كلمات من وحى الأم المكلومة
راحوا فين دول كانوا هنا ؟!!

بقلم الكاتبة / حنان بديع ساويرس
راحوا فين دول كانوا هنا ... الأثنين دول كانوا هنا
أنادى عليهم مش بيردوا ...ولاقيت نفسى لوحدى أنا
راحو فين دول كانوا هنا

فاكرة يوم ما جبتكم ......وبعينىدى شوفتكم
والزاى الدنيا بقت حلوة ..... لما بصيت ف وشكم
                   راحوا فين دول كانوا هنا

قالوا يامامارايحين قداس .... قلت تعيشوا لكل صلاة
لكن اليوم داتانىماجاش ..... ودى كانت لهم آخر صلاة
                  راحوا فين دول كانوا هنا

عدى العمر بسرعة وفات .... وأنتو كبرتوا أهو يا بنات
مستنية يوم فرحكم .......   ليه جه قبله يوم الممات
راحوا فين دول كانوا هنا

دول تحويشة العمر ياربى ...... كان لى فين دا متخبى
 كنت تسيبهم شوية ياربى .... كانت تبقى إصابة وتعدىراحو فين دول كانوا هنا
قولوا أن أنتم مستخبيين ..وعن ماما مِداريين ، أيوابتلعبوازى ما كنتوا صغيرين ..عايزين تعرفواغلاوتكم ؟! أه غاليين
    راحوا فين دول كانوا هنا

مارينا فبرونياسيبتونى ليه ...عارفين عملتم فيا انا أيه
مارينافبرونيا تعالوا بقى ... قلب ماما مش متحمل شقى
               راحوا فين دول كانوا هنا

طيب يارب أنت إخترتهم .... وعندك ريحتهم
مش كنت طيب سيبتهم .... شوية لما أشبع منهم
               راحوا فين دول كانوا هنا

دلوقت حسيت بكل أم مأذية ... فقدت ولادها بالقديسين بأسكندرية
ما كنتش أعرف أن الأيام مدارية ... تكون نهايتكم في البطرسية
راحوا فين دول كانوا هنا

يارب دول هما اللى طلعت بهم ... شهداء لك وتستحقهم
صحيح أنا بحبهم ... لكن هما وديعة وأنت إسترددتهم
راحوا فين دول كانوا هنا

من وحى مشاعر الأم المكلومة والدة الشهيدتين مارينا وفبرونيا .. عزاء لأسر جميع الشهداء فلكل شهيد وشهيدة قصة مؤثرة تدمى القلوب لكن ربما مشاعرى تأثرت كثيراً بهاتين الفتاتين الوحيدتين لوالديهما فكانت أكثرهم شجن الأم التي فقدت بنتيها الوحيدتين في مرحلتى الثانوية والجامعة وفجأة وجدت نفسها وحيدة بدونهم .. فقد تأثرت بالجرح الغائر لهذه الأم المسكينة فتخيلتها كيف تقوم من نومها كعادتها تنادى عليهم ليستيقظوا لأجل الذهاب للمدرسة والجامعة فلا يردوا لأنهم ليسوا بموجدتين .. ربما لأول مرة في حياتى أكتب قصيدة فقد تطلقوا عليها شعر أو زجل أوما تريدون... لكنى ما أدركه جيداً أن هذه مشاعر صادقة خرجت منى بدون ترتيب أو إصرار على تأليف شيء عن الشهداء ، لدرجة أنى كتبتها ليلاً وأنا على فراشى أستعد للنوم وفجأة راودت هذه الكلمات فكرى ، فأخذت الاجندة والقلم من على مكتبى بجوار الفراش لأكتبها في الظلام دون ان افتح النور حتى لا انسى ما راود ذهنى .. تعزيات السماء لهذه الأم المكلومة ولكل أم أوزوج أو زوجة أو أخ أو أخت أو أبناء فقدوا ذويهم .