ماجد كامل
( 103 تقريبا - 167م تقريبا  )
يعتبر القديس يوستينوس الفيلسوف والشهيد هو أول فيلسوف مسيحي ؛ ولد نحو عام  103م تقريبا  بمدينة نابلس بفلسطين . وكان أبواه وثنيين ؛درس الفلسفة في أشهر مدارس زمانه .ونظرا لتوقد ذهنه أحتل مكانا كبيرا بين الفلاسفة ؛ غير أن شعوره الديني لم يكن مرتاحا لمباديء الفلسفة ؛وفي وسط حيرته أخذ يبحث عن الفلسفة الحقة ؛فألتقي أولا مع فيلسوف رواقي وسأله عن معرفة الإله الحقيقي ؛أجابه أنه لا يعتبر مسألة وجود الله من المسائل الهامة والضرورية ؛إذ كان مهتما بالأمور العملية والأخلاقية أكثر من المسائل النظرية . ألتقي بعد ذلك بفيلسوف مشائي (أي من المؤمنين بمذهب أرسطو ) فكان أول سؤال سأله المشائي هو ثمن الدروس الذي سوف يعطيها له . فأحتقر يوستينوس هذا الموقف لأنه لا يليق بالفلاسفة أن يتاجروا بالمعرفة . فتوجه بعدها إلي فيلسوف فيثاغوري ؛ فرد عليه ينبغي عليك دراسة الفلك والهندسة والموسيقي ؛ثم تعال إلي . ثم توجه بعدها إلي فيلسوف أفلاطوني قال عنه يوستينوس "قضيت معه وقتا طويلا قدر استطاعتي ؛وهكذا تقدمت بعض الشيء ؛وكل يوم أتقدم أكثر .لقد سحرني تماما فهم العالم اللامادي ؛كما أن تأمل الأفكار زود روحي بأجنحة حتي ظننت أنني قد صرت حكيما " وبعد فترة بينما هو يتجول علي شاطيء البحر تقابل مع رجل عجوز ؛فسأله الرجل العجوز ما الذي أتي بك إلي هنا ؛ أجاب يوستينوس أنني أتأمل في  مسائل بعض القضايا الفلسفية العويصة .فتكلم معه الشيخ في طبيعة الله وخلود النفس والثواب والعقاب وقيامة الأجساد ؛فأنبهر يوستينوس بكلامة ؛ثم توجه إلي أفسس وهناك تعمد وصار مسيحيا وكان ذلك عام 130م ؛ثم توجه إلي روما وفتح فيها مدرسة لتعليم الإيمان المسيحي والفلسفة  . وبعده قبض عليه فسأله الوالي عن دينه ؛أجاب يوستينوس "أنا مسيحي ؛ فسأله الوالي  : أتظن أني إذا أمرت أن تضرب من الرأس إلي القدم وإذا سقيتك كأس الموت تذهب إلي السماء ؟ أجاب يوستينوس : ليس ذلك علي سبيل الظن والوهم ؛بل عن يقين ثابت . فأمر الوالي بقطع رأسه وكان ذلك عام 167 تقريبا .و يعتقد أن الشخص الذي أبلغ عنه فيلسوف كلبي كثيرا ما تحاور معه يوستينوس وأفحمه في المناقشات العامة . وقد تنبأ يوستينوس أنه سوف يلقي حتفه نتيجة مؤامرات هذا الفيلسوف ضده . يقول في كتاب الدفاع الأول ( أنا أيضا أتوقع اليوم الذي أطارد فيه وأعلق علي الخشبة ؛من قبل أحد هؤلاء الذين سميتهم ؛أو من قبل "كريشنشسوس " صديق الضجة والزهو ؛أن أسم فيلسوف لا يليق برجل يتهمنا علانية وهو لا يعرفنا ؛ وينعت المسيحين بالكفر والإلحاد حتي يرضي جماعة ضالة ) .

وقال عنه ايضا " ذلك الرجل الجاهل المغرور ؛ أنه لا يستحق أن يدعي فيلسوفا  من يشهد علنا ضد  من لا يعرف عنهم شيئا ؛ مصرحا بأن المسيحين كفرة أشرار ؛ وذلك لمجرد تملق الجماهير وإرضائهم . هذا أخطأ خطا فاحش .. .....  أنه أجهل  من غير المتعلمين الذين كثيرا ما يتحاشون أن يناقشوا أمورا  لا يعرفون عنها شيئا  أو يشهدوا عنها شهادات كاذبة . إما إن كان قد قرأها ولم يدرك نمقدار ما فيها من سمو ؛ أو   أنه أدرك وإنما فعل هذه الأمور لكي لا يتشكك الناس فيه أنه مشايع لنا ؛ صار أكثر سفالة  وانحطاطا ؛ لاستعباده للمديح الباطل " .  

ولقد كتب عنه يوسابيوس القيصري ( 265- 339 )   ( راجع مقالتي عنه علي صفحة الاقباط متحدون بتاريخ 5 أغسطس 2020 ) في كتابه الموسوعي "تاريخ الكنيسة "  فقال عنه " وفي نفس الوقت أيضا كان يوستينوس محبا للفلسفة الحقيقية منغمسا في الآداب اليونانية .( للمزيد من اتفصيل راجع الكتاب السابق ذكره ؛ صفحة 190 ) وفي تلك الايام أشتهر يوستينوس بصفة خاصة . إذ تنكر في هيئة فيلسوف يبشر بالكلمة الإلهية ؛ وناضل عن الإيمان بكتاباته . وكتب أيضا مؤلفا ضد ماركيون ذكر فيه أن هذا الأخير كان حيا وقت أن كتب مؤلفه " ( لمزيد من التفصيل راجع :- يوسابيوس القيصري ؛ تاريخ الكنيسة ؛صفحة 196 ) . ولقد كتب ايضا فصلا كاملا عن كرازة يوستينوس في روما واشتسهاده ( نفس المرجع السابق ؛ الصفحات من 210- 214 ) كما كتب فصلا كاملا عن مؤلفات يوستينوس التي وصلت إلينا ( الصفحات من 214- 216 ) وقال في مقدمة الفصل " لقد ترك لنا هذا الكاتب آثارا كثيرة تدل علي عقل تهذب وتدرب في الإلهيات المليئة بكل ما هو نافع من كل نوع " ( نفس المرجع السابق ؛ صفحة 214 ) .

ولقد وصفه الاب جورج رحمة (  1940- 2017 ) ( راجع مقالتي عنه علي صفحة أحدث الإصدارات المسيحية بتاريخ 10 نوفمبر 2020 )  في كتابه عن القديس يوستينوس بقوله " هو في طليعة آباء القرن الثاني لانه أوفر هؤلاء عظمة وأوسعهم شهرة . فيلسوف يوحي بالاعجاب والتقدير ؛ ومفكر علماني تدين له الكنيسة بالتمهيد للحوار مع كل من جماعتي اليهود والوثنيين . وقف حياته كلها في البحث عن الحقيقة . ففي أعماله تتجسد شهادة ضاعفت الأجيال المتعاقبة عظمتها . فالمسيحية ليست في رأيه مذهبا ؛ بل هي إنسان هو الكلمة المتجسد في يسوع المصلوب . فيلسوف مسيحي يعود بنا القهقري إلي ثمانية عشر جيلا ؛ نجد عنده صدي أبحاثنا ؛ ورجع اعتراضاتنا " ( راجع النص بالكامل في الكتاب السابق ذكره ؛ صفحة 25 ) .

كما كتب عنه جوناثان هيل في كتاب " تاريخ الفكر المسيحي " ولخص قيمته الفكرية والفلسفية في العبارة الآتية " لم يكن الشهيد يوستينوس أول مسيحي يحاول الدفاع عن إيمانه امام النقاد ؛ أو الأول الذي يقدمها كنوع  من الفلسفة ؛ ولكنه كان الأول في إنتاج طريقة جديدة في التفكير كمسيحي مستخدما لمفاهيم الفلسفية في ذلك الوقت ؛ وعندما ترتفع العقول الكبيرة حتميا للتأمل في العقيدة المسيحية فهم يفعلون هذا طبقا للخطوط الاولية التي رسمها يوستينوس " ( صفحة 24 من المرجع السابق ذكره ) .

أهم مؤلقاته :-
1- الدفاع الأول عن المسيحين :- ويذكر عنه المطران كيرلس سليم بسترس في موسوعته "تاريخ الفكر المسيحي عند آباء الكنيسة " أنه يقع في 68 فصلا  ؛ويتكون من :- مقدمة (1-3 ) وقسم أول ( 4- 12 ) وقسم ثان( 13- 67 ) وخاتمة (68 ) ولقد كتبه يوستينوس ما بين العامين 150- 154 تقريبا . وفي تحليل كيرلس سليم للقسم الأول يذكر أن مظعمه دفاع سياسي وفكري ؛ وهو يحاول أن يدحض الاتهامات التي وجههت للمسيحين من إلحاد وزني  وكفر وعداء للدولة ؛أما القسم الثاني فهو تعريف بالمسيحية من حيث عقيدتها وسلوك أعضائها وطرق عباداتها .
2- الدفاع الثاني عن المسيحين :- ويقع في 15 فصلا ؛ ويذكر عنه بعض الباحثين أنه يعتبر ملحق أو خلاصة للدفاع الأول .  

3- الحوار مع تريفون اليهودي :- وتريفون هذا هو حاخام يهودي مشهور في زمن يوستينوس ؛ ويتألف الكتاب من المقدمة ( من 1 – 8 ) وفيها يذكر يوستينوس تنشئته وقصة إيمانه بالمسيحية ؛ ثم القسم الأول ( من 9 – 47 ) وفيه يتكلم يوستينوس عن الشرائع الطقسية اليهودية  مبينا أن لها  قيمة مؤقتة . ثم القسم الثاني ( 48- 108 ) وفيه يؤكد علي عقيدة التوحيد عند المسيحين ؛ثم القسم الثالث ( 109- 141 ) وفيه يبيين أن الوثنيين الذين يؤمنون بالسيد المسيح ويعملون بشريعته هم إسرائيل الجديد وشعب الله المختار ؛ وينتهي الحوار ( 142 ) وفيه يطلب يوستينوس من تريفون الاقتناع بصحة الدين المسيحي ( لمزيد من التفصيل راجع :- المرجع السابق ذكره ؛ الصفحات من 224-233 ) .

ويذكر  القمص أثناسيوس جورجي في كتاب هام له بعنوان "  القديس  يوستينوس والاباء المدافعون " ذكر عناوين بعض الكتب الأخري مفقودة حاليا أو لا يوجد منها إلا شذرات فقط  ؛ ولقد ذكر منها :-

1-ضد كل البدع :- ولقد أشار إليه يوستينوس في الدفاع الأول ؛ كما أشار إليه يوسابيوس القيصري في كتابه عن "تاريخ الكنيسة " .
2-ضد مرقيون :- ولقد أقتبس منه القديس إيريناؤس في كتابه " ضد الهرطقات " ؛ كما أشار إليه يوسابيوس القيصري أيضا .
3-مقالة ضد اليونانيين :- ويقول عنها يوسابيوس أنه يناقش فيها بتوسع معظم الأمور المختلف عليها بيننا وبين فلاسفة اليونان ؛ ويناقش فيها كذلك طبيعة الشياطين .
4-التنفنيد A Confutation وهو بحسب يوسابيوس كتاب آخر ضد اليونانيين .
5-عن سلطان الله On the Sovereignty of God  ويقول عنه يوسابيوس " وفي كتبه لا يعتمد علي الكتب المقدسة فقط ؛ بل يرجع أيضا إلي كتب اليونانيين " .
6-في النفس On the Soul ولقد قدم يوسابيوس وصفا لمحتوياته فقال " يقدم فيها أسئلة متنوعة عن الموضوع الذي يناقشه ؛ ويعرض فيه رأي الفلاسفة اليونانيين ؛ثم يفندها ويرد عليها ويقدم رأيه في مؤلف آخر .
7-عن المزامير Psalter وقد أشار إليها  يوسابيوس .
( لمزيد من التفصيل راجع :- القمص أثناسيوس جورجي :- الكتاب السابق ذكره ؛ الصفحات 39 و40 ) . 


ويضيف إليهم الأب جورج رحمة عناوين بعض الكتب الاخري المفقودة ذكر منها :-
8-القيامة ( البعث ) :- وقد ذكره القديس يوحنا الدمشقي ( 675- 749 م ) و" بروكبيوس القيصري ؛ وميثوديس الأوليمبي ( صفحة 41 و42 من الكتاب المذكور ) .
9-تفسير رؤيا يوحنا :- وقد ذكره القديس جيروم ( 347- 420 م تقريبا ) ( راجع مقالنا عنه علي صفحة الأقباط متحدون بتاريخ 30 سبتمبر 2020 )  في كتابه " الرجال العظام " فقال أن يوستينوس ترك لنا كتابا مفصلا عن شرح وتعليق علي سفر الرؤيا ( صفحة 46 من الكتاب المذكور ) .

أهم أفكاره وكتاباته :-
حول قيمة واهمية القديس يوستينوس ؛ قال عنه اللاهوتي الأمريكي الألماني الأصل بول تيليش Paul Tillich  ( 1886- 1965 ) في كتابه الرائد " تاريخ الفكر المسيحي منذ جذوره اليهودية حتي الفلسفة الوجودية " حيث قال عنه " لعل جوستن مارتر كان أكثر المدافعين عن الدين اهمية . ففي حديثه عن المسيحية كتب يقول " هذه هي الفلسفة الوحيدة التي وجدتها يقينية ومناسبة ..... ( راجع ماكتبه بول تيليش بالكامل عن كتاب جوستن مارتن في الكتاب السابق ذكره الصفحات من 75- 86 ) .

إتفاق المسيحية مع الفلسفة :-
نحن علي اتفاق مع أجدر فلاسفتكم وشعرائكم في بعض النقاط
ولنا في نقاط أخري عقيدة أسمي وأكثر جدارة بالله
وأخيرا فنحن الوحيدون الذين نقدم الدليل علي ما نؤكد
فلم هذا الحقد ضدنا ؟
عندما نؤكد أن اللله خلق ونظم كل شيء ؛نظهر وكأننا نعلم عقيدة أفلاطون
وعندما نتحدث عن الاضطرام العالمي ؛نعلم عقيدة الرواقيين
وعندما نقول أن أرواح الأشرار تحافظ علي الشعور بعد الموت وتحتمل عذاب جرائمها
وإن أرواح الأبرار لا تخضع للعقاب وتنعم بمصير سعيد
نظهر علي اتفاق مع الشعراء والفلاسفة
وعندما نحظر عبادة صنع الإنسان ؛نتكلم كالكاتب الهزلي ميناندر
وجميع الذين نسجوا علي منواله وأعلنوا أن الخالق أعظم من خليقته .
كما قال أيضا " لم تكن التعاليم الافلاطونية غريبة  علي المسيحية ؛ وإذا كنا نحن  المسحيون نقول أن الله خلق الأشياء جميعا ورتبها ؛ فإننا نعلن بذلك مبدأ مهما  من مباديء أفلاطون الفلسفية " .

إثبات صحة الديانة المسيحية :-
هذه التعاليم التي تسلمناها من المسيح ومن الأنبياء الذين سبقوه هي وحدها الحقة ؛وهي أقدم من جميع كتبكم
وإذا طلبنا منكم أن تقبلوها فذلك لا لكونها مشابهة لأساطيركم بل لأنها حقة
يسوع المسيح وحده هو أبن الله الحقيقي ؛كلمته البكر وقدرته ؛وقد صار إنسانا بإرادته لكي يمنحنا عقيدة من شأنها أن تجدد الجنس البشري وتحييه

ماهي الفلسفة ؟ :-
في الحقيقة أن الفلسفة خير عظيم جدا ؛ وثمين في عيني الله ؛هي وحدها تقودنا إليه وتوحدنا به ؛وأولئك الذين يجتهدون في الفلسفة هم رجال مكرسون .
فعلي كل إنسان إذن أن يدرس الفلسفة ؛ وينظر إلي هذا العمل باعتبار  أنه أعظم الأعمال وأثمنها ؛وكل ما تبقي يبقي في المرتبة الثانية أو الثالثة ؛ الفلسفة هي علم الذات ومعرفة الحق ؛والسعادة هي ثمن هذا العلم وهذه الحكمة ....

والفكرة الرئيسة عنه يوستينوس  أن السيد المسيح كلمة الله باعتباره اللوغوس ؛ ينير العقول البشرية منذ البدء ؛ فأخصبت بذورا منه واهتدت الي بعض الحقائق ؛ فكل ما قالة الفلاسفة والمشرعون  وما اكتشفوه من جميل ؛ إنما بلغوا اليه بفضل تأثير جزئي من  اللوغوس بأكمله ؛ فقد أخطأوا أحيانا وناقضوا بعضهم بعضا . فكل ما قيل من حق في كل زمن  وفي الإنسانية جمعاء ؛ فهو ملكنا  نحن المسيحين " ( إبراهيم محمد تركي :- مدخل الي الفلسفة الأوربية إبان العصر الوسيط ؛ دار الكتب القانونية ؛2009 ؛ صفحة 101 ) .

الأنبياء يقول القديس يوستينوس :-
نارا أشتعلت بغتة في نفسي فأنشغفت حبا للأنبياء ولأولئك الرجال محبي المسيح . وكنت أعيد إلي نفسي هذه الكلمات ؛وأعترفت بأن هذه هي الفلسفة الأكيدة المفيدة . هذه هي الكيفية وهذا هو السبب الذي من أجله أنا فيلسوف .وأرغب أن يكون لكل واحد الشعور نفسه الذي في ؛ ولا يبتعد عن عقيدة المخلص . أجل أنها تحتوي علي عظمة رهيبة تجعلها تفزع من يبتعدون عن الطريق القويم . وبالعكس أنها تمنح الراحة الهنيئة لكل من يتعلقون بها .

المقارنة بين حواء والسيدة العذراء  :-
يعتبر القديس يوستينوس أول من حاول عقد مقارنة بين حواء والسيدة العذراء  حيث قال :-

" كانت حواء عذراء بلا فساد عندما حبلت كلمة الحية ؛ ولدت المعصية والموت  ؛ والحال إن العذراء مريم حبلت إيمانا وفرحا عندما بشرها الملاك جبرائيل بالبشارة الحسنة : إن روح الرب سيحل عليها وقدرة العلي ستظللها ؛ ولذلك فالقدوس المولود منها سيكون ابن الله ؛ فقالت : فليكن لي بحسب قولك ؛ فولد منها ذاك الذي تتحدث عنه نصوص كثيرة ؛ ذاك الذي بواسطته  قضي الله علي الحية  .... وأنقذ من الموت أولئك الذين يتوبون عن أفعالهم الشريرة ويؤمنون به " ( الحوار  تريفون :- الحوار رقم 100 ) .

سمو الإيمان المسيحي :-
إن عقائدنا أجل  من كل عقيدة ؛لأن لدينا  الكلمة كله في المسيح ؛ الذي ظهر لأجلنا جسدا وكلمة ونفسا . وكل الحقائق التي اكتشفها الفلاسفة والمشرعون وعبروا عنها .إنهم مدينون بها لما وجدوه وتأملوه جزئيا في الكلمة .وإذا هم ناقضوا أنفسهم ؛فذلك لأنهم لم يعرفوا الكلمة كاملا أي المسيح .

سمو التعاليم المسيحية :-
يجب  أن نكون متواضعين خدومين نحو  الجميع وودعاء ؛ وفي ما يلي من يعطينا من دروس في هذا الصدد : من لطمك علي خدك فاعرض له الآخر . من أراد أن يأخذ ثوبك فاترك له رداءك أيضا  ....... لا يجوز أن نستعمل العنف ؛ ولا يريد الله لنا أن نقتدي بالأشرار ؛ ولكنه يدعونا إلي  إلتزام جانب الصمت والوداعة " (الدفاع الاول :- ترجمة الأب جورج نصور ؛ منشورات الكسليك  ؛ 2007  ؛ صفحتي 26 و27 ) .

علاقة المسيحي بالحكومة :-
نحن أول من يدفعون الجزية والخراج لمن تكلفونهم بهذه المهمة ؛ وهذا أيضا من تعاليم المسيح . أننا لا نعبد إذن إلا الله وحده ؛وفيما عدا ذلك .نحن نطيعكم عن طيب خاطر معترفين بكم ملوكا وقادة للشعوب ؛ونسأل الله أن نري فيكم إلي جانب السلطة المطلقة ؛الحكمة والعقل . وإذا احتقرتمونا بالرغم من توسلاتنا ؛وعلي الرغم من أننا نبسط علي الملأ كل شيء ؛فإنه لن يلحق بنا ضرر من جراء ذلك ؛لأننا نؤمن بل بالحري نحن مقتنعون بأن كل إنسان سيعاقب في النار الأبدية بحسب أعماله ؛وإننا سنؤدي حسابا إلي الله بقدر السلطات الني قد نكون قد تلقيناها منه . أنه المسيح الذي قال :" من أعطاه الله كثيرا .... يطالب بأكثر منه "

دعوة الحكام إلي العدالة :-
لا تحكموا بالموت ؛وكأنكم أعداء علي أشخاص أبرياء . إننا ننبئكم بأنكم لن تفلتوا من دينونة الله المقبلة إذا ثابرتم علي الظلم ؛أما نحن فسوف نهتف " لتكن مشيئة الله "

كل أمة تعرف الخير والشر :-
لقد بين الله الخير والعدل في كل أمة .وأن كل أمة لتعرف أن الزنا والقتل شر ؛وقد يرتكب الجميع الشر ويظلون عالمين أنه شر ؛اللهم إلا الذي أستولي عليهم روح خبيث ؛أوأفسدتهم التربية والعادات القبيحة ؛فأنهم يفقدون المعاني الطبيعية ؛أو بالأحري يحجبونها ؛فإننا نراهم يأبون احتمال ما يفرضونه من شر علي الآخرين ؛ ويلوم بعضهم بعضا فيما بينهم وبين أنفسهم علي ما يقترفون .

بعض مراجع ومصادر المقالة :-
1-المطران سليم كيرلس بسترس وآخرون :- تاريخ الفكر المسيحي عند آباء الكنيسة ؛منشورات المكتبة البولسية 2001 ؛ الصفحات من ( 224- 233 ) .
2- جون لوريمر :- تاريخ الكنيسة – عصر الآباء من القرن الأول وحتي السادس ؛ دار الثقافة ؛ الصفحات من ( 74- 76 ) .

3-يوسابيوس القيصري :- تاريخ الكنيسة ؛ ترجمة القمص مرقص داوود ؛ مكتبة المحبة  ؛ الصفحات من ( 190- 216 ) .
4-القمص أثناسيوس جورجي :- القديس يوستين والآباء المدافعون ؛ سلسلة آباء الكنيسة ؛ كنيسة مارمرقس والبابا بطرس ؛ الإسكندرية ؛ الصفحات 39 و40 .

5-القمص تادرس يعقوب ملطي :- قاموس آباء كنيسة وقديسيها ( ن- ي ) ؛ كنيسة الشهيد مارجرجس سبورتنج ؛ الصفحات من ( 326- 329 ) .
6-الأب جورج رحمة :- يوستينوس الروماني ؛ اثياناغورس الأثيني ؛موسوعة عظماء المسيحية في التاريخ  الجزء الثالث ؛ المركز الرعوي للأبحاث والدراسات الرئاسة العامة للرهبانية الأنطونية المارونية دير ماروكر – الدكوانة – لبنان ؛ الطبعة الأولي 1992 .
7- الدكتور القس حنا الخضري :-تاريخ الفكر المسيحي ؛ المجلد الأول ؛ دار الثقافة ؛1981 ؛ الصفحات من ( 444 – 453 ) .
8--الدكتور أسد رستم :- آباء الكنيسة القرون الثلاثة الأولي ؛   منشورات  النور ؛ 1983 ؛ الصفحات من (76- 86 ) .

9- الدكتور القس عبد المسيح اسطفانوس :- تاريخ الفكر المسيحي في القرون الأولي ؛ الناشر المؤلف ؛ الطبعة الأولي 2012 ؛ صفحتي 90 و91 .
10-بول تيليش :- تاريخ الفكر المسيحي من جذوره الهلنيستية واليهودية حتي الوجودية الجزء الأول ؛ ترجمة وهبة طلعت أبو العلا ؛ مركز جامعة القاهرة للغات والترجمة ؛ 2014 ؛ الصفحات من ( 75- 86 ) .

11 جوناناثان هيل :- تاريخ الفكر المسيحي   ؛ ترجمة سليم اسكندر ؛ مايكل رأفت ؛ مراجعة محمد حسن غنيم ؛ مكتبة دار الكلمة للنشر والتوزيع ؛ 2012 ؛                       ؛ الصفحات من ( 15- 24 ) .

12- القديس يوستينوس :- الحوار مع تريفون ونصوص أخري ؛ ترجمة عن عن الإنجليزية آمال فؤاد ؛ مراجعة الدكتورة إيريني ثابت جورج ؛ مراجعة النص اليوناني الدكتور جرجس جمال فايز ؛ مراجعة النص العربي الدكتور وجدي رزق غالي ؛ مراجعة عامة وفهرس موضوعي الدكتور عماد موريس اسكندر ؛ مقدمة ومراجعة نهائية ولاهوتية الدكتور جوزيف موريس فلتس ؛ دار باناريون للتشر والتوزيع ؛ سلسلة النصوص المسيحية في العصور الأولي ؛ الطبعة الأولي مايو 2012 .

13- جوهانس كواستن  :-   علم الآبائيات  " باترولوجي "  المجلد الأول " بدايات الأدب الآبائي " ترجمة وتقديم  الأنبا مقار ؛  مركز باناريون للتراث  الآبائي  ؛ الطبعة الأولي ؛ يناير 2015 ؛    الصفحات من  217- 243  .
14- إبراهيم محمد تركي :- مدخل إلي الفلسفة المسيحية ؛ دار الكتب القانونية ؛  2015 ؛ الصفحات من89- 116 .