نادر شكرى
رسالة رعوية من الكنيسة القبطية الارثوذكسية حول العنف والاضطرابات في السودان
 
بينما تستعد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لعيد العنصرة، فإن قلوب شعبها مليئة بالحزن والقلق على شعب السودان حيث يتعرضون للعنف المتزايد الذي يؤثر على الأمة بأسرها. الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لديها مجتمع كبير وحيوي في السودان يقع في ايبارشيتي الخرطوم وأم درمان، وقد وصلتنا تقارير عن الدمار والنزوح الذي يواجهه الآن مئات الآلاف الذين أجبروا على الفرار من ديارهم وسبل العيش للبحث عن الأمان. صلاتنا معهم جميعًا، وكذلك أولئك الذين قرروا عدم المغادرة، أو الذين لم يتمكنوا من الهروب بأمان.
 
في الأسابيع الأخيرة، جنبًا إلى جنب مع الاضطرابات والعنف المستمر والمتصاعد في المجتمع العام، كانت هناك تقارير عن هجمات استهدفت الكنائس وممتلكاتها، وقد تعرض العلمانيون ورجال الاكليروس لخطر كبير. وتعرضت الكنائس وممتلكاتها للهجوم والنهب والاستيلاء على أيدي الجماعات المسلحة، وتم نقل الراهبات وكبار رجال الاكليروس من أجل سلامتهم.
 
بينما ندعو جميع أنحاء العالم للصلاة من أجل السودان كأمة وشعب يعاني بشدة، نناشد أيضاً صانعي السياسات والمسؤولين بذل كل ما في وسعهم لاستعادة النظام وسيادة القانون الذي يضمن سلامة كل شخص. واستعادة السلام للجميع.
 
وفي هذا السياق نشيد بالدور الفعال الذي قامت وتقوم به الدولة المصرية بقيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي لدعم ومساندة السودان، والنازحين منها إلى مصر.
 
وإلى جانب الصلاة، تعمل الكنيسة في جميع أنحاء العالم على زيادة الوعي بمحنة أولئك الذين يعيشون في السودان، وتقوم بجمع التبرعات لدعم أولئك الذين هم في أمس الحاجة إلى المساعدة المالية نتيجة للحرب. وتقوم حاليًا أسقفية الخدمات العامة والإجتماعية بتسديد احتياجات السودانيين الموجودين في مصر مثل توفير سكن وعلاج ومساعدات مالية وغذائية، في مثل هذه الأوقات، يعكس حبنا لبعضنا البعض نور ربنا يسوع المسيح في العالم، لأنه في الظلام يكون الضوء أكثر وضوحًا، متذكرين وصية ربنا المحب، "فليضيء نوركم هكذا قدام الناس، لكي يروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذي في السماوات "(متى ٥: ١٦).
 
نرفع قلوبنا وصلواتنا إلى إلهنا المحب وأب الجميع، الذي يشعر بكفاحنا ومصاعبنا وآلامنا، والذي لن يتخلى عنا أبدًا في وقت الحاجة. نحن نصلي من أجل جميع المتضررين، بمن فيهم أولئك في جميع أنحاء العالم مع أحبائهم في السودان، والذين يساورهم قلق عميق على سلامتهم. لا نزال مطمئنين بوعود إلهنا، خاصة في الأوقات الصعبة، "لأنه قال: "لا أهملك ولا أتركك" (عبرانيين ١٣: ٥).