سامح سامي
للأسف موضوع التناول من الأسرار المقدسة في الكنيسة شكله بيتطور والكلام فيه بيزيد، والناس بتهاجم بعض بشكل تكفيري، فريق بيقول: أنتوا مش مسيحيين أصلا ولا بتروحوا الكنيسة بتتكلموا ليه؟، وفريق تاني بيقول: أنتوا جهلة ومتعصبين.

قلت قبل كده أن موضوع سر التناول مفروض محسوم:
اعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله المقولة اللي قالها السيد المسيح. يعني لو العلم ( قيصر) بيقول ده خطر يبقى العلم يغلب، والعلم ده مش هيقدر يوقف الإيمان أو يمنع القلب اللي مفروض يكون ( لله).

 لكن لماذا نجرب ربنا ونغامر في مسألة "معلقة" التناول؟ وليس سر التناول نفسه اللي هو سر من الأسرار المقدسة اليومية اللي بتقربنا من الله. والتناول لمن لا يعرف هو اعطاء المسيحيين "دم وجسد المسيح"، وده بيتم من خلال الصلاة والايمان بتحويل "الخبز/ القربان" إلى جسد، وتحويل عصير عنب/ النبيذ إلى دم المسيح، ويتم اعطائهم من خلال الكاهن فقط، عبر معلقة أد بتاعة الشاي تقريبا. الخطر في تلك المعلقة التي يعطي منها الكاهن لكل المسيحيين الموجودين في الكنيسة، وده الخطر.

 الموضوع ليس له علاقة بدم وجسد السيد المسيح، فدم السيد المسيح وجسده مقدس، وليس لنا أن نتحدث عنه أصلا. أنا أقل من أنني أتكلم عن جسد ودم المسيح أو المسيح نفسه. بأتكلم عن مشكلة حصول المسيحي على هذا الجسد وهذا الدم؟ الأزمة مش في التناول لكن إزاي بأحصل على التناول وبأي طريقة؟
رجاء رجاء المعلقة أو طريقة الحصول على التناول ليست "مقدسة"، ليه عاوزين نجرب ربنا في هذه المسألة، ونقرر أن المعلقة مقدسة وإلهية مثل الدم والجسد؟ ياريت محدش يقولي أنت مش بتروح الكنيسة أصلا. لأن محدش يعرف علاقتي بربنا وهل بأروح ولا لأ؟ ومش من حق أي حد يوزع مين مسيحي ومين من حقه يتكلم ومين لأ؟ 

طبعا فيه صعوبة بالغة اثبات أن الناس المصابة بفيروس كورونا أتت لهم من خلال "معلقة" سر التناول، الصعوبة نفسها برضه بتتمثل في عدم اثبات أن المعلقة لا تتسبب في الاصابة بفيروس كورونا. لكن الأكيد أن فيه خطر من المعلقة في ظل انتشار وباء الكورونا؟ وليه في أحيان كتير لا يستعمل الكاهن "المعلقة" في تناول المرضى غير القادرين على الحركة أو الذهاب إلى الكنيسة؟

ما أهمية سر التناول..هل هو لشفاء الجسد أم لشفاء الروح؟ لم يتم اثبات مطلقا أن التناول يشفي الأمراض مطلقا، بدليل أن قديسين كثيرين- رسل المسيح أنفسهم- كانوا مرضى رغم التصاقهم الشديد والدائم بسر التناول، بل بكل أسرار الكنيسة المقدسة. التناول ليس عصا سحرية لشفاء الأمراض أو منعها، وليس أداة سحرية لشفاء الروح، وعدم ارتكاب الخطايا. يهوذا الاسخريوطي نفسه اللي كل المسيحيين بيشوفوه خاين للمسيح، كان قبل دقايق من خاينته للمسيح حاصل على سر التناول وعلى يد من؟ على يد المسيح نفسه، وليس عبر كاهن أو أسقف أو قديس. ورغم ذلك سر التناول لم يمنع يهوذا، ولم يمنع بطرس الرسول أيضا من إنكار يسوع المسيح، يعني التناول لم يكن "قادرا"- أسف لهذا اللفظ- على شفاء روح يهوذا أو روح بطرس. قدرة سر التناول المقدس في حد ذاته تتوقف حسب الشخص اللي بيتناول، فالتناول ليس مادة سحرية قادرة على تغيير وشفاء الناس أو منع الأمراض. الله كلي القدرة- والتناول "جسد ودم المسيح" أيضا- لم يمنع الأمراض أو الأوبئة أو الحروب أو الخراب. فلماذا نجرب الرب، ونكون كمسيحيين بأفعالنا سببا في نشر العدوى ونشر الفكر غير المنفتح؟