د. أمير فهمى زخارى 

 من أغرب القوانين الموجودة في العالم، فبمقتضى ذلك القانون كان هناك تمييز في تنفيذ العقوبة بين المجرم من عامة الشعب والمجرم من طبقة النبلاء.
وضعته حاكمة ولاية ساكسونيا - وهي إحدى ولايات ألمانيا القديمة - في القرن الخامس عشر، وكان ذلك بواسطة مشرعين من طبقة الأغنياء. وارتبط اسمه باسم الولاية.
 
نصوصه:
كان ذلك القانون يُفرِّق بين الناس في العقوبة وفق طبقتهم الاجتماعية. فكان يجري تنفيذ عقوبة الإعدام للقاتل إذا كان من عامة الشعب، وذلك بأن تُقطع رأسه بحيث تفصل عن جسده. 
 
أما إذا كان القاتل من طبقة النبلاء والأغنياء فكان يجري تنفيذ عقوبة الإعدام بطريقة "غريبة"، إذ كان يؤتى بالقاتل ليقف في الشمس وكان يُقطع رقبة ظله!
وكذلك في تنفيذ عقوبة الجلد للسارق من عامة الشعب، بأن يُجلد ظهره، بينما السارق من طبقة النبلاء كان يؤتى به ليقف في الشمس ويُجلد ظهر ظله!
 
تعليق لابد منه:
• بالله عليكم يا أصدقائي قولوا لي أليس قانوناً سكسونياًّ ذاك الذي يجرّم الفقير لفقره ويتجاوز عن الغنيّ لغناه؟
• أليست سكسونيا الحديثة تلك التي يكون فيها الزعماء فوق العدالة، وفوق القانون، وفوق الشبهات؟!..
• أليس قضاءً سكسونياًّ ذاك القضاء الذي يسجن سارقاً دفعه العوز والجوع إلى السّرقة ويترك كبار اللصوص دون حسيب أو رقيب ينهبون أموال الشعب ليلاً ونهارا؟
• أليس قضاءً هشّاً، وضعيفاً، وتابعاً، ومسيّساً، ذاك الذي يعجز عن محاسبة الجناة، وكفّ أيدي المعتدين؟!
• ألسنا نعيش في وطن سكسونيّ تُجبى فيه الضرائب حصراً من المعدمين الضعفاء، ويطبّق القانون على فئة دون أخرى باستنثابيّة وانتقائيّة واضحتين..
• أيّ وصف يليق بدولة يُزج فيها اسم الله خلف المتاريس المذهبيّة، وتُستبدل المواطنة بالطائفيّة؟..
• سكسونيا القديمة لم تزل تستوطن عقول الكثيرين فكراً بدائيّاً، ولم تزل تتربّع على قوس القضاء حكماً سلطويّاً استبداديّا..
... تحياتى