تقرير مينا ثابت
 
كنيسة السيدة العذراء والملاك ميخائيل بكورنيش النيل بالوراق، تلك الكنيسة التي شهدت تجلى السيدة العذراء مريم في منتصف شهر ديسمبر من عام 2009 ، والذي اعطاها حيذ من الاهتمام نظراً لمكانة العذراء فى قلوب كل المصريين؛ عاشت لحظات عصيبة طوال العشر ايام السابقة منذ وقوع الحادث الارهابى الأليم الذي راح ضحيته 5 اشخاص من بينهم طفلتين في عمر الزهور، ورغم ما تسبب فيه هذا الحادث الارهابى من جرحٍ غائر فى نفوس الجميع، و رغم ان الدموع ماتزل تنهمر، و القلوب ما تزل تدمى؛ إلا ان جنبات تلك الكنيسة تبقى قادرة على استيعاب الفرحة مرة أخرى، و تبقى هنالك مساحه من البهجة بين جدرانها التي لم تجف الدماء المسفوكة عليها. استقبلت أمس عذراء الوراق عدد 6 أكاليل و حفلات زفاف.
 ففي تمام الساعة السادسة مساءً استقبلت الكنيسة اول حفل زفاف للعروسين مايكل حنين، و سماح عبد الشهيد، و قد سبق ذلك تواجد أمنى لسيارتي شرطة أمام الكنيسة و اللتان فرضتا كردوناً امنياً ليحيط بالمدخل لتسهيل مراقبة عملية الدخول، و قد قام أفراد الكشافة من شباب الكنيسة بتولى  تفتيش الحضور واستخدام أجهزة الكشف عن المعادن، و من الداخل شهدت الكنيسة تواجد لعدد من خدام الكنيسة و أفراد الفرق الكشفيه و الذين حاولوا تنظيم الحركة داخلياً، في الطابق العلوي تم تجهيز الكنيسة لتستقبل حفلات الزفاف المتتابعه و التى بدأت بالعروسين مايكل و سماح حيث بداء الصلاة القس يسطس كامل راعى الكنيسة، ثم استقبلت العروسين باسم نجيب و ليلى جاد و ترأس صلاة الاكليل القمص داود ابراهيم، و الذى أكد قبل بداء صلاة القداس للاقباط متحدون، انه اصَر على الا يتم تأجيل اية مواعيد للأكاليل مشيراً الى انه كان يميل منذ قبل فى حالة  وجود تظاهرات او تجمعات على مقربة من الكنيسة، الى محاولة تأجيل بعض الاجتماعات او التعجيل بانتهائها، و لكن بعد الحادثة الأخيرة التي ألمت بشعبه، فأنه رفض حتى تأجيل " مدارس الأحد "، و شدد على ضرورة أن تتم كل الصلوات في نفس الجدول الزمني التي تم وضعه لها.
 و أضاف : " أن ذلك رسالة للجميع بأننا لن توقفنا اية تهديدات و   لن ترهبنا أسلحة العالم، و لن ننقطع عن كنيستنا " .و استطرد القمص داود، " ان الكنيسة يجب ان تعزى من لديه حزن و تهنئ من لديه فرح " مستشهداً بنص رسالة القديس بولس الرسول الى اهل رومية : "   فرحا مع الفرحين وبكاء مع الباكين ".
 
تستغرق الصلاة ما بين 30 الى 45 دقيقة، حيث يقام مراسم صلاة الاكليل و التى تعد احد اسرار الكنيسة السبع وفيها يتسلم العروس عروسته و تبارك الكنيسة الزيجة بالرباط المقدس و توصى كلا الزوجين ببعضهما البعض، و بعد انتهاء صلاة القداس تخرج العائلات لتتلقى التهانى بالزواج فى مدخل الكنيسة، حيث رصدت الاقباط متحدون لحظة خروج عرس و دخول الاخر، حيث تزامن خروج أكليل العروسين باسم و ليلى، مع دخول العروسين عماد ممدوح و كريستين عبد المسيح، حيث قدموا التهنئة لبعضهم البعض وسط تعالى لصوت الزغاريد و ازدياد مساحة البهجة التي عمت أرجاء الكنيسة. مرة أخرى تعود الأطفال لتتقدم أمام العروس في طريق دخولها إل موضع الصلاة، مرة اخرى تعود الشموع البيضاء لتنير درب العروس و هي فى يد أبيها قبل تسليمها لزوجها بحسب المراسم المسيحية.
 
 مرة أخرى  تعود البهجة إلى أرجاء الكنيسة التي عاشت لحظات أليمة، تعود الزغاريد تتردد بين تلك الجنبات التي احتوت منذ اقل من ثمان أيام ماضية، صرخات و آهات و دموع و آلام مصابى و شهداء مذبحة الوراق البغيضة، مرة أخرى تعود البهجة لتغرس أملاً جديداً في غدٍ أفضل.