بقلم - مدحت قلادة
العنصرية هي  الممارسات والإعتقادات الخاطئة والتي يترتب عليها معاملة مجموعة من البشر بصورة مختلفة عن غيرهم ، وهذا الاعتقاد الخاطيء يكون سبباً ودافعاً لسلب حقوقهم الأجتماعية والقانونية  بسبب إختلافهم في العرق أو الدين ، ففي الشرق التعيس هناك مرض مزمن متمكن من غالبية القيادات والشعوب إلا وهو مرض العنصرية .

والعنصرية تفشت فى الشرق التعيس بسبب الدين الذى أصبح اول أسباب الفرز بين البشر ، وتم تقسيم الشعب الي مؤمنين " وهم من يتبعون دين الغالبية " وكفار " وهم الآخرين " وكان هذا الاختلاف سببا للقمع والاستبداد و انعدام العدالة و حرمان الاخر من الفرص الحقيقة لإثبات ذاته و المشاركة في بناء وطنه.

ومن العجيب في شعوب الشرق التعيس ان معظم الشعبات القيادات يتحدثون عما ليس فيهم فتجدهم يتحدثون عن العدالة ولكنهم اشبعوا الاخر ظلما ، يتحدثون عن المساواة و علي قلوبهم محفورة اعمال الاضطهاد ، يصرخون بأن الفرص متاحة لجموع الشعب وتجدهم يجيدون الفرز الديني ، يتحدثون عن الشرف وكل اعمالهم لا تعكس هذه القيمة . يصرخون بان هناك دول عنصرية !! بينما هو غارقين في قاع محيط عميق من العنصرية اعماهم انعدام ضمائرهم عن رؤية الحقيقة .

العنصرية علي الطريقة المصرية قسموا مصر الي مسلم وكافر بالطبع الكفار الاقباط لأنهم لا يؤمنون بدين الأغلبية وهذه العنصرية بينما يحاول كل مسؤل بكلمات معسولة انكار هذا الواقع المشين إلا ان العنصرية محفورة علي قلوبهم بل هذه العنصرية لها كوكتيل خاص فهي ممزوجة بكراهية و نرجسية دينية .

الموضوع يحتاج الي مجلدات للحديث عن العنصرية ضد الأقباط في كل المجالات ، فهناك عنصرية بالقانون " مثل حرمان الأقباط من الالتحاق بمؤسسات السيادية في مصر " فجهاز الامن الوطني والمخابرات ممنوع عمل اي قبطي فيه حتي لو كان في وظيفة فراش " و حرمان الشباب القبطي من الالتحاق بكلية الطب قسم النساء " رغم ان مؤسس هذا القسم قبطي نجيب محفوظ باشا ، و هناك عنصرية في القانون فشهادة المسيحي في الأحوال الشخصية علي المسلم لا تجوز والعكس يجوز !!! و هناك عنصرية ممزوجة بنرجسية دينية " دم المسلم اكثر قيمه وشأناً من دم غير المسلم "،،،، ان الحديث عن العنصرية هي في كل مجالات الحياة.

العنصرية في مجال الرياضة عنصرية فجة و سبب رئيسي في تخلف مصر علي المستوي الرياضي فعلي سبيل المثال كرة القدم هناك ٢٥ مليون مسيحي و هذه الرياضة هي اكثر الألعاب شعبية لدي جموع المصريين إلا ان حرمان الأقباط من الالتحاق بالأندية يعكس سببين لا ثالث لهما:

اولا ربما ان جميع الاقباط ٢٥ مليون مصابين بمرض الكساح " وليونه العظام "

ثانيا ان جميع القائمين علي الرياضة خاصة كرة القدم عنصريين و إقصائيّين و السبب الرئيسي لإقصاء الأقباط بسبب اختلاف دينهم عن الغالبية .

وبكل بجاحة و فجوج حاولوا منع حكم كرة قدم قبطي اجتاز اكثر الامتحانات ليحصل علي حقه في التحكيم فحاولوا منعه من الالتحاق بالتحكيم باختيارات إضافية ونجح فيها ، ولكن تحت ضغط الراي العام اضطرت لجنة التحكيم لاعطائه حقه الطبيعي كمواطن و متميز و لكن مازال العديد يصرخ ان في يديه وشم مسيحي " محاولين منعه ايضا "

ايماننا والتزاماً منا نحن الأقباط في بلاد المهجر لن نترك فرصة إلا لفضح العنصريّة فأرسلنا خطاب سابقا الي الفيفا قبل مباريات كاس العالم التي اشتركت فيه مصر بفريق أطلق علية " الساجدين " و وضحنا ان هذا الفريق لا يشمل قبطي واحدا وان كل الاندية حرمت الاقباط من الالتحاق بفرق كرة القدم بل حتي المتميزين لكونهم مسيحيين الديانة .

و اكتب هذا المقال لأنني قابلت خلال الأيام السابقة عددا من الموظفين في الفيفا و وضحت لهم موضوع حرمان الأقباط واعطاني إيميل المختص بهذه الشكاوي و وعدوني ايضا بالاهتمام .

و اليوم قابلت صدفه مسئول هيومان رايتس ووتش في احدي مستشفيات زيورخ وتحدثت معه في هذا الموضوع و تبادلنا ارقام التليفونات و وعدني بلقاء قريب و أهديته كتاب " مأسي تحت سفح الهرم " الذي يحكي خطف القبطيات والتغرير و الاضطهاد ايضا " و هو مسئول هيومان رايتس ووتش في سويسرا .

اخيراً اننا نحن الأقباط اصل مصر فلذلك ليس من مصلحة مصر حرمان الأقباط من اي نشاط فحقهم في النهوض والمشاركة في رفع اسم بلدهم الأصلي

ولن تكون مصر إلا بوجود أقباطها في كافة مناحي الحياة وبدلا من وصف الدول الأخرى بالعنصرية على الأجهزة في مصر بخلع نظارة التعصب المقيت و ازالة الكراهية من علي قلوبهم للنهوض بمصر

" ماذنب العجل الذي ذبحه اتحاد الكرة إذا كان الفاعل هم مجموعة من فريق الساجدين "