بقلم : الدكتور مجدى شحاته
فى اطار فعاليات المؤتمر الوطنى لمبادرة ( حياة كريمة )  فى شهرتموز\ يوليومن العام الماضى ، أعلن الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسي عن ميلاد الجمهورية الجديدة . جاء هذا الاعلان التاريخى ، والعالم يشهد  على ارض الواقع ، دخول مصر حقبة جديدة من النمو والتقدم والازدهارعلى كافة الاصعدة والمستويات .
 
والسير بخطى ثابتة ، نحو مستقبل مشرق متميز ، وتغيير كامل وشامل فى الرؤى والاتجاهات والمقاصد . ليست شعارات ، لكنها حقيقة وأمرواقع معاش . خلال سنوات قليلة بعد ثورة 30 يونيو، تشهد البلاد تحولا كاملا غير مسبوق فى كافة نواحى الحياة . منذ عام 2014 وحتى الان ، ولأول مرة فى التاريخ المصرى  تم انشاء العديد من المشروعات القومية العملاقة  مع التوسع فى بناء البنية التحتية ، تجاوزت 6.2 تريليون جنيه . توسع حضارى عمرانى غير مسبوق ، ولأول مرة فى تاريخ مصر يحدث التحرك والخروج من الوادى الضيق الى رحاب المليون كيلومتر مربع . لأول مرة فى تاريخ مصر ، تتحرك وتتسع مساحة مصر المأهولة يالسكان من 7% لتصل الى 12% من خلال معجزات الاتساع العمرانى بانشاء وبناء 22 مدينة وتجمعا عمرانيا جديدا ضمن مخطط استراتيجى يضم 30 مدينة جديدة . تبلغ مساحة هذه المدن 580 الف فدان تستوعب 30 مليون نسمة . قمة التوسع العمرانى ، يتجسد ويتجلى فى العاصمة الادارية الجديدة .
 
وهى مدينة ذكية جديدة تعد من اهم المشروعات الاستثمارية الخاصة بالتطور العقارى فى مصر . تقام العاصمة الادارية على مساحة 170 الف فدان ، ما يعادل مساحة دولة سنغافورة او اربعة اضعاق مساحة مدينة واشنطن الامريكية . وهناك مبادرة ( حياة كريمة ) ذلك المشروع القومى الضخم . الذى يستهدف تطوير الريف المصرى ( حوالى 4658 قرية ) ، بغرض تحسين الاوضاع المعيشية لحوالى 60 مليون مواطن مصرى بتكلفة تصل الى 700 مليار جنيه . فضلا عن التصدى لمشكلات متراكمة منذ عشرات السنين واقتحامها بقوة مثل ملف العشوائيات وانشاء شبكة من الطرق والكبارى والانفاق والمطارات وتطوير السكك الحديدية وتدشين القطارات الكهربائية الحديثة وغيرها من المشروعات المتعددة فى اطار البنية التحتية والتى يصعب حصرها فى هذه العجالة .
 
الجمهورية الجديدة لها ابعاد واتجاهات متعددة ومشعبة ، يصعب حصرها والخوض فيها من خلال مقال او مقالين او ثلاثة . الجمهورية الجديدة لا تعنى فقط  مجرد التوسع العمرانى اوالتوسع فى اقامة البنية التحتية والعاصمة الادارية وبناء 30 مدينة جديدة وتطوير الريف المصرى وتحسين وسائل النقل اوتقوية الجيش المصرى ليكون ضمن اقوى جيوش العالم . ولكن ينبغى ان ندرك ان مفهوم الجمهورية الجديدة يتضمن وفى المقام الاول ، الاهتمام بالمواطن المصرى من خلال تنمية القوى البشرية والارتقاء بالمستوى المعيشى وبلورة قدراته الخلاقة ليكون قوة فاعلة فى بناء الدولة . وذلك من خلال حياة كريمة ، يتمتع خلالها كافة المواطنين بالكرامة والحرية والعدل والمساواة والسكن المناسب وصحة جيدة والتعليم الملائم . نحن امام ميلاد ، دولة مدنية ديمقراطية حديثة ، جمهورية جديدة وليدة انتصار الشعب المصرى فى 30 يونيو وليس قبل ذلك . ثورة نحو تحرير عقول ابنائنا الذين عاشو تحت سيطرة فكر ظلامى متطرف . حان الوقت ان نضع برنامجا ثقافيا  يتناسب مع العصر الذى يشهد تقدم انسانى وعلمى غير مسبوق . نحن امام ميلاد جديد لدولة ولأول مرة تضع حدا فاصلا لكل من اراد ان يصبغ الوطن بهوية معينة فاصبحت جمهورية مدنية تتسع لكل المصريين لا فرق بين مواطن واخر، الجميع متساوون تحت مظلة دولة القانون . كان هذا جليا وواضحا خلال اللقاء الموسع الذى حضره الرئيس عبد الفتاح السيسي مع مجموعة من الصحفيين والاعلاميين على هامش جولته التفقدية لمنطقة توشكى  فى 21 من ابريل 2021 حيث شدد على ان الجمهورية الجديدة تقوم على اساس معالجة جميع القضايا من منظور شامل ، عكس ما كان فى السابق ، عندما كان يتم التركيز على قضايا دون غيرها . لافتا ان الدولة أرست مبدأ المواطنة وعدم التفرقة بين المصريين على اساس الدين، وتجاوزت محاولات التفرقة بين المسلم والمسيحى ، مشددا ان كل المصريين بجميع معتقداتهم سواء مسلم أو مسيحى أو غير مؤمن ، له مكان وحقوق فى مصر ، ومن يخطئ يحاسب .   
 
 ان ما تحقق ، ومازال يتحقق على ارض الواقع ، يشير الى ان القادم افضل باذن الله ، جمهورية جديدة تليق بالمصريين وتناسب تطلعاتهم . ان المصريين قادرون ان يفعلوا المعجزات ، ينتظرهم مستقبل يليق بتاريخ هذه الامة العظيمة وبالشعب المصرى الاكثر صبرا والاصدق عزما والاشد يقينا بدولته ومؤسساته الوطنية الصادقة المخلصة .