جمال رشدي 
كيف سقطت الشخصية المصرية من القمة الي القاع؟، وكيف استطاعت الصحراء ان تحاصر مياة النيل الجارف ؟، وكيف نجح أبو جهل بمعداته البدائية ان يحاصر أبو الهول ذات الأسلحة الحضارية الفتاكة؟، كثير من الأسئلة تتناول ما حدث للشخصية المصرية.
 
منذ رحيل إمبراطورية الأجداد منذ 3500 عام استطاعت معدة الشخصية المصرية هضم كل مدخلات الثقافات الدخيلة عبر الاحتلال او الغزوات او عبر عوامل اخري، وليس كذلك فقط بل استطاعت تلك المعدة تحويل مدخلات الثقافات الدخيلة وتحويلها الي جزء منصهر داخل الثقافة المصرية.
 
فكيف ضعفت مناعة جدران تلك المعدة عن مقاومة جراثيم  دخيلة في الستين عام الماضية ؟، البداية كانت من عند السادات والنهاية كانت من عند جلوس تلك الجراثيم " جماعة الاخوان" على كرسي حكم مصر الذي جلس عليه السادات، وما بين السادات ومرسي 40 عام وفي الوسط جلس ربيب السادات الرئيس مبارك ثلاثون عام هي التي كانت أخطر وأضعف في كل تاريخ مصر، منذ وجود مصر قبل قدوم مصراييم ابن حام ابن نوح الي مصر. اربعين عام استطاعت هزيمة الاف السنوات وهو عمر مصر التي بدأت قبل تاريخ الإنسانية.
 
 فيا تري ماذا حدث ولماذا حدث وكيف حدث؟ ليس كما يحلل الكثيرين بأن التغيير قد بدأ من عن قرارات السادات السياسية وتعاونه مع الجماعات الراديكالية لمجابهة القوة الناصرية، بل الحقيقة المؤكدة انه مخطط ملعون علي هوية الشخصية المصرية كان السادات هو احد ادواته السياسية، ومعه جماعة الاخوان الإرهابية صنيعة المخابرات البريطانية كأداء ايدلوجية، والخطورة وقعت عندما تحالفت تلك الأدوات بعضها البعض مدعومة بدفع المخطط الصهيوني الجهنمي، ولم يتغير الوضع عندما جاء نظام حكم مبارك بل عمل علي ترسيخه وتعمقه وثباته لتحكم الجماعة الإرهابية ثقافة المجتمع المصري وتتواجد اقتصاديًا واجتماعيًا ولكن لا تقترب من كرسي الحكم.
 
وخلال أربعون عام سيطرت الجماعة الإرهابية كأداء صهيونية على التعليم ومن التعليم حدث النضح الثقافي لتوليد ملايين الشخصيات الذين هم غرباء عن هوية الشخصية المصرية، وبما ان هذا الوضع هويس قادر علي ابتلاع مصر فيلزم ان تكون المواجهة علي قدر قوة وتعمق ذلك الهويس.
 
التعليم: من هنا يبدأ الحل، ومن هنا تبدأ عملية البناء، ومن هنا يكون طريق رجوع الهوية المصرية، نسف منظومة التعليم القائمة حاليا فنيًا واداريًا وإعادة هيكلتها بفكر وثقافة جديدة تتماشي مع متطلبات الهوية المصرية، عن طريق تشكيل مجموعة من خبراء التعليم لكن من خارج منظومة التعليم القائمة حاليًا، دورهم إدارة المنظومة الجديدة عن طريق وضع مناهج التعليم وعمل بنية تحتية تحتوي تلك السطور، من مدارس وملاعب ومسرح ومعامل وعلى الرأس معلم ذات مقومات متكاملة.
القانون: حتمًا وضروريًا بأن تعمل الدولة وبأسرع وقت على الضرب بيد من حديد علي مكونات تلك الشخصية القائمة، حتى تلجم سعارها ضد الوطن، فعندما حدثت واقعة تعرية سيدة الكرم هنا كانت البداية وتخاذل القانون وتمرجحه بين الاحراج والتمييع، عندها ايقنت تلك الثقافة الدخيلة بأنها أقوى من القانون والدولة، ولذلك تكررت بنفس العنف والنهج ومع كل مرة يتحرك القانون على حياء كرد فعل ضعيف ليس له تأثير.
 
فالصيدلي الذي صفع السيدة هو حدث من تلك الاحداث التي اجزم انها لم ولن تحدث في أي دولة من دول العالم حتى الدول التي تحت الفشل الإداري، فذاك الصيدلي الذي يمثل الهرم العلمي لمنظومة التعليم هو نتاج تلك الثقافة المريضة الدخيلة على الثقافة المصرية، ولو يعلم ان هناك قانون سيحاسبه حتمًا كان لا يجرؤ ان يفعل ذلك لكن الاحداث السابقة المتكررة السابقة اعطته وستعطي اخرين الضوء الأخضر لتكرارها.
 
علي الدولة المصرية ان تتحرك بقوة لبتر تلك الثقافة عن طريق محاكمة ومعاقبة ذلك الصيدلي، ومنع قيام جلسات العار العرفية لأنها ترسل رسائل قوية لضعف الدولة المصرية واختفاء القانون، وأخيرًا رغم ما حدث للشخصية المصرية من عوامل تجريف حادة ضد مكونات هويتها، الا الي الان ما زال متبقي من جينات تلك الهوية يقاوم ويرفض احتضان تلك الثقافة الإرهابية الدخيلة على الهوية المصرية.