نجاح بولس
بريكس هو مختصر للحروف الأولى باللغة اللاتتينية للدول المكونة للمجموعة وهي: البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، وكانت الدول صاحبة أسرع نمو اقتصادي بالعالم وقت تأسيس الكيان الاقتصادي، وتشكل مساحة هذه الدول ربع مساحة اليابسة، وعدد سكانها يقارب 40 % من سكان الأرض.

بدأت المجموعة بمسمى (بريك) في بداية الأمر حيث تم صياغة مصطلح «بريك» لوصف «الأسواق الناشئة» في البرازيل وروسيا والهند والصين، ومنذ عام 2000 إلى عام 2008، ارتفعت حصة هذه البلدان الأربعة في الناتج العالمي بسرعة، من 16% إلى 22% ، واجتمع وزراء خارجية الدول الأربع الأولى BRIC ( البرازيل،  روسيا،  الهند،  الصين) في مدينة نيويورك في سبتمبر 2006، بدأت سلسلة من الاجتماعات رفيعة المستوى. وعقدت اجتماعات دبلوماسية واسعة النطاق في مدينة ايكاترينبرج، روسيا، في 16 مايو 2008، وانضمت دولة جنوب أفريقيا إلى المجموعة عام 2010، فأصبحت تسمى بريكس بدلاً من بريك سابقا.

عقد تجمع الدول الخمسة اجتماعات سنوية منذ عام 2009 بشكل متواصل في الدول الاعضاء، مع تناوبها على استضافة الاجتماعات، قبل انضمام جنوب أفريقيا عُقدت قمتان «بريك» في عامي 2009 و 2010، وعقدت قمة «بريكس» الأولى (أي الدول الخمسة بعد انضمام جنوب أفريقيا) في عام 2011. وقد تم عقد قمة BRICS العاشرة الأخيرة في جوهانسبيرغ في جنوب أفريقيا عام 2018.

ويتم غلبا دعوة بعض الدول للمشاركة في القمة إلى جانب زعماء الدول الخمسة من أجل الحوار على هامش القمة، ففي عام 2010 تم دعوة فلسطين وجنوب أفريقيا (قبل انضمامها) لحضور القمة كمراقب، وفي عام 2017 في شيامين شاركت دول مصر والمكسيك وطاجيكستان وتايلاند وغينيا في القمة، وعام 2018 شاركت دول الأرجنتين وتركيا في قمة جوهانسبيرغ.

دول البريكس لا يشملها تحالف سياسي إلاَ أنها تنسق فيما بينها للتأثير في الاتفاقيات التجارية الأساسية، فلديها القدرة على تشكيل تكتل إقتصادي قوي خارج إطار المجموعة الصناعية السبعة G7 ، فدول البريكس أكثر تطوراً في المجال الاقتصادي في العالم، وهذا الأمر يدعمه عدد من الاعتبارات: منها البرازيل عملاق أمريكا اللاتينية من أكثر الدول المزودة للمواد الخام، وروسيا مصدر عالمي للطاقة الكامنة والغاز ، والهند هي مصدر مهم لتكنولوجيا المعلومات، أما الصين فلها موقع إنتاجي وديموغرافي متقدم ومتطور، وأخيراً جنوب أفريقيا هي منطقة تعدين مهمة عالمياً وموقع استراتيجي عالمي مهم جدا بإشرافها على المحيط الهندي والمحيط الأطلسي معا.

هناك عدد من المكونات المالية والاقتصادية في البنية المالية لبريكس، أهمها:
بنك التنمية الجديد (NDB) وهو صندوق احتياطي نقدي بقيمة 50 و 100 مليار على التوالي ومقره شنغهاي ، وتم الاتفاق على تأسيسه أثناء القمة في شنغهاي تموز 2014.

ترتيبات الاحتياطي الاحتماعي لبريكس: وهو إطار لتوفير الحماية ضد ضغوط السيولة العالمية، ويشمل قضايا العملة حيث تتأثر العملات الوطنية للأعضاء سلبًا بسبب الضغوط المالية العالمية، وينظر إليه بشكل عام على أنه منافس لصندوق النقد الدولي.

وعموماً تعد دعوات المجموعة لدول جديدة لزيادة قاعدة الأعضاء محاولة لخلق كيانات اقتصادية وسياسية جديدة منافسة للنظم الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، وعلى الاعضاء الجدد ترتيب أولوياتها وتقرير مصيرها من حيث التعاون الدولي، فمع توسع الكيان الاقتصادي الشرقي الجديد بقيادة روسيا والصين، قد يصعب معه إحداث التوازن في العلاقات الدولية لدول المجموعة الجديدة، وسيدفعها التنافس الاقتصادي بين الكتلتين لتقرير مصيرها إما إبقاء علاقاتها مع الغرب أو الإنخراط الكلي في الكتلة الشرقية