ياسر أيوب
رغم أن ظروفه لم تسمح له مطلقا بلعب كرة القدم حيث بدأ العمل فى ورشة للمعادن بمدينة برمينجهام منذ كان فى السنة الثانية عشرة من عمره .. إلا أن الإنجليزى جوزيف هدسون لا يزال شريكا حاضرا حتى الآن فى كل وأى مباراة لكرة القدم رغم وفاته 1930 .. فقبل مباراة نوتينجهام فورست وشيفلد فى كأس الاتحاد الإنجليزى التى أقيمت فى 21 ديسمبر 1878 ..
 
كان حكام كرة القدم يستخدمون مناديل قماش بيضاء يلوحون بها لجذب انتباه اللاعبين والجماهير قبل إعلان قراراتهم .. ومع أن جوزيف هدسون لم يكن من مسئولى اللعبة ومن يديرونها إلا أنه لم يكن سعيدا بما يجرى فى مباريات الكرة والارتباك الذى يحدث حين لا ينتبه اللاعبون لمنديل الحكم أو لا يسمعون صراخه .. وشعر جوزيف أن لديه حل حقيقى وحاسم لتلك المشكلة .. ولأن جوزيف منذ صباه كان مولعا بالابتكار والتطوير وتعلم وأجاد التعامل بيديه مع مختلف المعادن وتشكيلها بيديه قبل اختراع معظم الآلات الحديثة .
 
. فقد قام بتصميم صفارة وقام بتصنيعها بيديه واقترحها على الاتحاد الإنجليزى لكرة القدم وقدم نموذجا لها لمختلف مسئولى الأندية .. وكانت فكرته هى أن يستخدم حكام الكرة تلك الصفارة الجديدة أثناء إدارتهم للمباريات بدلا من المناديل والصراخ خاصة أن تلك الصفارة الجديدة عالية الصوت .. وبالفعل بدأت تجربة الصفارة فى بعض المباريات الرسمية والودية فى إنجلترا  وشعر الجميع أنها خطوة جديدة جميلة لمصلحة كرة القدم .. فاللاعبون يسمعون الصفارة أيا كان مكان الحكم فى الملعب فيتوقف أو يبدأ اللعب ويسمعها الجمهور أيضا .. وتوالت تجارب الصفارة حتى تم الاعتراف الإنجليزى الكروى الرسمى بها فى 1878 .. وبنفس الفكرة التى قادت جوزيف لتصنيع الصفارة واستخدامها فى ملاعب كرة القدم .. كان هو أيضا صاحب فكرة استخدام الصفارة فى محطات القطار لتنبيه المسافرين قبل أن يتحرك القطار ..
 
وكان جوزيف أيضا هو الذى أقنع الإنجليز باستخدام رجال البوليس للصفارة .. وسعاة البريد أيضا .. ومن إنجلترا إلى العالم كله .. وأصبحت صفارة جوزيف أداة رسمية سواء لأى رجل بوليس فى العالم أو عسكرى مرور وفى أى محطة قطار .. بل إنها كانت أيضا إحدى أدوات الجيوش فى الحرب العالمية الأولى .. وقبل جوزيف وابتكاراته وأفكاره .. كانت الصفارة فى عمومها وسيلة لهو للأطفال والصغار قبل أن يمنحها جوزيف أهميتها ومكانتها وضرورتها أيضا .. وكانت الصفارة اختراعا قديما وأكد الباحث رافاييل أرويوس فى كتابه بعنوان الموسيقى فى عصر الأهرامات .. أن المصريين هم أول من ابتكر الصفارة واستخدمها فى التاريخ الإنسانى .. وبعدما أدخلها جوزيف فى حياة الجميع ..
 
بدأ دورها يتراجع فلم يعد يستخدمها رجال الشرطة والمرور والبريد .. ولم تبق للصفارة قيمتها وضرورتها إلا فى ملاعب كرة القدم والرياضة أيضا .. ولم يعترف بها المجلس الدولى لكرة القدم إلا 1936 وأصبح استخدام الحكم للصفارة حتميا وملزما بحكم قانون كرة القدم .. وبالتالى باتت كل صفارة لأى حكم بمثابة تحية لجوزيف هدسون
نقلا عن المصرى اليوم