حمدى رزق

لا تسألوا عن أشياء إن تُبْدَ لكم تسؤكم، لا تسأل عن ترجمة العنوان أعلاه، بوس إيديك وش وضهر، القناعة كنز لا يفنى.

يتطلب منك للانتماء إلى فئة «سنتى مليونير» الآن (100 مليون دولار) على الأقل، وفق ما يقوله الخبراء في ‏Henley & Partners.

 

في التسعينيات، كان امتلاك ثروة تبلغ (30 مليون دولار) يضعك بسهولة في فئة «فاحشى الثراء»، وبعد عقدين فقط، تحتاج إلى ثلاثة أضعاف ذلك لدخول النادى، (الدنيا غليت حتى على المليونيرات).

 

ديموجرافيًّا، المليونيرات الذين تبلغ قيمة ثرواتهم الصافية أكثر من (100 مليون دولار)، عادة ينتمون إلى عمالقة التكنولوجيا، والممولين، والمديرين التنفيذيين متعددى الجنسيات.. والورثة.

 

لا تسألوا عن عدد المليارديرات في المحروسة، خلينا في المليونيرات أرحم، حديث المليونيرات يسرى مع صدور تقرير شركة «هينلى آند بارتنرز» Henley & Partners، شركة «استشارات الثروات الدولية» عن عدد المليونيرات في إفريقيا السمراء.

 

تحتل مصر المرتبة الثانية، بعد جنوب إفريقيا، بـ15600 مليونير، (فى القاهرة منهم 7200 مليونير)، وعدد 52 سنتى مليونير (فاحش الثراء)، و7 مليارديرات، (منهم 5 في القاهرة) تليها نيجيريا بـ8200 من الأثرياء.

 

زد وبارك، عدد المليونيرات في مصر يتضاعف، معدل الزيادة في ثروات الأغنياء المصريين بلغ 7 أمثال المعدل العالمى.

 

المليونيرات المصريون شطار، تخارجوا سريعًا من أزمة التعويم والتقويم بالدولار، وعادوا إلى سيرتهم الأولى في توليد الثروات المليونية، فأل حسن، لا يكره الأغنياء إلا حاسد.

 

في التحليل الأخير، الأرقام المليونية قوة مالية واعدة، مضافة للاقتصاد الوطنى، معامل ثقة، الاقتصاد الوطنى قادر على توليد الملايين، قل المليارات، ويوفر المناخ لتنامى هذه الثروات، ما يترجم أعمالًا وأشغالًا، الاقتصاد الخامل عن توليد الفرص لا بواكى له.

 

في أوروبا والدول المتقدمة، وحتى في إفريقيا السمراء، يباهون بعدد الأثرياء، ليس من قبيل حك الأنوف، بل تعنيهم ترجمة الثروات إلى مشروعات.

 

لو أحسنوا (المليونيرات المصريون) استغلال ثرواتهم في إقامة المصانع والمزارع والمتاجر، بمعنى توليد فرص العمل، وتشغيل الشباب، وتحريك الأسواق، فهذا يضمن دوران عجلة الاقتصاد الوطنى، وما يستتبعه من تدفقات ضرائبية تتجسد في خدمات البسطاء، وهذا من طبائع الأمور الاقتصادية.

 

(لو) حرف مشعلق في الجو، والجو مسكون بالشكوك المجتمعية تجاه الأثرياء، علمًا أن أصحاب الملايين (إلا قليلًا) لم يتحصلوا على ثرواتهم بالوراثة، ولا هبطت عليهم من الفضاء، السماء لا تُمطر ذهبًا في حجر القاعدين، نُحسن الظن بالجميع، الثروة ليست هبة ولا عطية، نتاج أفكار لامعة، مقرونة بإرادة، تترجم جهدًا وعرقًا ومشروعات وعمرانًا.

 

ترجمة زيادة عدد المليونيرات في مصر، فوائض استثمارية جيدة ناتج أعمال ناجحة، يستوجب أن تترجم في شركات اقتصادية لصالح مستقبل هذا الوطن.

 

 

الاقتصاد الجيد يصفق بيدين، يد الحكومة واجتهدت خلال أعوام الإصلاح الاقتصادى، وبذلت دم قلبها في إقامة مشروعات البنية الأساسية من لحم الحى وقرض الصندوق والودائع العربية.. ويد القطاع الخاص، الذي لا يزال مترددًا أمام الفرص المتاحة استثماريًّا في ربوع البلاد، الفرصة سانحة لمضاعفة عدد المليونيرات المصريين شريطة حسن الاستثمار.

نقلا عن المصرى اليوم