استمتع بعملي ولا أشغل نفسي بالجوائز.. لا توجد خطط للرجوع إلى مصر في الوقت الحالي
عُرف عنه منذ صغره وخلال مراحل دراسته المختلفه عشقه للبحث وحبه للعلوم، إلى أن وصل إلى المرحلة الجامعية، لتتفتح مداركة متطلعا إلى علوم جديدة ترضي فضوله، ليتعلق عقله وقلبه بكليه الهندسة، ليدخل في مرحلة عشق ما يدرسة، ليكتشف ويُنجب للعالم عائلة جديدة من المواد، كما يتم إدراجه ضمن أعلى الباحثين الذين يتم الاستشهاد بأبحاثهم على مستوى العالم، وحصل أيضا على 4 براءات اختراع دولية، إنه البروفيسور المصري مايكل نجيب، ابن مصر وابن حي حلوان.

داخل إحدى مدرجات كلية الهندسة بجامعة القاهرة، تعلق عقله وقلبه بـ «هندسة المواد»، ليجد ضالته في تخصص قلما يختاره أحد، يقول مايكل نجيب: «كانت المواد المتعلقة بعلوم المواد مثيره جدا لاهتمامي ودراستها ممتعة، كطالب في إعدادي هندسة، مثلت مادة «تكنولوجيا الإنتاج»، المتعة الخام، كل شيء من حولنا مصنوع من مواد، كيف تختار المادة المناسبة للتطبيق المناسب، وكيف تقوم بتصنيعها كان هو الأمر الأكثر إثارة للفضول بالنسبة لي».

قبل أيام حصل مايكل نجيب الأستاذ المساعد في هندسة المواد بجامعة تولين في الولايات المتحدة الأمريكية، على جائزة القائد الناشئ لخريجي جامعة دريكسل الأمريكية، من رئيس الجامعة جون فراي، لتضاف هذه الجائزة إلى سجل حافل للبروفيسور المصري مايكل نجيب، إذ سبق له أن تم إدراجه ضمن قائمة كلاريفيت أناليتيكس (Clarivate Analytics) لـ 3 اعوام متتالية كأحد أعلى الباحثين الذين يتم الاستشهاد بأبحاثهم أكاديميًا على مستوى العالم- من بين جميع العلماء، كما تم إدراجه في قائمة جامعة ستانفورد لـ «أعلى 2٪ من علماء العالم» الأكثر استشهادًا أكاديميًا في مختلف التخصصات لعام 2020، بالإضافة إلى العديد من التكريمات والجوائز التي حصل عليها خلال مسيرته العلمية.


تواصلنا مع البروفيسور مايكل نجيب وكان لها هذا الحوار معه: -

بداية.. عرفنا بنفسك؟

أنا مايكل نجيب، استاذ مساعد في هندسه المواد بجامعه تولين في الولايات المتحدة الأمريكية، قبل التحاقي بتولين كنت قد حصلت على زمالة فيجنر في مركز أوكريدج القومي التابع لوزارة الطاقة الأمريكية (زمالة مرموقة لتخليد اسم عالم فيزياء اسمه يوجين فيجنر حاصل على نوبل في الفيزياء)، قبل ذلك، حصلت على ماجيستير هندسه الفلزات من جامعه القاهرة ٢٠٠٩ وبكالوريوس هندسه الفلزات من نفس الجامعة بتقدير امتياز مع مرتبه الشرف. قبل سفري لأمريكا تشرفت بكوني كنت معيدا في هندسه القاهرة لمده عامين، ومن ثم حصلت على الدكتوراة من جامعه دريكسيل في أمريكا عام ٢٠١٤.

كيف بدأت أولى خطواتك في البحث العلمي؟
بداياتي مع البحث العلمي في أمريكا وكانت أثناء الدكتوراه في جامعه دريكسيل تحت اشراف أساتذة عظماء هم دكتور ميشيل برسوم (مصري الأصل خريج الجامعة الأمريكية في القاهرة)، ودكتور يوري جوجوتسي، وأثناء التحضير للدكتوراة اكتشفنا عائلة جديدة من المواد ثنائية الأبعاد سميناها «ماكسين»، الاكتشاف ده انتشر في مجلة المواد المتقدمة وهي مجله مرموقة في علوم المواد وكمان الاكتشاف حصل براءة اختراع بعد الدكتوراة، وأثناء الزمالة في مركز أوكريدج استمريت في دراسة المواد ثنائيه الأبعاد بتركيز أكتر على تطبيقات متعلقة بتخزين الطاقة، وأبحاثي استمرت بعد التحاقي بجامعه تولين وتكويني لمجموعتي البحثية التي تعمل على تطوير مواد جديدة لتطبيقات متعددة منها تخزين الطاقة وتوليد الهيدروجين حتى الآن نتائج أبحاثي نشرت في أكثر من ١٠٠ ورقة علمية في دوريات دولية مختلفة، وتم الاستشهاد بتلك الأوراق العملية فوق الـ ٣٩ ألف مرة، وحاصل على ٤ براءات اختراع دولية.

ماذا قدمت للعلم خلال رحلتك البحثية حتى الآن؟
تخليق مواد جديدة ذات تطبيقات مفيدة للبشر ودراسة خواصها وتطبيقاتها شيء ممكن أكون فخور بيه، لكنه لا يقل أهمية عن تعليم وتدريب الأجيال القادمة من المهندسين والعلماء.

ما هي الأبحاث التي تعمل عليها في الوقت الحالي؟
مجموعتي البحثية تعمل على تطوير ودراسة خواص وتطبيقات مواد جديدة ثنائية الأبعاد، أحد تلك الاكتشافات تم نشره العام السابق في مجلة المواد المتقدمة بخصوص عائلة جديدة من المواد الثنائية الأبعاد وهي عبارة عن معادن انتقالية مثل النايوبيوم والتانتلم مع الكربون والكالكوجينات مثل الكبريت والسيلينيوم، تلك المواد تجمع بين خواص الماكسينات، التي اكتشفتها أثناء الدكتوراة، وكالكوجينات المعادن الانتقالية ثنائيه الأبعاد، هذا المزيج من الخواص يجعلها واعدة كمحفزات كهروكيميائية لتوليد الهيدروجين الذي يعتبر وقود نظيف من المياه، بالإضافة لتطبيقات أخرى في صناعة الالكترونيات، مثال آخر لأبحاثنا هو هندسة نانوية لمواد ثنائية الأبعاد لجعلها أكثر قدرة على تخزين الطاقة كهروكيميائيا بمعدلات عالية مع القدرة على الشحن السريع.

البعض يرى أنك تقترب من الفوز بجائزة نوبل.. ما رأيك؟
لا أحد يستطيع أن يعرف ترشيحات جائزة نوبل، لكن على أي حال هي شرف كبير لأي عالم، لكن في الوقت ذاته في رأيي المتواضع لا يجب أن يتعلق عالم بالحصول على الجائزة أيا كانت بالرغم من قيمتها العلمية بالطبع، بل يجب على العالم أوالباحث أن يجد طريق إلى كيفية الاستمتاع بما يفعله في المقام الأول، لأن البحث العلمي في حد ذاته مجال ممتع.

ماذا حققت ليتم تكريمك من الجامعة وفوزك بالجائزة؟
التكريم الأخير من جامعة دريكسيل هو جائزة «القائد الناشئ»، يتم تقديمها لإثنين من الخريجين على مستوى الجامعة خلال العشر سنوات الماضية ولهم تأثير كبير في المجتمع أو مجالهم منذ التخرج، لافتا إلى أن هذا التكريم من جامعه دريكسيل هو الثالث على مستوى الجامعة منذ التخرج، الأول كان جائزة الدكتوراة الواعدة المتميزة في العلوم والهندسة خلال حفل التخرج التي تمنح لأحد الخريجين المتوقع لهم مستقبل باهر من شأنه الرقي بسمعة الجامعة، والثانية كانت إدراجي ضمن قائمه أفضل ٤٠ عالم تحت سن الـ ٤٠ في عام ٢٠١٦.

هل التقدير المعنوي يدفعك للتقدم خطوات للأمام؟
التقدير المعنوي بالتأكيد يدفع العالم للتقدم وهو بمثابة الربت على الكتف تشجيعا من المجتمع العلمي للباحث وإشارة إلى أنني على المسار الصحيح، كذلك الجوائز فهي تساعد على تكوين دائرة العلاقات المهمة جدا لنجاح الباحث في مجال مثل أبحاث المواد التي يعد التعاون العلمي فيها ضروري.

هل هناك أية خطط للعودة إلى مصر وبدء مشروع قومي جديد؟
للأسف لا يوجد خطط للرجوع إلى مصر في الوقت الحالي، لكن هناك محاولات لبداية تعاون مع بعض الباحثين في عدد من الجامعات المصرية.

ماذا ينقص المجتمع العلمي في مصر لتحقيق نجاحات ملموسة وحقيقية؟
الأكيد أنه لا ينقص مصر العقول أو العلماء، فهناك العديد من العلماء في الجامعات ومراكز البحوث المصرية، ولا يقلوا عن أقرانهم في الخارج، لكن في رأيي ومن خبرتي البسيطة في البحث العلمي في مصر قبل سفري أن المشكلة في التمويل، مؤكدا على أن البحث العلمي مكلف جدا ولا يوجد مصادر تمويل كافيه.

هل هناك تواصل بينك وبين الدولة المصرية أو أية جهة متصلة بالبحث العلمي؟
لا لم تكن هناك فرصة للتواصل.

لو هناك نصيحة توجهها للباحثين في مصر.. ماذا تقول لهم ؟
نصيحتي للشباب الباحثين في مصر، لا تنظروا للبحث العلمي على أنه وظيفة، حاولوا أن تستمتعوا بالبحث العلمي ولا تتوقفوا عن قراءة الأبحاث وكل ما هو جديد باستمرار .