بقلم جُورج ْحَبيب
عَجبيِ لشَخصِ يَطلُب من العمرِ مَزيداً
وكأن غَداً سيأتي له بجَديداً
 وكأنه سَيمرحُ بِدُنياه سَعيداً

وَنسي أن آمسهُ كَيومِه وَغَده مَثيلاً
لا جَديد تَحت الشَمس أو بَديلا
والقِطَار يَجري بِمَحطَاته  سَريعاً
وَلهُ مَحطةً آخيرةً وَتوَقفه بها أكيداً

وَلابد للمرءِ أن يَكن بِها نزيلاً
وَما تَخلفْ شَخصُ عن قِطارهِ ولو قَليلاً

وَالامرُ مِن السَماء يأتيه
أن يَنزل فَلم يَعُد بالارض نَزيلاً
فَليخلعْ الجَسد بخَيمتهِ بَعيداً
ولَيحَلُق بِرُوحِه في السماءِ سَعيداً
وَكَفاهُ  بالإرض أن يَعقد آمَالاً

فَالاملُ بالارضياتِ مُحَالاً
وَماءُ الارضِ مَلحُه كَثيراً
مَا رَوي  أحدا وعَاش ظمأنا كَسيراً
فأعد نَفسكَ فسيأتيك القِطارا

وسَيجري بِك لمحطتكَ سَريعاً
فَقد رَكبهُ سَابقوكَ وَوَصلوا أكيدا
فَلا تَتَعلق بِخَيط عَنكب عًتا رَخِيصاً