بقلم: د. مينا ملاك عازر

في السطور القليلة القادمة أختصر لحضرتك الحلم العربي الذي بدأ بيد وفدية وأمانة عبد الرحمن عزام أول أمين لجامعة الدول العربية، وهو إنجاز بمقاييس وقتها حين كانت معظم الدولة محتلة والأخرى ليست على الخريطة حتى التقينا الآن بالسفير نبيل العربي الذي اختصر المسألة واستقال بعد خمس سنوات عرف فيها أنه مافيش فايدة على رأي الزعيم الوفدي سعد زغلول.

المأساة في رأيي ليست في أمين عام جامعة الدول العربية ولكن المأساة في الحقيقة في ميثاق جامعة الدول العربية لأن في العرب سر خلافهم، والدول المستجدة الآن على الجامعة بعد أن صارت موجودة على الخريطة من بينها دول لا تريد الجامعة ولا تريد الوحدة تحت راية غير رايتها. ولعلك تعرف أني اقصد قطر ولكن لا أنتوي الصدام مع دول تزاملها في التاريخ الجغرافي في الوجود على الخريطة لذا لا أهتم باحتمالات صدام مصري سعودي حول الأمين القادم لأن من المؤكد أنهم اكتفوا بالصدام حول القوة العربية المشتركة التي تحمست لها السعودية ثم سرعان ما حولتها لقوة تحالف إسلامي.

وفي الوقت الذي حضرتك تقرأ فيه هذا المقال من المحتمل أن تكون المسائل باتت واضحة، ويكون السفير ابو الغيط الأقرب لأن يكون أمين عام الجامعة بمجهودات مصرية للم الشمل، ولكن ماذا بعد؟ والخطر الداهم قادم، إيران بالمرصاد للسعودية، والسعودية وسوريا على خلاف، واليمن متفكك، والعراق مُحتل، وفلسطين نسوا قضيتها، وليبيا تزول، والسودان مُقسم، ومصر تكافح، والميثاق ضعيف، وماذا يفعل الأمين الجديد بدول عربية الكثير من دولها بحاجة للتوحيد من جديد، ليس بين الدول وبعضها ولكن كل دولة مع ذاتها، قبل أن يبحثوا عن التوحد والالتفاف العربي حول تقوية الميثاق وتحسينه، ولذا فمهمة الانتحاري الجديد الذي سيمسك بذمام الأمور في الجامعة أياً كانت جنسيته، إن كان عربي جاد مدرك لخطورة الموقف الاقتصادي والسياسي والعسكري الذي تمر به المرحلة فعليه أن يعمل ثماني وأربعين ساعة في الأربعة والعشرين ساعة حتى يستطيع لم شمل كل دولة مع نفسها ثم جمع الآراء لتطوير الميثاق ليكون متلائم مع ظروف دولية راهنة وغير متوائم كما هو الحال مع ظروف كانت حاكمة حين وضعه النحاس وقادة سبع دول عربية وحيدة كانت مستقلة ومعترف بها.