مدحت قلادة
    عاش الملك ، مات الملك شعار يعبر عن موت ملك وتقلد ملك جديد ، تعكس تهليل وترحيب بملك جديد ، و انتهاء حياة ملك رحل ، ولكن في شرقنا التعيس لها مدلول آخر عاش الملك الجديد فيهلل ويصفق الجمهور ترحيبا بالملك الجديد بما فيهم المنتفعين الجدد، مات الملك يعبر عن رحيل ملك و اختفاء اتباعة و تحولهم في انقلاب عجيب للتصفيق للملك .

    هذه حقيقة لاغبار عليها في شرقنا التعيس يهلل الاتباع والمؤيدين لساكن القصر الجديد علي أمل ان يناولوا شرف التقرب من ساكن القصر الجديد ، انها تعكس انتهازية و تلون و انعدام الانتماء للملك الراحل كان الجميع يهلل له!!!!

    ولكن في هذه المرة نقف بإعجاب وتقدير كامل لولي عهد استطاع ان يثبت نفسه واثقا بخطواته الحديثة العجيبة الرائدة تلك الخطوات التي استطاعت تغير الواقع 180 درجة ليس هذا فقط بل تغيير بلد من الراديكالية الي رحاب العلمانية من الانغلاق الي الانفتاح من سطوة رجال الدين الي سطوة اصحاب العلم !!! انه البرنس محمد بن سلمان هذا الرجل القوي بإعماله اصبح ساحر الشرق الأوسط الجديد غير الخريطة السياسية فحول السعودية من بلد محافظ علي تخلف قرون سحيقة مضت الي بلد حاضن التطور، من بلد منبع ارهاب ديني الي بلد محتضن التطور لينهي سنوات الظلام والتخلف ، بلد تقترب الي الحداثة ، من بلد عاشت بفكر متخلف الي بلدٍ يقود التطور ، من بلد عاش قرونا حصنا حصين لثقافة متخلفة الي بلدٍ تشع نور للمنطقة ، من بلد محتضن للتخلف الي بلد تناطح وتهدد دولا و دويلات مثل الإمارات وقطر في الجذب السياحي والاستثماري ، من بلد طاردة للفكر المتطور الي بلد حاضنة للتطور و بناء الإنسان بفكر جديد . من بلد يتحكم فيها مطوعين و رجال دين تعيش بفكر قرون مضت الي بلد مستنيره ، من بلد اضطهدت نسائها واعتبرتهم مثل الكلاب والحمار الي بلد تزيل الشرائع المتخلفة التي حطت من نسائها .

    الفضل كل الفضل للبرنس محمد بن سلمان هذا الرجل له صفات رجل دولة من طراز نادر يملك قوة الشخصية سمو الفكر الانتماء للوطن الثقة في النفس والإيمان بمستقبل لا يتحكم فيه رجل دين متخلف او أرهابي او مشعوذ ،،، انه رجل نادر انه رجل قوي يملك إرادة التغيير ادرك ان سبب التخلف هم رجل الدين الذين حافظوا طوال مسيرتهم علي التخلف و رفض التطور .

    رجل استطاع القضاء علي جماعة اخرت البلاد وقمعت العباد قرونا مضت " الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف " بضربة قاضية وكلمات كالرصاص حينما ذكر صراحة " ليس سلطة رجل الدين ان يكون رقيبا علي الناس ،،،" و صرح ايضا بكل صراحة في لقاء مع ضابط استخبارات أمريكي الذي صرح بان ولي العهد لمح لسيناريو “تغيير الخلافة” واكد لي ان التطرف الإسلامي مشكلة داخل الإسلام ويجب حلها من قبل المسلمين بمساعدة الديمقراطيات الغربية.
    وصرح ايضا رؤيتنا لبلادنا التي نريدها، دولة قوية مزدهرة تتسع للجميع، دستورها الإسلام ومنهجها الوسطية، تتقبل الآخر. سنرحب بالكفاءات من كل مكان، وسيلقى كل احترام من جاء ليشاركنا البناء والنجاح.

    اخيراً بعد دراسة حال مصر منذ الانقلاب الداخلي عام 1952 و تعاون العسكري مع العمة ومصر من منحدر الي منحدر ومصر من سقوط الي سقوط وظهر التعاون في زمن عبد الناصر في إنشاء جامعة الأزهر التي مولت من أموال المصريين مسيحيين ومسلمين لتعمل علي تدوير عجلة الارهاب و العمل بقوة علي غياب العقل المصري وربطة بالسلف الطالح وتقسيم مصر الي مسلم وكافر ، و استمرّ هذا التعاون مع السادات الذي نال جزاءه من احبابة جزاء سينمار فاستحق رئيس حقق النصر صنع السلام و ذبح علي الشريعة " و استمرّ الحال مع السيسي الذي تقمص شخصية رجل الدين المصلح بينما مصر لا تحتاج الي رجل دين !!!!! مصر تحتاج الي رجل دولة يفصل بين الدين والعمل و يؤكد للشعب ان الدولة مدنية ولا مكان لحزب سلفي!!!! فعلا مصر تحتاج لفكر رجل دولة يؤكد ان العمل هو الأساس وان بناء الدولة بخطط وليس بشعارات المدروشين بان الله لن يتركنا بل بشعار العمل والرجل المناسب في المكان المناسب والدين ليس له علاقة بالحياة السياسية !!!

    ترى هل يحدث هذا قريبا لتنهض مصر ؟
    هل نشاهد قرارات رجل دولة يسعى لبناء مصر الحديثة ؟؟ فمصر الحديثة لا تحتاج الي شوارع جديدة وكباري طويلة و مدن جديدة عليك بالإنسان فالإنسان فقط هو طريق النهضة وبدون ذلك فيكون عبثا في عبثا .

    ترى هل حينما نرحل سياتي جيل آخر يطالب باستنساخ فكر ابن سلمان ام سنعيش نحن مصر الحديثة بفكر وعلم وليس بدروشه و دعوات .
نقلا عن الحوار المتمدن