تحقيق- أماني سليمان
 
تحتفل الكنيسة الأرثوذكسية غدًا بعيد قيامة السيد المسيح، ولكن هل سيكون الاحتفال كالمعتاد في العيد الأول بعد نياحة البابا المعظم الأنبا "شنودة الثالث"؟.. سؤال حاولنا معرفة إجابته من خلال هذا التحقيق.. 
 
في البداية، قال المهندس "يوسف سيدهم"- رئيس تحرير جريدة "وطني"- "أن تلغي الكنيسة احتفالات عيد القيامة والمناسبات المرتبطة به فهذا أمر مفهوم ومتوقع، وحتى المسؤولين في الدولة على مختلف مواقعهم سيتفهمون جدًا إعلان الكنيسة إلغاء احتفالات العيد، بل قد يتعجبوا إذا لم تعلن الكنيسة ذلك". 
 
وأشار "سيدهم"، إلى أن مقارنة هذا الظرف بظروف سابقة خاصة بالأزمات الطائفية حين طالب البعض بإلغاء احتفالات الأعياد مقارنة لا تستقيم؛ لأن احتفال الكنيسة بالأعياد الدينية يجعلها تسمو فوق المشاكل الحياتية، ويتوقع منها أن تتعامل بحكمة للتهدئة ومعالجة الأمور بعيدًا عن الشحن، وبالتالي لم يسبق أن ألغت الكنيسة احتفالات الأعياد بسبب فتنة طائفية، أما ظرف فقدان الكنيسة لأبيها وراعيها البابا فيقتضي إعلان الحداد وإلغاء احتفالات الأعياد.
 
وأكَّد القمص "متياس إلياس"- كاهن كنيسة العذراء مريم بـ"إمبابة"- أن الكنيسة سوف تحتفل بالقيامة المقدسة والصلوات الطقسية كالمعتاد، وإنما الشئ الوحيد الذي لن تفعله هو مظاهر الاحتفالات التي تقام من خلال الكنيسة مثل أعياد مدارس الأحد والاجتماعات المختلفة، حيث سيقتصر على الصلوات فقط.
 
وقال "إلياس": "لا توجد كنيسة على وجه الأرض تمتنع عن الصلوات المقدسة في عيد القيامة, ولكن يمكنها إلغاء مظاهر احتفالات الشعب."
 
واتفق معه القس "أرميا وليم"- كاهن كنيسة رئيس الملائكة غبريال بحارة السقايين- موضحًا أن الكنيسة سوف تحتفل بعيد القيامة المجيد بصلواته المفرحة لأنه يخص السيد المسيح ولا يمكن أن يتأثر بأي مناسبات أرضية، ولكن الشعب لم يستطع أن يقوم بالعادات التي اعتاد عليها في أحد التناصير وأحد الشعانين, كما أن معظم الشعب لم يقم بشراء ملابس جديدة حدادًا على قداسة البابا.
 
وأشار القمص "أسطفانوس نيروز"- كاهن كنيسة العذراء بالوجوه بـ"شبرا"-  إلى أن الكنيسة سوف تحتفل بعيد القيامة, ولكنها لن توزع الهدايا في جميع الاجتماعات، وستكتفي بتوزيع كتب قداسة البابا "شنودة" على الكبار وصورة قداسة البابا على الأطفال, مؤكّدا أن المهنئين من أنفسهم لم يتقدموا بالتهنئة مثلما كان يحدث في الأعياد السابقة نظرًا لنياحة البابا.