سحر الجعارة
ويتكرر المشهد من فرنسا إلى سويسرا: وقف الوحش البشرى «طارق رمضان»، حفيد مؤسس جماعة الإخوان الإرهابية «حسن البنا»، أمام محكمة جنيف، حيث طالبت النيابة العامة فى سويسرا بسجنه 3 سنوات، منها 18 شهراً مع وقف التنفيذ، بتهمة الاغتصاب.

وكانت المدعية السويسرية التى تقول إنها تعيش فى ظل التهديد وتستخدم اسم «بريجيت» المستعار، فى الأربعين من العمر تقريباً عند حدوث الوقائع المفترضة قبل نحو 15 عاماً.

وتؤكد «بريجيت»، التى اعتنقت الدين الإسلامى، أن رمضان أخضعها لأفعال جنسية وحشية ترافقت مع الضرب والشتائم مساء 28 أكتوبر 2008 فى غرفة فندق فى جنيف.

وتقدمت بشكوى فى العام 2018.وهى المرة الأولى التى يحاكم فيها رمضان بتهمة الاغتصاب، لكنه قد يحاكم فى قضايا مماثلة فى باريس.

إنه «طارق رمضان»، ابن سعيد رمضان ووفاء البنا ابنة «حسن البنا»، وكان يعمل أستاذاً فى الفكر الإسلامى ومحاضراً فى جامعة «أوكسفورد»، أعرق جامعات بريطانيا، وجامعة فرايبورج بألمانيا، وقد ركز اهتمامه فى التجديد الإسلامى وبحث قضايا المسلمين فى الغرب، ويُعتبر من القيادات الإسلامية فى أوروبا ومن أكثر الشخصيات المؤثرة فيها.

والغريب أنه مدير مركز دراسات التشريع الإسلامى والأخلاق فى «قطر».. وقطعاً هى أخلاق مرتزقة الفكر والترويج للإرهاب!نعود إلى تفاصيل القضية الأولى التى فجّرتها اتهامات الناشطة الفرنسية «هند عيارى»، حين اتهمت «رمضان، 56 سنة آنذاك» باغتصابها والاعتداء عليها جنسياً، فانهار سيناريو «الداعية الورع».

وتحول العنوان إلى «عنتيل عائلة حسن البنا»، بعدما تقدمت بشكوى إلى النيابة العامة بمدينة روان الفرنسية، وهو ما أعاد إلى الأذهان فضيحة التحرش التى غيرت مشهد جماعة الإخوان بمركزها الأم (مصر) قبل 72 عاماً، إثر توجيه نساء الجماعة شكاوى ضد صهر حسن البنا (زوج شقيقته)، والسكرتير العام لجماعة الإخوان المسلمين «عبدالحكيم عابدين».

وكأنها عائلة متحرشة بالفطرة، لم تكن لتهدأ إلا بالتهام مصر وجعل نسائها جميعهن «سبايا فى بلاط المرشد»!

وفى جنيف اتهمت محامية رمضان أولئك النساء بإقامة روابط فيما بينهن لإسقاط طارق رمضان متحدثة عن «رمضانوفوبيا» فعلية.

والحقيقة أن المصطلح المراد بطرحه تبرئة رمضان دقيق للغاية لأنه خلق حالة رعب بين كل من تعرفن عليه من ساديته وشذوذه الجنسى.. ففى فرنسا يُشتبه بارتكابه عمليات اغتصاب بين العامين 2009 و2016 استهدفت أربع نساء، وهى قضية تسببت بسقوطه عام 2017.

وجرى النظر إلى قضية حفيد مؤسس الإخوان بمثابة أبرز القضايا التى أثيرت فى إطار حملة «مى تو»، التى سعت إلى فضح المتحرشين والمعتدين جنسياً.

المروع فى قضية «رمضان» ليس السادية وإغواء النساء بادعاء الفكر الإسلامى، ولا حتى اغتصابه لسيدة معاقة.. فالأهم هو اغتصاب العقول، وهى عملية مستمرة لن تتوقف ما دام التمويل موجوداً.

إنه تركيبة غريبة من حب الزعامة وتكريس الإسلام السياسى، حصل على شهادة دكتوراه من جامعة جنيف حيث كتب أطروحة حول مؤسس جماعة الإخوان المسلمين المصرية حسن البنا جده لوالدته، وتخفَّى خلف نشر الحجاب واستدرج ضحاياه بادعاء الأخلاق والتدين وتعرف على ضحاياه من خلال تقديم نصائح دينية عبر شبكات التواصل الاجتماعى.

وكما تقول ضحيته الفرنسية «ياسمينة» إنه طلب صورتها: (وجدنى جميلة، ومنذ ذلك اليوم، انحرفت الأمور بيننا واتخذت شكلاً إباحياً.. وبعد عامين استدعانى إلى فندق فى الضواحى، ثم هددنى بأن لديه أشياء تديننى، وعند لقائنا حاول التعدى علىّ)!

الخلاصة: إنه رجل متحرش بالفطرة يعانى الازداوجية حتى لو عاش وتربى بالغرب، وإن «الدعاة» بشر غير معصومين من الخطأ، وإن التحريض -بالفتاوى- على التحرش بالنساء أو اغتصابهن هو دليل إدانة على صاحب الفتوى المصاب بالسعار الجنسى! سوف يصدر الحكم فى 24 مايو الجارى فى جنيف.

وينفى رمضان، البالغ ستين عاما، والذى يثير جدلاً فى أوروبا، أن يكون قد أقام علاقة جنسية مع المدعية، ويفيد أنه ضحية «كمين».. أو ضحية «رمضانوفوبيا».

لا أظن أنها آخر محاكمات «عنتيل الإخوان» ولا آخر فضائح أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية.. الزمن كفيل بكشف أصحاب شعار «الإسلام هو الحل».. وإسقاط ورقة التوت عنهم.

خلال كلامه الأخير أمام المحكمة فى جنيف، طلب رمضان من القضاة عدم الحكم عليه على «أيديولوجيته الحقيقية أو المفترضة» و«ألا يتأثروا بالضجيج الإعلامى والسياسى الصادر من فرنسا».

وقال متوجهاً إليهم: «انسوا أنى طارق رمضان»!لن ننسى أنك «حفيد مؤسس جماعة الإخوان» ولن نتوقف عن كشفك لأنك نموذج فج لاستغلال الدين واستعراض استربتيز لأسلوب حياة الإخوان.
نقلا عن الوطن