فى مناسبه احتفال كنيستنا القبطيه  اليوم ١٦ مسرى من الشهر القبطى  .( عيد  اعلان اصعاد جسد السيده  العذراء الى السماء )

اعدها وقدمها الباحث : مجدى سعدالله .

اليوم ليس هو اليوم الذي أصُعدٓ فيه جسد
العذراء إلى السماء
 إنما هو اليوم الذي كشفت فيه السماء
للأباء الرسل صدق الرؤيا   التي رآها القديس توما الرسول عن إصعاد جسد  امنا العذراء.القديسه مريم

 جسد امنا  العذراء لم يصعد إلى السماء بقوة ذاته. إنما أُصعدٓ بقوة إلهية سماوية.ولذا
فان كنيستنا القبطيه تؤمن ان جسد امنا العذراء
صعد الى السماء ( جسد بدون روح)

   انه اليوم الذى بر فيه المسيح الهنا له المجد بوعده الى الرسل القديسين بان اراهم جسد امنا العذراء القديسه مريم .

 لأنهم لم يكونوا قد رأوه بعيونهم يوم صعوده على اجنحه الملائكه . وإنما الذى كان قد رَآه فقط هو القديس توما وحده ....  .

 ما الذى حدث - بعد تسلم الرب يسوع روح امنا العذراء .  اخذ الاباء الرسل جسد سيدتهم ولفوه بأكفان وأودعوه فى تابوت وحملوه الى الجثمانيه . وفى الطريق خرج بعض الاشرار من اليهود . فتجمهروا فى مظاهره غبيه ليمنعوا دفنها بالكرامة  قاصدين ان يختطفوا جسدها .

وقد بلغت الحماسه بأحدهم ويدعى ( ثاوفينا) ان مد هذا الشقى يديه الى التابوت ليقبض عليه بيديه ويأخذه مع باقى اليهود الاشرار . وهنا تدخلت السماء وضرب ملاك الرب بسيفه ذراعى هذا الشقى ( ثاوفينا ) فانفصلت ذراعيه عن باقى جسمه . ومن شده الضربه اخذ يتلوى من الالم ويبكى نادما . ويقول ( ويلى انا الشقى الذى لم يرتدع . انا هو المفلوج الذى كنت مريضا لمده ثمان وثلاثون سنه )

 تحنن الرسل عليه وصلوا من اجله مستشفعين بالعذراء مريم . طالبين دلاتها وشفاعاتها عند ابنها الحبيب . وتقدم القديس بطرس وقرب الرجل الى ذراعيه المفصولين بالتابوت . فالتحمتا . وعاد الرجل سليما وشكر الله وشكر الرسل ثم تنحى عن الركب وقد اعتراه الندم الشديد على فعلته .

 عندئذ   حمل الرسل جسد العذراء الى الجثمانيه من غير عائق . وصلوا وتمموا مراسم الدفن وأغلقوا القبر واحكموا اغلاقه . على ان الرسل ظلوا يسمعون تراتيل الملائكه وتسابيحهم   فخجلوا من ترك المكان قبل ان تنقطع أصوات الملائكه .

 لم تنقطع تسابيح الملائكه مده ثلاته ايام متواصلة وعندما تبين الرسل ان أصوات الملائكه هدأت . وتراتيلهم انقطعت . هنا تَرَكُوا الجثمانيه ومضوا عائدين الى أورشليم .

 وهم بعد لم يزلوا فى الطريق التقوا بالقديس توما الرسول قادما من الهند على السحاب فأخبره الرسل بموت العذراء . ودفنها فطلب منهم ان يعودوا معه الى القبر ليرى بنفسه وينال بركه العذراء مريم . ويلثم جثمانها الطاهر  

 فلما رجعوا معه وفتحوا القبر المقدس لم يجدوا الجثمان.  وإنما وجدوا بخورا وعطرا صعد من القبر ورائحه ملأت كل جو الجثمانيه . .

 تحير الاباء الرسل . وظنوا فى مبدء الامر ان اليهود بعد انطلاق الرسل . جاءوا  الى  القبر وحملوا جسد العذراء الى حيث أرادو .
 
 لكن القديس توما طمأنهم . بانه وهو على السحابه قادما من بلاد الهند .راىء بنفسه  وعاين جسد السيده  العذراء محمولا على اجنحه الملائكه .وان احد الملائكه ناداه باسمه ودعاه ان يلثم جسد العذراء وينال بركتها المقدسه ففعل ونال البركه .

 ثم جاء الى أورشليم متاخرا حتى يخبر الرسل بما راىء وما سمع . فيطمئنوا . اذ ان الرب دبر  بحكمته  ان يرفع جسد السيده  العذراء الى السماء ليكون محفوظا فى فردوس النعيم .بما يليق به من كرامه ومجد  اذ كان  لله سماء ثانيه حل فيها الرب جسديا .

بركه عيد اعلان  اصعاد جسد امنا العذراء الى السماء تشملنا جميعا بالنعمه والبركه .

 ( هذه المقاله كتبت طبقا لما كتبه  القديس كيرلس الاول  البطريرك الرابع والعشرون . عن مخطوطه قديمه كتبها القديس يوحنا الرسول ) .