بقلم جورج حبيب
من يقرا  ويتصفح سفر اعمال الرسل لاكتشف قوة الكنيسة الاولي والتي قادها الروح القدس -بعدما حل علي التلاميذ في يوم الخمسين
 والتي بدات مسيرتها بعد صعود رب المجد الي السماء-

بعد اربعين يوما كان يظهر فيها للرسل مقويا اياهم ومعالجا ضعفاتهم -ومنهم من شك في القيامة وطلب برهانا لها كتوما الرسول-ومنهم من تاه ونسي كل الاحداث كبطرس وحتي بعد ان تاكد ان المسيح له المجد قام من الاموات-وظهر في العلية والابواب مغلقة -نجده ينسي كلام الرب له وقت دعوته له للخدمة قائلا ( ساجعلك صيادا للناس )-انه يترك كل هذا وبعد القيامة يذهب ليصطاد اخذا معه بقية التلاميذ عند بحيرة طبرية

     الامر الذي استدعي ان يذهب المسيح الي البحيرة ويجدهم معذبين وقد تعبوا الليل كله ولم يصطادوا شيئا-لذا اوصاهم ان يلقوا الشبك عن يمين السفينة فاصطادوا سمكا كثيرا-بعدها علم بطرس انه الرب-وساله المسيح ثلاثة مرات اتحبني يا بطرس-بعدها اوصاة ان يرعي غنمة

       وقبل الصعود اوصي المسيح التلاميذ الضعفاء ان لا يبرحوا اورشليم قبل ان يلبسوا قوة من الاعالي ( لو 49 :24  - الروح القدس ) والذي حل عليهم في يوم الخمسين ليتحولوا الي اناس اقوياء -وليصبحوا عمدة الكنيسة الاولي-والتي تميزت بكل عناصر القوة-ولعلنا نذكر مقومات تلك الكنيسة في النقاط التالية وهي جزء من كل :

1- كنيسة يقودها الروح القدس :
         حيث كانت وصية المسيح ان لا يبدا التلاميذ رحلة الخدمة قبل ان يلبسوا قوة من الاعالي ( الروح القدس ) والذي وضح عملة في عظة بطرس والتي سمعها الجميع الحضور باثنتي عشرة لغة-وامن من خلالها ثلاثة الاف نفس-وكانت جراة بطرس حينما قال ( ان يسوع هذا الذي قتلموه ) موجها كلامه لليهود عجبا بالمقارنة بانكاره لسيده امام جارية

2- كنيسة قامت بقوة الصلاة :
       اذ كانت تصدر منها صلوات بلجاجة وروح واحدة-ولعل هذا قد وضح من خلال الصلاة من اجل بطرس حينما كان مسجونا (   اع 5 :12 )   
         
3-كنيسة قامت علي حياة الشركة :
    حيث كل شيئ كان مشتركا بين المؤمنين-وباع الكل ما لديه ووضعه تحت ارجل التلاميذ لياخذ كلا حسب احتياجه في تضحية وحب وبلا انانية ( كان كل شيئ بينهم مشتركا  اع 44 :2      )

4- كنيسة قامت علي الايمان وليس علي المال :
       ونجد ذلك في قول بطرس ومعه يوحنا عندما شفي اعرج باب الجميل ( ليس لي فضة ولا ذهب ولكن الذي لي اياه لك اعطي قم وامشي  اع 6 :3  )

5-  كنيسة كانت لديها روح النظام :
  فالهنا اله نظام وترتيب-لذلك انتخبت الكنيسة سبعة شمامسة يراسهم البار اسطفانوس لاجل خدمة الموائد-وحتي يتفرغ التلاميذ لخدمة التبشير
-ولعل اختيار متياس الرسول عوضا عن يهوذا ومن خلال طلب ارشاد الروح القدس ونظام القرعة دليلا اخر علي حياة النظام والترتيب والكنيسة- تاخذ الي اليوم بنظام القرعة في اختيار الاب البطريرك

6 - كانت الكنيسة تستمد قوتها من خلال سر الافخاريستيا ( كسر الخبز   اع 46 :  2      )
7- كانت كنيسة مجمعية

    حيث عقدت الكنيسة الاولي بقيدة القديس يعقوب الكبير اول مجمعا-ناقشت فيه مسالة الامم الداخلين الي المسيحية ورات عدم التثقيل عليهم بان يهودوا اولا ثم بعدها يدخلون الي المسيحية-ونظرة الي قرار هذا المحمع ( قد راي الروح القدس ونحن  ( اع 28 : 15  )        

  يعوزني الوقت ان اتحدث عن هذه الكنيسة التي قادها الروح القدس وعمل فيها واختار لها شاول والذي اصبح بولس الرسول العملاق -والاناء المختار ليبشر العالم ويكتب اربعة عشرة رسالة
كنيسة احبت المسيح واحبت الالم لاجله ( حسبوا مستاهلين ان يهانوا من اجل اسمه اع 5 :41        )

   هذه الكنيسة الاولي ورائحتها الذكية ستظل تفوح منها كل البركات ويعمل الله فيها الي انقضاء الدهر امين