زكى يوسف وهدم خط بارليف..وانبا لوكاس ومشاركة فى الحرب..وأركان حرب مترى سدراك أول شهيد قبطى
البابا شنودة الثالث يزور جبهة الحرب وكنائس الخارج تفتح باب التبرعات وتساند مصر ..
رصاص العدو لم يفرق بين مسلم ومسيحي فى حرب اكتوبر...وتصريحات فضيلته تخفق التاريخ

بقلم / نادر شكرى
اعتز بفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب ، واثق انه  يمثل محور اساسى تغير الفكر ودعم المواطنة وتعزيز الجمهورية الجديدة ، فى مواجهة الفكر المتطرف وكم اشادنا بتصريحاته التى صدرت فى ابريل الماضى فى مجلة الأزهر وهدمت فكر ومنهج الجماعات المتطرف نحو الاخر  ولكن صدمت فى تصريحه الذى تجاهل فيه مشاركة ابناء الوطن جميعا فى انتصار حرب اكتوبر المجيد ، عندما قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، إن من دلائل الخير والفأل الحسن أن يواكب احتفالنا بذكرى المولد النبوى الشريف هذا العام، الاحتفال بانتصارات أكتوبر، التي أعز الله بها العرب والمسلمين وأيدهم فيها بنصر من عنده وأعاد إليهم أرضهم وديارهم.

•        زكى يوسف وهدم خط بارليف
وهنا يقع فضيلته فى خطأ فادح وصادم للجميع لانه اخل بملحمة الانتصار الذى شارك فيه كل المصريين ، وتجاهل مشاركة الأقباط فى هذه الانتصارات وكان اول وصاحب فكرة هدم خط بارليف التى قالت إسرائيل انه يحتاج قنبلة نووية لهدمه هو  اللواء باقى زكى يوسف رئيس فرع المركبات بالجيش الثالث الميدانى فى حرب أكتوبر، وصاحب فكرة أحداث ثغرات في الساتر الترابي المعروف بخط بارليف في سبتمبر عام 1969 والتي تم تنفيذها في حرب أكتوبر عام 1973 والذى كان بداية تحقيق الانتصار .

هل ينسى فضيلته حرب اكتوبر من غير اللواء  فؤاد عزيز غالي الذى قال عنه الفريق  أحمد إسماعيل: “مكتوب علي جبهتك القنطره ولن اتركك حتي تحررها” وقد فعلها وحرر مدينة القنطرة، ودمر أقوى حصون خط بارليف  ومن المعلوم أن أكبر نصر حققه الجيش المصرى هو انتصار لواء المشاة الذى كان يقوده الفريق فؤاد عزيز غالى   ليصبح بعدها  أول قبطي يصل لمنصب قائد جيش ميداني، وتقديرا لمكانته العسكريه وقدراته  وقام الرئيس عبد الفتاح السيسى بتكريمه باطلاق اسمه على احد انفاق التجمع الخامس ويتم تدريس فى مناهج التعليم بانه صاحب فكرة هدم خط بارليف .

•        اول شهيد قبطى من قيادات الجيش
وكان اللواء أركان حرب شفيق مترى سدراك أول شهيد قبطى من القيادات الكبيرة فى حرب اكتوبر وهو يتمركز فوق الأرض الأسيرة بعد تحريرها، ولكنه جاد بروحه يوم 9 أكتوبر 1973 وهو يقاتل مع رجاله داخل عمق بلغ مداه ما يقرب من 14 كيلومترًا فى سيناء، وهو وأول بطل كَرّم اسمه الرئيس  السادات فى الجلسة التاريخية لمجلس الشعب صباح 19 فبراير 1974م إكبارًا وتكريمًا لسيرته العسكرية وكفاءته القتالية.

•        انبا لوكاس والقتال من أجل الوطن
كما نشر المؤرخ إبرام راجي، المتخصص في التاريخ الكنسي مجموعة من صور الأساقفة والكهنة الذي شاركوا ببسالة في حرب أكتوبر المجيدة. وقال إنه كان أبرز أولئك الأبطال المتنيح الأنبا لوكاس أسقف أبنوب أحد أبطال نصر أكتوبر 1973 حيث كان جنديا في سلاح الدفاع الجوي بالجيش الثالث الميداني.

كما كان القس حنانيا كاهن كنيسة مارجرجس بمنشية التحرير حاليا والذى شارك فى حرب اكتوبر باسم عميد مهندس رؤوف صبحي سرور، من أبطال القوات الجوية فى حرب الاستنزاف ونصر أكتوبر، تخرج في الكلية الفنية العسكرية قسم طيران سنة 1971، مهندس السرب 91 من اللواء الجوي 547 هليكوبتر، وعمل بالتدريس بالكلية الجوية و بعد خروجة من الخدمة، وسيم كاهن .

وهناك اللواء فكرى بباوى، الذى  أصيب إصابة بالغة، فهرع إليه زملاؤه المسلمون ومنهم محمد مصيلحى» وزكريا عامر، ورفضوا أن يتركوه فريسة للموت، وأصروا على أن يحملوه ويسيروا به وسط قصف الطائرات مضحين بأنفسهم من أجله، وحملوه لمسافة ثلاثة كيلو مترات حتى وصلوا به إلى موقع الإسعاف.

•        البابا شنودة ودعم مصر فى الحرب
وهل تعرف يا فضيلة الامام ما قام به قداسة البابا شنودة الثالث فى زيارته للجبهة فى قناة السويس فى دعم مصر بحرب أكتوبر ، وزياراته المتعددة للجبهة ، حيث قداسة البابا بزيارة الجبهة أكثر من مرة قبل حرب أكتوبر وبعدها وقام بزيارة جنودنا الجرحى في المستشفيات العسكرية وقدم لهم الهدايا التذكارية كما كتب قداسته عدة مقالات دعمًا لمصر في حربها وصراعها من أجل أرضها .
وكانت الكنيسة القبطية بما لها من أبرشيات في دول العالم تشرح موقف مصر وتدعمه خارجيًا.حيث عقد إجتماع مع الكهنة والأساقفة فى جميع الإيبارشيات والجمعيات القبطية لحثهم علي الإسهام في دعم المجهود الحربي، وطلب من كل كنيسة وجمعية تقديم تقرير يومي له عما تقدمه من إعانات.

•        ارض سيناء ترتوى بدماء كل المصريين
عفوا فضيلة الامام لك كل احترام وتقدير لكن ارض مصر هى ارض لكل المصريين دفع الجميع حياتهم ثمناً لهذا الانتصار العظيم فكانت ارض سيناء معركة مصر شارك فيها محمد ومينا ومحمود واحمد ومرقس ، وفرح الجميع بهذا الانتصار ودقت اجراس الكنائس والمأذن معا احتفالا بهذا النصر العظيم ، وهناك مئات الاسماء التى نعرفها من الاقباط شاركت واستشهدت ايضا فى حرب الكرامة ضد العدو الذى لم يفرق رصاصة بين مسلم وقبطى داخل ارضنا الغالية .

حقا هذه التصريحات اغضبت الجميع فى احتفالية وطنية كنت اتمنى ان نسمع ما نسمعه دائما من فضيلتكم بكلمات تعزز قيم الانتماء والتجانس والمواطنة ، فقد يستغل بعض الضعفاء هذه التصريحات بشكل يزيد من الفرقة والكراهية وايضا الغضب لان تجاهل عنصر من عناصر الوطن هو امر غير مقبول لاسيما ان قواتنا المسلحة العظيمة تؤرخ باسماء الجميع دون تمييز ومتاحفنا وكتبنا تشهد على مشاركة جميع المصريين فى يوم الكرامة وكما كتب المهندس شريف منصور القيادى القبطى انتصارات اكتوبر وهزيمة الهوية بعد سيطرة التيارات المتطرفة على  المجتمع ومحاولة هدم هوية مصر فهذا التصريح يعد هزيمة للهوية ايضا كما صرح منصور بذلك ، وكان لا يجب ان يصدر عن رمز  من رموز الوطن الذى نعتز به جميعا .
 
دعونا نبنى وطن جديد يتفق مع الجمهورية الجديدة بتصحيح ما حاولت التيارات المتطرفة امثال الاخوان من تحقيقه فى تقسم الوطن واثارة الكراهية ، بان نعيد بناء الجسور والحب والانتماء والمواطنه وهذا ما اثق ان الرئيس السيسى يسعى دائما فى كل مناسبة التأكيد عليه ليس باقوال ولكن بافعال .