر بانك تملك السلطة و السبب هو القول المنتشر لا ملك الا لله .. يقدر مخلوق منهم يقولها في المملكة العربية السعودية ؟ لا طبعا لان المالك هو الملك و يملك كل شيء بما فيهم البشر و جاء الامير محمد بن سلمان وقال لا خلط بين السياسة و الدين و منع رجال الدين التدخل في شؤون الناس . 
 
وهنا الفرق  سيادة الرئيس فهى أهمية أن يكون هناك انتماء حقيقى لمن يعيش على أرض الوطن من الشعب فالنقمة جاءت  علي مصر مع شروق  ٢٣ يوليو ١٩٥٢. وهنا يأتى السؤال من هو المصرى وهويته ياريس ؟ ان سالتك عن هويته من سياتي في المقدمة ؟ ان عرفت الاجابة علي هذا السؤال ستعرف الفرق بينك وبين محمد بن سلمان . وبالتاكيد هناك طريق طويل جدا امام الامير و بين ما نتمني ان يتحقق ولكنه اخذ خطوات ايجابية. الطفل شنودة علي سبيل المثال وليس الحصر اكبر دليل علي الفشل العميق لمحاولات اصلاح يائسة.