القمص يوحنا نصيف
في عام 1978م أتاني أحد الشبان الصغار منفعلاً، وهو يقول لي: لابد أن الكنيسة تضع "أوشية لأجهزة التسجيلCassette recorders "..
 فأجبته باندهاش: ماذا تعني؟!
 فقال: كما أنّ الكنيسة تهتم بالصلاة من أجل المرضى والمسافرين والزروع والعشب ومياه الأنهار.. وتخصِّص أُوشيات (صلوات) لأجل هذه الأمور، لماذا لا نضيف الآن أوشية خاصّة من أجل أن تدخل المُسَجِّلاتRecorders   إلى كلّ منزل..؟! فمِن خلاله تدخل التسابيح والقداسات والعظات والترانيم إلى المنزل، فيتحوّل إلى كنيسة، بل إلى سماء..!
 
 هكذا كانت مشاعر هذا الفتى، في بداية عصر ظهور المُسَجِّلات الصوتيّةRecorders  إذ رأى أنّها ستقوم بنَقلة روحيّة كبيرة للناس، وتكون سبب نهضة على المستوى الشخصي والكنسي..!
 
 أعتقد أنّ هذه القصة قد تكون مضحكة لجيل الكمبيوتر والإنترنت والموبايل واليوتيوب.. ولكنها تكشف عن أهميّة التسجيلات الصوتيّة، وتأثيرها القوي في حياة الناس..!
 
من أجل هذا اهتمّت كلّ كنيسة، بفضل خدّامها النشيطين، بإنشاء مكتبة صوتيّة استعاريّة تمدّ الشعب بكلمة الله المسموعة المُحيية.. وتهتمّ بتسجيل العظات والقدّاسات والتسابيح، لكي توفر مادة روحية للشعب القبطي، تملأ البيوت وتغنيها..
 
 ومع مرور الزمن تمّ وضع الكثير من هذه التسجيلات على الإنترنت، أو على تطبيقات مجّانيّة لكي تكون مُتاحة لكلّ العالم.. كما أنّ خاصيّة الترجمة الفوريّة قد صارت الآن موجودة على الفيسبوك وعلى اليوتيوب، وهذا أيضًا يُسهِّل الفهم للأجيال الجديدة خارج مصر، والتي لا تُتقِن اللغة العربيّة..
    لقد صار الآن من المُمكن بسهولة شديدة، التلاقي الشخصي مع آباء مُعلّمين وقدّيسين في الكنيسة، مثل أبينا القدّيس القمّص بيشوي كامل، من خلال سماع صوته الحيّ في العظات والصلوات.. بل والتلمذة على روحه، من خلال هذه التسجيلات الصوتيّة الغنيّة بالروح..!
 
إنّ خدمة "المكتبات الصوتيّة"، بعد أن بدأت منذ حوالي أربعين عامًا، بنشر شرائط التسجيل لبعض العظات والقدّاسات والترانيم.. قد صار المجال الآن أمامها مفتوحًا لغزو العالم كلّه بالنور، من خلال نشر كلمة الله الحيّة والقادرة أن تخلّص الكثيرين، وتجعلهم تلاميذ حقيقيّين، وتبنيهم في المسيح.
    وهذا يتطلّب رفع جميع التسجيلات القديمة على اليوتيوب، بعد تنقيّة الصوت بالتقنيّات الحديثة، بالإضافة إلى إنشاء تطبيقات مبتكرة لنشر كلّ التسجيلات الصوتيّة المُفيدة على الإنترنت.. مع التطلّع لإنشاء قنوات بثّ حيّ لنشر كلمة الله، وتراث الكنيسة القبطيّة الأُرثوذكسيّة، الغني بالصلوات والتسابيح والتعليم الآبائي النقي..
 
ويسعدني في هذه المناسبة أن أضع الرابط لتطبيق القدّيس القمّص بيشوي كامل، وهو لا يحوي فقط مئات التسجيلات الصوتيّة له، بل أيضًا مجموعة ضخمة من الكتابات والصلوات والأقوال والصور، والترانيم بصوته، والمقتطفات المنتقاة من عظاته، بالإضافة إلى سيرة حياته.
لتحميل الأندرويد:
لتحميل الآيفون: