نادر شكري 
 
حضر اللقاء رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام سيادة المطران نبيل العنداري، سيادة المطران مارون العمّار رئيس لجنة عدالة وسلام في مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك، سيادة المطران أنطوان بو نجم راعي أبرشيّة أنطلياس المارونيّة، سيادة المطران جول بطرس نائب رئيس لجنة عدالة وسلام، المونسينيور عبدو بو كسم.
 
إنطلاقا من خارطة الطريق المنبثقة عن المؤتمر التي نظّمته أبرشيّة أنطلياس المارونية حول المصالحة وتنقية الذاكرة بعنوان “عبور إلى السلام”، تطال الأكاديميّة ثلاث مكوّنات: تلامذة المدارس في المدارس التابعة لأبرشيّة أنطلياس المارونيّة، الأساتذة والشبيبة التي تترواح أعمارهم بين الـ25 و الـ 35 سنة. وهي تهدف إلى تمكين الجيل الجديد للإنخراط بالشأن العام إستنادًا إلى القيم الإنسانيّة، وتقدّم برامج مخصّصة لتطوير المهارات والسلوكيات لقيادة مثاليّة.
فمن خلال القيم ومنهجيّة تغيير السلوك وطريقة التفكير، يجري العمل على تنمية مجتمع متنوّع من الشباب الملتزمين من أجل خدمة الخير العام من خلال القيادة والتغيير الإجتماعيّ الإيجابيّ.
 
إستهلّ اللقاء بكلمة ترحيبيّة مع رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام سيادة المطران نبيل العنداري قائلا:” لقَد سَئمَ الشَعبُ لُغَةَ الحُروب. وأَصبَحَ التَمكينُ على القِيادَةِ مِن اَجلِ السَلام، والتَعليمُ من أجلِ نَشرِ ثَقافَةِ السَلام والتَسامُح في المُجتَمَعاتِ المُعاصِرَة ضَرورَةً مُلِحَّة. فمَطلوبٌ مِنَ التَمكينِ على القِيادَةِ والتَعليم أن يَهدِفا إِلى مُقَاوَمَةِ تَأثيرِ العَوامِل المُؤَدِّيَة إلى الخَوفِ مِنَ الآخَرين واستِبعادِهِم، وإِلى مُساعَدَةِ النَشءِ على تَنمِيَةِ قُدُراتِهِم على استِقلالِ الرأي، والتَفكيرِ النَقدي والأخلاقي، مِن أَجلِ إدراجِ القِيَم الإِنسانِيَّة لِتَحقيقِ السَلام والتَلاحُمِ الإِجتِماعي، واحتِرامِ حُقوقِ الإِنسان والكَرامَةِ الإِنسانِيَّة”.
 
ثم بركة اللقاء مع رئيس لجنة عدالة وسلام سيادة المطران مارون عمّار ألقاها بإسم غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي رئيس مجلس الأساقفة والبطاركة الكاثوليك في لبنان، جاء فيها:” أن نعمل على تأسيس أكاديمية هدفها القيادة من أجل السلام لهو عمل كنسي بامتياز لأننا بذلك نحقق تعليم يسوع الذي يطوِّب فاعلي السلام لأنهم أبناء الله يُدعَون. ومن يدرّب قادةً على عيش السلام فهو الفاعل الأول في نشر رسالة السلام بين الناس.
 
  وتابع :”هذه المبادرة بحاجة إليها شعبنا وشبيبتنا في هذا الزمن الذي طغت عليه الحروب، الفتن والنزاعات، وأصبحت كلمة سلام غائبة عن قواميس هذا الزمن”.،مضيفا:”نطلب لفاعلي السلام الوضوح في الرؤية لكي تثمر تعاليمهم خيرًا وبركة واستقرارًا نفسيًّا وحياتيًّا وإيمانيًّا.”
 
تابع المطران عمّار:” السلام يبقى أقوى من الحروب، لأنه ينبع من الله إله السلام الذي لا يقوى عليه أحد ولا حتّى الحروب. هذه الأكاديمية تسدّ حاجة مزمنة في مجتمعنا الذي سئم لغة الحرب والخلافات والنزاعات، ليكن طلاب هذه الأكاديميّة الوجوه الجديدة الكفيلة في إصلاح مجتمعنا اللبناني وتجديده”.
 
من جهّته تحدّث راعي أبرشيّة أنطلياس المارونيّة سيادة المطران أنطوان بو نجم عن الأهداف المنوي تحقيقها من خلال “رسالتنا التربويّة في الأبرشيّة، بناء الإنسان بكلّ أبعاده الروحيّة، والإنسانيّة، والثقافيّة. ولمّا شعرنا أنّ الحاجة كبيرة وملحّة فكان مشروع الأكاديميّة.
 
تابع سيادته:” في مؤسساتنا التربويّة نسعى أن تكون التربية مرتكزة على خلق جو تربويّ مناسب يشجّع على تبنّي القيم والفضايل المسيحيّة والإنسانيّة، والأكثر مهمّتنا بناء مواطن مسؤول، يحمل قضيّة الوطن، متعلّق بأرضه ويدافع عن حريته، ومواطن ملتزم بقضايا الوطن”.
 
أضاف بو نجم:” لا نستطيع الوصول إلى أهدافنا التربويّة دون جسم تعليمي متمكّن يوصل القيم المطلوبة وتفعيل المواطنة القائمة على مبادىء العقيدة الإجتماعية والمستنيرة بالفضائل الإنسانيّة”.
 
كما شكر المطران بو نجم قداسة البابا فرنسيس لوقوفه إلى جانب هذه المبادرات من خلال دائرة خدمة التنمية البشرية المتكاملة.
 
أمّا نائب رئيس لجنة عدالة وسلام سيادة المطران جول بطرس، فتحدّث عن كيفيّة إنطلاق الأكاديميّة، فهي محاولة لإنقاذ لبنان والعيش بسلام، والخلاص من الظلم والفساد معتبرًا “أننا بحاجة إلى قادة في الكنيسة، في المجتمع والوطن.
 
من جهته رأى السفير البابويّ المونسينيور باولو بورجيا أنّ هذه المبادرة هي علامة على أنّ الأمل لا يتلاشى أبدًا، وأنه من الممكن، بل ومن الضروري، الإيمان والعمل من أجل مستقبل أفضل”.وسأل الرب أن يدعم هذا المشروع ويحفظه حتى يأتي بثمار وافرة لما فيه خير لبنان ومنطقة الشرق الأوسط”.
تحدّث مدير الأكاديميّة ميشال دكاشعن أهداف الأكاديميّة وكيف ولدت الفكرة إنطلاقا من مشكلة إنعدام القيادة وروح المبادرة، والحاجة للنُّخب الشابة؛ إضافة إلى غياب الرؤيا وتطلق الأكاديميّة دوراتها في شهر يونيو المقبل في مطرانيّة أنطلياس.
 
أما مدير المركز الكاثوليكي للإعلام المونسنيور عبده أبو كسم فقال:مبادرة فريدة من نوعها، تجاوب على تطلّعات الشبيبة في لبنان والعالم، وأكاد أقول خطوة جريئة تقوم بها كنيسة لبنان أن تنشئ أكاديميّة للشباب لتدرّب على *ثقافة السلام*.
 
هي مبادرة جديّة، هي مبادرة مواجهة، بمعنى أنّها تسير بعكس ما يسير به ما تبقّى من حكّام هذا البلد، هم يمعنون بالفساد والتفرقة ودفع الشباب إلى الهجرة، في حين أنّ هذه المبادرة تسهم، فيما تسهم، ببث روح الامل والرجاء بين شبيبة لبنان، وهم يتحدّون نزف الهجرة ليبنوا مستقبل هذا الوطن، فهم بحاجة الى من يسندهم ويحسّسهم بأنّهم ركائز هذا الوطن، وهذه الاكاديميّة سوف تساعدهم على التعمّق في فهم بعضهم البعض، وتحثّهم على تبادل خبراتهم، وتفجير طاقاتهم، فيبنوا لبنان الجديد الذي يطمح اليه كل اللبنانيون.