ماجد سوس
حظيت مصر ببركة يوم الصلاة العالمي في بداية عهد القديس البابا كيرلس السادس عام 1959 تحت عنوان Lord, I believe “أؤمن يارب"  ثم مرة أخرى في نهاية عهده عام 1970 تحت عنوان Be of Good Courage "كن مشجعاً جيداً".
 
​أما في عهد المتنيح البابا شنودة الثالث، الذي ترسخت فيه فكرة الصلاة من أجل وحدة الكنيسة مع إنشاء مجلس كنائس الشرق الأوسط عام 1974 وقد شارك البابا شنودة في تأسيسه وكتب في أهدافه: " غاية المجلس هو العمل على تعزيز روح الوحدة المسيحية بين الكنائس المختلفة في المنطقة."
 
​في عام 1975 وتحت عنوان Become perfectly One " كي تكون كاملا" أقيم يوم الصلاة العالمي وبعدها توالت الاحتفالات به سنويا وبعد الثورة سمح البابا شنودة بإقامة يوم صلاة وتسبيح عالمي 11/11/2011 في دير سمعان الخراز بالمقطم. وفي العام الأخير لقداسته قرر مجلس الكنائس أن يكون ختام يوم الصلاة العالمي على يد البابا شنودة الثالث من الكاتدرائية المرقسية بالأنبا رويس بدلا من كنيسة الأنبا أنطونيوس بشبرا والتي كان متفق أن يقام اليوم الآخير منها.
 
​بعد أن تبوأ قداسة البابا تواضروس الثاني سدة البابوية وفي 9 فبراير 2013 حرص الأنبا بيشوي مطران دمياط ، رئيس قسم الإيمان والوحدة بمجلس كنائس الشرق الوسط السابق ومعه الأنبا رفائيل الأسقف العام لكنائس وسط البلد، كلاهما سكرتيرا المجمع المقدس السابقين، حرصا أن يحضرا إفتاح يوم الصلاة العالمي من أجل وحدة الكنيسة وفي هذا اليوم وقف الأنبا بيشوي أمام وفود الطوائف المشاركة بعد أن قدم لهم الهدايا التذكارية،  قائلا: "أن الحوارات التي تعد من أهداف إنشاء مجلس كنائس مصر، لم تعمل لينتصر فريق على فريق"، متسائلا "هل نحن مستعدون لعدم التمسك بالذاتية من أجل الوحدة".
 
​واستشهد الأنبا بيشوى بحوار بين البابا شنودة مع الاتحاد العالمي للكنائس والكنائس الإنجيلية"، قائلا: "مدارس الأحد في مصر لها دور نهضة في الكنيسة القبطية وكانت بتأثير من الكنائس الإنجيلية سواء في مصر أو العالم ".
 
​أما سكرتير المجمع المقدس في ذاك الوقت الأنبا رافائيل فقال:" نجتمع اليوم من أجل افتتاح أسبوع الصلاة العالمي من أجل وحدة الكنائس والتي جاءت تحت شعار" ماذا يطلب منا الرب، مضيفا، أن الله يطب الإيمان والرجاء والمحبة، والإيمان علاقة بيني وبين الله تقوم على الثقة والخبرة ومشاعر روحية والجانب الأخر هو المعلومات مثل الإيمان بصحة الكتاب المقدس ووجود الله".
 
أضاف الأنبا رافائيل، أما الرجاء.. نحن نترجى أن نكون "كلنا واحدا" اليوم ويجب أن نثق أن الله سيحقق هذه الأمنية في يوم من الأيام، وإن عجزنا عن تدبير الوحدة، نثق أن الله قادر على تحقيقها".
وتابع نيافته، أما المحبة، يجب أن تكون مع الجميع الذين يختلفوا عنى في الفكر والدين والأيدلوجية، وعندما أحبك سأستمع إليك".
 
واختتم كلمته قائلا: " فيما نحن نسعى للوحدة يجب أن نكون واحدا في الحب والرجاء وأخيرا في الإيمان، خاصة أنه قد يكون لدينا نفس المفاهيم، ولكننا نعبر عنها بمصطلحات متباينة، والأمور المختلف عليها بين الكنائس مثل المعمودية يجب أن نبدأها بالحب والرجاء لنصل لوحدة الإيمان".
 
​أما قداسة البابا تواضروس الثاني، حفظه الرب، فقد شارك في تأسيس مجلس كنائس مصر في عام
 2013وحرص في تأسيسه مع إخوته رؤساء الطوائف الأخرى أن يكتب في غرض المجلس: " يهدف المجلس إلى توحيد الكنائس المسيحية في مصر، مع الاحتفاظ باستقلال كل منها".
 
انتهز قداستة انعقاد المؤتمر هذا العام لتحت عنوان  " افعلوا الخير" وربط قداسته بين هذا الشعار وثلاث فضائل مشتركة بين كل مسيحي الأرض وعلى كل واحد أن يقتنيها وهي؛ الصلاة والصدقة والصوم.
 
​أثناء قيام المسيحيون بطوائفهم المختلفة بالتضرع والصلاة والسبح للرب، فوجئت بنفر قليل يهاجمون فكرة الوحدة في الصلاة من اجل الوحدة ومن بين هؤلاء بكل أسف، أسقف مغاغة والعدوة والذي راح يهاجم فكرة وحدة الكنائس بحجة أننا لسنا متفقي في الإيمان مع تلك الطوائف وراح يدعي أن الكنيسة تفرط في إيمانها.
 
لا أدري هل يفعل هذا عن سوء فهم أم سوء نية. لضيق المساحة سأضع له كلمات المتنيح البابا شنودة في مقدمة كتاب شرح قانون الإيمان، قائلا: " قانون الإيمان (دستور الإيمان) هو أساس عقيدتنا المسيحية. وتؤمن به كل الكنائس المسيحية في العالم أجمع، والذين لا يؤمنون به لا يعتبرون مسيحيين، كشهود يهوه والسبتيّن". هنا قداسة البابا يؤكد على أن هناك إيمان عام تتفق فيه كنائس العالم وهو المدخل الذي يقود به روح الله القدوس كنائس العالم من أجل وحدة العروس ، أما العقيدة فهي شيء آخر منها ثوابت ومنها متغيرات ولكل مقام مقال.
 
حفظ الله كنيتنا القبطية الأرثوذكسية وبطريركها صاحب الغبطة والقداسة بابا المحبة البابا تواضروس الثاني. للثالوث الأقدس المجد الدائم.