بقلم – شريف منصور
كتب أحد الأخوة خطاب للمجمع المقدس يسألهم ماذا فعلتم لحماية الكنيسه القبطية في السودان؟ لم ولن تكون الكنيسة ألا جسد السيد المسيح المُعلم الذي قال لنا أعطي ما لقيصر لقيصر وقال أيضا فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «رُدَّ سَيْفَكَ إِلَى مَكَانِهِ. لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ السَّيْفَ بِالسَّيْفِ يَهْلِكُونَ!" (مت 26: 52). وأن بحثتم في جوجل عن من عاش بالسيف يموت به ستتعجبون ممن سند إليهم هذه الوصية.

ما علينا.. أهلينا قالوا لنا أيامكم صعبة لانهم لمً يروا ما نمر به الآن، وكل الاجيال تقول نفس الشيء هذا ما يعني أن انهيار الإنسانية مازال مستمر، في الماضي كان بسرعة السلحفاة أما الآن بسرعة صواريخ سوبر سونيك.

أحبائي وأخواتي قداسة البابا تواضروس الثاني والمجمع المقدس لا يجتمعوا لبحث أمور سياسية، إنما عندما يجتمعوا يجتمعوا لكي يكونوا في محل المكانه التي منحها لهم راس الكنيسة السيد المسيح له كل المجد ، لرعاية شعب المسيح. الهنا اله قوي بقوة قال لنا عندما تكونوا ضعفاء اعمل من خلالكم .  (2 كو 12: 9): فَقَالَ لِي: «تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضَّعْفِ تُكْمَلُ». فَبِكُلِّ سُرُورٍ أَفْتَخِرُ بِالْحَرِيِّ فِي ضَعَفَاتِي، لِكَيْ تَحِلَّ عَلَيَّ قُوَّةُ الْمَسِيحِ. " .

هل تعرفوا ان الضعف قوة هل تتخيلوا ان الضعيف الأمين لا يوجد من يرعاه او يحميه. ارجو ان لا يفهم الاكليروس انني الغيهم او يظن العلمانيين انني ادافع عن الاكليروس. انما ما ارجوه ان يعرف الشعب القبطي ان الاكليروس ليسوا قادة سياسيين فلا تطلبوا منهم هذا الدور.

وللاسف نحن تحت الاحتلال وقد هذا القول يغضب الاكليروس بل من قرون كانت وسيلة الغزاة هي استخدام رجال الدين للتحكم في الشعب لان شعبنا القبطي شعب محب لكنيسته ويبجل الاكليروس وللحق لكي يفهم غير الاقباط، الأقباط لا يعبدون البابا أو الاساقفة او الكهنة إنما الاكليروس في كنيستنا القبطية يقدموا حياتهم لخدمة شعب السيد المسيح . فلذلك يجب علي الشعب القبطي ان ينضج سياسيا ان يتحمل المسؤولية الكاملة و لا يطلب او يضع قداسة البابا تواضروس الثاني او الاكليروس اي اخفاقات سياسية او اجتماعية لاسباب كلنا نعرفها .

قصة حقيقية … عام ١٩٨٢ كنت اعمل مديرا لمبيعات احدي الشركات في القاهرة .. قرر رئيس مجلس الادارة ان ينشيء نادي للموظفين . وكان عدد الموظفين به عدد لاباس به من الاقباط .. وجاءت نتيجة الانتخابات ان لم يكن هناك قبطي واحد في مجلس ادارة النادي . في الطريق من المكتب لتوصيل عدد من الموظفين ، تسالت لماذا لم يشارك الموظفين الاقباط في الانتخابات كاحد اعضاء مجلس الادارة ؟ في نفس الليلة تلقيت مكالمة من مباحث امن الدولة يطلبوا مني الحضور الساعة ٢ صباحا لمقر مباحث امن الدولة في لاظوغلي. و استعجبت من هذا الطلب ! قهوة الساعة ٢ صباحا ؟ وما هي العجلة التي تجعل من هذا الجهاز استدعائي في مثل هذه الساعة … وعندما ذهبت قال لي .. هل انت تحث علي الفتنه الطائفية! تعجبت من هذا السؤال الغبي وقلت له هل طلبي ان الاقباط يشاركوا في الحياة الاجتماعية يعتبر تحريض علي الفتنة؟

اعتقادي العكس ان قلت لهم لا تشاركوا! في تلك اللحظة طل رئيس الجهاز من الباب وقال .. انا سمعت صوتك وقلت دا شريف اكيد .. فيه ايه؟ ايه الموضوع فقال له الضابط طارق اللي قاله لي .. فقال له رئيس الجهاز انت بتهزر شريف منصور اكثر وطنية مننا كلنا .. وقال شريف تعالي معي مكتبي نفطر مع بعض . بعد هذا لم اتخيل ان هناك امل في اصلاح حال هذه الدولة .. وقررت ان الرحيل.

اليوم بعد كل هذا الاعوام الماضية قلبي مازال في مصر وروحي في مصر وكل أملي أن تكون مصر وطني في أفضل حال، أرجو كل المصريين المحبين لمصر أن يتجمعوا لخدمة مصر الوطن الأم الحياة الأمل .