بقلم :  أرمنيوس المنياوى


لن أقول مثلما قال أرشيميدس منذ قرون مضت عندما قال وجدتها .. وجدتها .. وهى عبارة بعيدة عن الحالة العربية على وجه العموم وبعيدة عن الحالة المصرية على وجه الخصوص .. لأن مجرد التفكير فيما يجرى حولنا أو لنا ليس قرارنا . وفى الغالب ننتظر من يفسر لنا ما يحدث لنا وحولنا .. ومن ثم نحن ننتظر من يفكر لنا وعندما نستعد للتفكير فيما يحدث لايكون قرارنا هكذا تعودنا وبرمجنا عقولنا على هذا ويبدوا أننا لسنا على أستعداد لتغيير هذه النمط فى حياتنا . ربما لأننا شعب ومجتمعات تميل الى الأستقرار مثلما الحال حتى فى مكان أقامتنا وننزعج من كلمة السكن المؤقت .. هكذا الحال فى عقولنا وتفكيرنا ليس من السهولة تغيير ذلك .ففى الحالة المصرية الحادثة الآن يسودنا الهلع من الأخوان المسلمين تارة ..

ومن الأمريكان تارة أخرى .. أو من كلاهما معا .. ونتساءل فيما بيننا دون تكليف أنفسنا بالبحث عن أجابة لتلك الأسئلة التى خلقت توترا فى الشارع المصرى .. ومن بين هذه الأسئلة لماذا يفعل الأمريكان هكذا معنا ؟ لماذا يقفون هذه الوقفة مع جماعات العنف ؟ ولماذا أصرار الأمريكان على حرب التصريحات التى غالبيتها فى مصلحة جماعة الأخوان المسلمين ؟ ألا يرى الأمريكان مايحدث من أرهاب مسلح ضد المواطنين المصريين السلميين ؟ ألم يشاهد الأمريكان مايحدث من حرق للكنائس والمنشآت الشرطية وأرهاب للأقباط ؟ هذا هو لسان حال المصريين منذ أندلاع ثورة 30 يونيو الماضى .. ولأن العقل المصرى مبرمج على تفكير ثابت وتغييره حسب مجريات الأحداث ليس بالأمر الهين .. بالأضافة الى أننا فرسان فى الأسئلة والتخوين .. ونفتقد فى نفس الوقت العقول التى تجيب على أسئلتنا .. نحن نسأل أه ... لكن نجيب لا فهذا متروك للغير ..

لسبب بسيط لأن عقولنا لم تتعود على التفكير فيما نقول أو حتى نفعل أى شيئ من قبيل المحاولة ومن ثم تكون النتيجة ميراث من الأخفاقات تتصاعد وتتزايد مع تذايد أسئلة لايكلف اصحابها أنفسهم عناء البحث عن أجابة وندور فى فلك الغير حتى يأتينا بأجابته التى تخدم مصالحه وليس مصالحنا ويترك لنا العيش فى سلة التخوين والسبب لأن هذه هى عقولنا التى لم نستخدمها بالشكل الأمثل الذى يهدينا الى الطريق الذى يؤدى الى أستقرار وطنا المفقود وهذه هى أمنية الغرباء بمساعدة بعض الأغبياء الذين كهنوا عقولهم وقفلوا عليها بالضبة والمفتاح وأطلقوا لألسنتهم العنان فى أحداث الفزع بين القلة المخلصة التى تتجرأ وتحاول التفكير فى مجتمع يرى غالبيته أن مجرد التفكير شيئ من الجنون والعبث لأنه حسب تصورهم فأن مايبحثون عنه سيأتيهم من آخرين لكن بعد ان تكون قد فقدنا لذة الثورة واهدافها قد تاهت ورجعنا للخلف مثلما كنا قبل قيام الثورة وهذا هو حال الذين لايفكرون لم يفكر واحدا ويتحفنا بمقالة ويقول لنا ماذا لو الشعب المصرى وحلفاء ثورتنا المجيدة أستيقظوا على تصريحات من الأدارة الأمريكية تقول أننا نقف بقوة مع أقباط مصر .. ونؤيد مايقوم به الجيش المصرى فى محاربته لجماعة الأخوان المسلمين .. لأنه ثبت بما لايدع مجالا للشك أنها جماعة أرهابية مسلحة .. تفننت فى العنف ضد المواطنيين السلميين .. ؟ هذا كان واردا .. ولاسيما وان عنف جماعة الأخوان المسلمين عنف موثق وممنهج ولايخفى على أحد ..

فى تلك اللحظة .. كان أنصار الثورة سيلتزمون الصمت .. وكان سيخرج علينا بعض من الذين لايفكرون قائلين هذه مؤامرة ضد الأسلام والمسلمين وسيتبعهم الملايين من البسطاء من المصريين سيقفون ضد الموقف الأمريكى .. وكنا سنجد البعض من الذى يقال عنهم المعتدلين يكابرون ويعاند ون ويقولون بلاها ثورة طالما الأمريكان وضعوا أنفهم فيها .. تبقى دى مؤامرة ومش ثورة .. وكنت سترى حالة من الفوضى العارمة وليس غريبا أن تجد نفرا قد يكون كثيرا أو قليلا من المسيحيين يتظاهرون أمام السفارة الأمريكية رافضين تدخلها فى الشأن المصرى ..

كل ذلك بسبب أننا لانفكر فيما يحدث من حولنا .. وده مشكلتنا فيما هو قادم وليس فيما يحدث الآن هذا الأمر فكرنى بشيئ أود أن اختم به ماسطرته يدى عندما حدثت لنا مشكلة فى جريدة الرأى وأستدعى صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى وكان رئيسا للمجلس الأعلى للصحافة فى ذلك الوقت مجموعة من الزملاء للتحاور معهم بمكتبه فى مجلس الشورى وكنت واحدا منهم فكان كلامه لنا دعونى أفكر لكم وأحلم لكم وساعتها لن يضار أحد منكم .. باختصار الرجل مش عايز يتعبنا حتى فى مجرد التفكير أو مجرد اننا نحلم هذا هو بكل آسف ماتتعامل به أمريكا معنا وهى ضامنة اننا لن نفكر حتى تأتى هى وتفكر لنا كيف نعيش ؟وكيف نحلم ؟وتترك العبث فى الوطن لأبناء الوطن وتبقى العقول متكهنة ومنتظرين الحلول وألسنتنا جاهزة فى نهش أجسادنا