Oliver كتبها
نطق الرب بمثل الابن  الضال.المثل الأعظم الذى يصف كيف كنا و كيف أصبحنا.كل يوم تتكرر حكاية الإبن الضال مئات و آلاف المرات و الحضن نفس الحضن يضمهم.فيظل تأثير نعمة هذا المثل على النفوس يفسر قصص الرجوع و يمنحنا كل يوم سببا للرجاء و حافزاً للتوبة و الإرتماء فى حضن الآب.
توجد فى المثل عناوين مبهرة. معرفة عميقة  من فكر المسيح و وصفاَ دقيقاً لشوق الآب لخلاصنا.
 
الكورة البعيدة: هى وصف لحالة الإنفصال عن الله.ليس وصفا لمسافة بل للخاطئ غير التائب.فالإبن الأصغر ذهب إلى كورة بعيدة خارج البيت و الإبن الأكبر كان فى كورة بعيدة داخل البيت.كلاهما عاش منفصلاً عن أبوة الله.واحد بإنحرافه و الثانى بحياة الأجير التى عاشها.
 
اعظم عبارة وصفت الإنسان التائب هى (رجع إلى نفسه) لكن الإكتفاء بالرجوع للنفس لا يشفى .هو فقط لإكتشاف المرض أما الرجوع لله فهو الذى يشفى و يغفر و يحرر و يعوض.الرجوع للنفس يتكلل هكذا (الرجوع للآب قائلين أخطأت يا أبتاه) التوبة تنحصر بين هاتين العبارتين.الرجوع للنفس و الرجوع لله.
الآب يحب أن نعترف قدامه بخطايانا.يسمع و يفرح.لا يعلق علي الخطية بل يجدد فينا بنويتنا له.فيعيد وعوده.الحلة الأولى عنده و الخاتم ما زال فى ذخائره.هذا هو رده الوحيد للخاطئ حين يعترف بذنبه.
 
قدموا العجل المسمن.هذا عنوان الخدمة الروحية الصالحة.قدموا للخطاة حمل الله مخلص الكل.فيعرف الإبن لماذا قبله أبوه و رده إلى حضنه.لأنه لا توبة بغير روح الله و لا خلاص بغير المسيح..يا خدام المسيح قدموا المسيح في خدمتكم.العجل المسمن الذى بغيره لا فرح و لا شبع.
 
إبنى كان ميتا فعاش.كان ضالا فوجد.فى مثل الخروف الضال عثر عليه الراعى أنقذه من الذبح أو الإفتراس. في مثل الدرهم المفقود وجدته صاحبته و لو لم تجده كان سيضيع فى يد أحدهم و لن يميزه أحد فيما بعد.أما الإبن الضال فسيبقى ضالاً حتى يعود لأبيه.لا يمكن أن يعود لأحد آخر.ليس له سوى أبوه يعود إليه. هو ميت من غير أبيه.أخذ لقب الضال حين فارق أبيه و أخذ لقب الإبن حين عاد لأبيه.
 
كل ما لى هو لك.هذا رد الأب على الإبن الذى ينتظر جِدياً من أبيه.لكي نتعلم ألا نستصغر سخاء الأبوة.الله ينتظر منا أن نطلب كل ما له.ليس جِديا للفرح مع أصدقاء بعيدا عن البيت.لكن فرح الآب أن نأخذ كل ما له.,نأخذ كل البر و القداسة و المحبة و من أحضانه نأخذ السلام و الرجاء و الحياة الأبدية. يستطيع العالم العقيم أن يمنح الناس الجِداء أما الحمل فهو عطية الآب للبشرية.
 
ينبغي أن نفرح و نسر.هنا يجعل الله الفرح وصيةً و المسرة  واجبة.لأن الفرح ليس إختيارا بل إختبارا يعيشه التائبون.المسرة التى صارت فى الناس بتجسد المخلص هى الإيمان الذى يحرك القلوب لإستعادة الميراث الضائع.التوبة فرصة لنفرح ملائكة الله لأن السماء تفرح بكل خاطئ يتوب.
 
الفرح السمائى و الارضى معا هو نتيجة طبيعية لطاعة الوصية.كل جهاد روحى بالتغصب  ثماره قليلة أما الفرح فينعش الإرادة للجهاد الروحى و يجعله ملذة أبناء الله.الفرح مقياس للتوبة الجادة.
 
هذا المثل المدهش يشرح كل شيء .يشرح كيف يفكر الخاطئ حين يخطئ و كيف يفكر التائب حين يتوب و موقف الله في الحالتين.لكى نتعلم و نتعزى فنصير آلات بر لخدمة الآب القدوس.