كتب : عزت بولس 
 تطالعنا الإخبار يوميًا عن انجازات معتصمي رابعة العدوية ، ففي مجالات النظافة الشخصية فينشئون بهمة  في عمل دورات مياه متصلة بالصرف الصحي، وفى المجال الترفيهي ينشئون مسرح على غرار ساقية الصاوي، وفى المجال الأمني يقيمون التحصينات الحربية من سواتر رملية  وعوائق رملية على غرار خط بارليف لعرقلة دخول "العدو" إلى حدود أراضيهم الطاهرة،تلك الأراضي المستعدون للدفاع عنها  مهما كلفهم الأمر من دماء أطفال تم اختطافهم  من ملاجئ أيتام ، أو سيدات حُشر في أمخاخهم أفكار مغلوطة عن الجهاد في سبيل الله والشهادة لله . 
 
وفى المجال السياسي لا يدخرون وسعًا في تنظيم القاعات في المساجد  أو المنشآت التي تحت سيطرتهم ،يستقبلون في مقراتهم  الوفود الأوربية والإفريقية وحقوق الإنسان وغيرهم من المنظمات المحلية والعالمية، ويتشاورن معهم عن حلول للخروج الأمن لهم أو بالأصح،  كيفية التخلص من اثأر ثورة 30 يونيو والدوران للخلف لتمكين مرسى  من الرجوع لعرشه المفقود والذي كافحوا للوصول إليه أكثر من 80 عامًا.
 لقد اقتطعوا أرضًا مصرية على غرار ما فعلته دولة إسرائيل عام 48 عندما أنشئت دولتهم اليهودية بمساعدة أمريكا والعالم الغربي، على أشلاء وجثث الفلسطينيين  في ذلك الوقت.
 
 بمقارنة بسيطة نجد تشابه خططي، فيما يحدث بالجزء المقتطع من أرض مصر "قطاع رابعة العدوية" وما حدث عند إنشاء دويلة اليهود التي استطاعت مع مرور الوقت أن تضاعف من مساحة تواجدها في فلسطين عدده مرات، فهم يحتلون أرضا ويستلون على مساكن  بإغراءات مادية أو سبل إرهابية ويحتلون عنوة  بعض الشقق في عمارات رابعة العدوية، غير عابئتين ب مصير سكان المنطقة، ويتوسعون أفقيا بخططهم الجهنمية المدروسة بعبقرية الشيطان الموروثة و المدعومة من ربيبتهم إسرائيل بتنظيم مظاهرات في الاتجاهات المختلفة من مركز رابعة العدوية لمد حدود تواجده.
 
 إنهم يستعينون بالفكر المحنك للجيش اليهودي ممثل في جنرال الثغرة "شارون" عام 1973 عندما استطاع ب 7 دبابات التغلغل إلى الضفة الغربية لقناة السويس وانتشار واسع لتواجدهم حتى يستطيعوا أن يكون لهم مركز قوى في المفاوضات.
 
وبالطبع لاننسى دور قناة الجزيرة الإعلام  المهني القوى المتواجد  ومتمركز بصفة دائمة في المنطقة المحتلة، يبث انتصاراتهم وانجازاتهم وتضحياتهم في سيبل الوصول إلى ما يسمونه دولة الخلافة أو تحقيق شرع الله وإقامة دولة إسلامية، تسير على صحيح الدين كما يدعون. 
 
إنهم يقومون بمخطط قد يكون اكبر من استيعاب من فكر الحكومة الحالية لجمهورية مصر الحالية ليس لقصر تفكيرها، لكن لتركيزها في اهتمامات أخرى اقتصادية ، هامة بلا شك ،ولكن لتحقيقها يجب أن يستعيد المصريون سيطرتهم على أراضيهم المغتصب منها جزء حيوي من العاصمة.
أن ما يحدث تحت سمع وبصر حكومتنا الموقرة لشيء غريب يدعو للريبة، إنهم-  يتركونهم – معتصمي الإخوان - يعيشون ويأكلون ويشربون وينامون وربما يتزوجون هكذا بالشارع . 
 
هل يوجد مخطط لسرقة ثورة 30 يونيو على غرار ما حدث في 25 يناير 2011؟ 
ان الريبة والشك يأكل قلوبنا نحن المواطنين ،ليكون السؤال هل سنظل ندور  في دائرة مفرغة من الثورات ،دون تحقيق مكتسبات حقيقية لها ؟