نادر شكري
وسط حالة من الجدل والاتهامات للطالب أبانوب عماد الطالب بجامعة الزقازيق ، بتهمة ازدراء الأديان ، بعد نشر بوستات لرده على تعليقات أخرين ، وصفت بالإساءة للإسلام ، وجعل البعض يتبنى حملة ضده لمعاقبته ، ورغم خروج أبانوب بنشره بوست يؤكد سرقة صفحته ، وانه تقدم ببلاغ لمباحث الانترنت ، حول سرقة الصفحة وهى قيد التحقيق ، الا تصدر المتطرفين للمشهد بنشر وتدشين هشتاج ضد الطالب ، ووصل الامر لنشر تليفونات وعناوين أسرته ، يطرح سؤال حول حملة ممنهجة لإشعال الفتنة فى هذا التوقيت ، وتعريض حياة الطالب وأسرته للخطر بنشر بيانات خاصة بهم يعاقب عليها القانون.

وبمتابعة الأمر فهناك بعض رواد التواصل الاجتماعى قاموا بنشر بوستات تسخر من الإنجيل المقدس من خلال السخرية من سفر " نشيد الأنشاد " بالعهد القديم ، وتحول الأمر لسخرية كبيرة حول كلمات الكتاب المقدس ، وهو ما دفع بعض الأقباط للرد عليهم وكان منهم بوستات باسم صفحة الشاب أبانوب عماد ، الذى أكد سرقة صفحته – فقام بعض الأشخاص ، بأخذ لقطات " برنت سكرين " ، لرد ابانوب عماد ، ونشرها ، تحت مسمى الاساءة للاسلام ، وهو ما أشعل الاوضاع ، ودفع البعض للمطالبة بمحاكمة الشاب الذي يدرس بطب الأسنان .

وجاء رد بعض المستنيرين والأقباط ، اذا كان هذا رد أبانوب عماد ولم يتم سرقة صفحته ، ويتم المطالبة بمحاكمته كرد فعل ، الإساءة للمسيحية على نفس الصفحة ، فلماذا لا يعاقب كل أعضاء هذه الصفحة التى أساءت للمسيحية ، ولماذا دائما المسيحيون فقط هم من يحاسبون على ازدراء الأديان ، علما ان هناك عشرات الصفحات التى تسىء للمسيحية ليلًا ونهارًا ، مثل ما تم طرحه حول شاب يدعى " معاذ  عليان" يسيء للمسيحية ، على منصات التواصل الاجتماعي دون محاسبة .

وهنا السؤال ، هل أبانوب عماد جاني أم مجنى عليه ، فجميعا بكل تأكيد نرفض أى إساءة للأديان أو المعتقدات أو للحياة الشخصية ، ولكن اذا كان جاني فهو أكد ان صفحته تم سرقته وأكد انه لا علاقة له بما نشر من إساءة للأديان وانه يحترم الجميع ، واذا كان مجني عليه  ، فمن وراء هذه الحملة ضده ، وكيف يتم تسريب بيانات أسرته وتعرض حياتهم للخطر ، وأين القانون من هذه الصفحات التى تستدرج وتستفز الشباب القبطى وتدفعهم للرد على الاساءة للمسيحية ، ثم يتم تصوير هذه التعليقات ونشرها ،بانها اساءة لاسلام، وهذه ليست المرة الأولى التى تتواجد فيها صفحات هدفها توريط الاقباط فى مثل هذه الأمور ، من أجل خلق حالة من الغضب وإشعال الفتنة وتقف وراءها تنظيمات متطرفة ، وتسرع الجهات الأمنية فى إرضاء ، هذه التيارات بالقبض على الاقباط ومحاكمتهم بسرعة وقت دون دليل قاطع ، مثل شاب الاسماعيلية الذى يدعى شريف الذى حكم عليه بعام ، أثناء رده على تعليق على فتاة تدعى ندا محمود كانت تسخر من المسيحية وتم القبض على الاثنين ، ولكن الصدمة كانت الإفراج عن ندا محمود ، والحكم بعام على شريف فى اطار سياسة الكيل بمكيالين .

ولذا لا يجب الاندفاع وراء التيارات المتطرفة فى اشعال الفتنة ، واذا تم تطبيق القانون فيجب تطبيقه على الجميع على من دشن صفحة  الإساءة للمسيحية وكان رد الفعل للتعليق عليها ، ومن سرب بيانات شخصية لاسرة الشاب ابانوب، ويعرض حياته وحياة أسرته للخطر ، ومن يشعل الاحداث بهدف تفجير الاوضاع.