ماجد الراهب
يعتبر القرن الرابع الميلادى هو بداية إنطلاق الفكر الرهبانى والتوسع فى الكتابه باللغة القبطية ونضوج الادب القبطى وسوف أتناول نموذجين فقط من هذا الفكر والذى يرتبط بالحياة الاجتماعية والمرأة

النموذج الاول الانبا شنودة رئيس المتوحدين ( 347 – 465 ) م والنموذج الثانى الانبا مكاريوس أسقف اتكو

( فاو حاليا  بنجع حمادى ) وهو من الثلاث مقارات الذين يأتى ذكرهم فى المجمع المقدس بالقداس وهو رسم  بيد البابا كيرلس الكبير بالقرن الخامس .
ونبدأ بالقديس الأنبا شنودة رئيس المتوحدين والذى ترك نصيب وافر من الكتابات باللغة القبطية وكذلك قوانيين خاصة بالرهبنة .

وفى إحدى عظاته يقول الاتى :
( رجل يكتئب إذا دخل الى بيته بسبب إمرأته وإمرأة تكتئب اذا دخلت الى بيتها بسبب زوجها .

ما المنفعة من حياتهما كل أيامهما والعراك والنزاع فى بيتهما كل حين بدلا من سلام الله ، ومرة هى الطريقة التى يتحدث بها الزوج مع الزوجة وبشع هو الأسلوب الذى تخاطب به الزوجة الزوج .

هناك زوجة يشك فيها زوجها أنها زانية من خلال الطريقة التى تحتقره بها وهى بالفعل زانية ولكن هناك ايضا بالأحرى زوجة تصنع لزوجها كل خير فى خداع لئلا يظن فيها إنها زانية فى حين إنها بالفعل زانية إذا كانت هناك إمرأة تزنى من أجل بطنها ( احتياجها المادى ) فهناك ايضا إمرأة لا تعطى شيئا ( مقابل الزنى ) بل هى أيضا تخدم من يزنى بها بكد زوجها كما نقرأ ما قاله الانبياء"  تحمل أجرة زوجها وتعطيها لمن يفسق معها " ) .

والنموذج الثانى القديس مكاريوس الاسقف هو أحد المقارات الثلاثة ، مع القديس مكاريوس الكبير

( المصرى ) أب رهبنة برية شيهيت والقديس مكاريوس الأسكندرى أب رهبنة منطقة القلالى ( كيليا ) ومعلوماتنا عن القديس مكاريوس الاسقف شحيحة للغاية فنعرف عنه أنه كان أسقفا لمدينة اتكو أو ادكو ( حاليا فاو بنجع حمادى ) ولا نعرف من البطاركة قام برسامته فى رتبة الاسقفية وربما يكون البابا كيرلس الكبير ( 413 – 444 م ) هو الذى قام بتنصيبه .

لإ يحتفظ لنا الأدب القبطى للقديس مكاريس الأسقف سوى بعظة واحدة عن رئيس الملائكة ميخائيل كان قد القاها فى عيده فى الكنيسة المسماة على أسمه فى مدينة اتكو ايبارشية القديس مكاريوس وهذه الكنيسة مذكورة ايضا فى احدى أوراق البردى اليونانية التى ترجع للربع الأول من القرن السادس الميلادى .

وفى هذه العظة يقول
( حاشاكم الأن يا أحبائى لا تختاروا لأ نفسكم ضعف الذين أصابهم القنوط وسقطوا فى التهاون لانهم يسمون الرجال فى كل زمان الاقوياء أما النساء ( فيسمونهم ) الأنية الضعيفة ).

لكن توجد حربان بين الجنسين  ( أى ) القوة والضعف فماذا تكون هاتان ( الحربان ) سوف أخبركم عنهما  إذا نظرت انسانا قويا فى جسده وغنيا فيما للعالم وكل هذا ملكا له ويسير فى كبرياء وايضا يزنى مع نساء جيرانه أو يكره أو يفترى فهذا هو الضعيف والشرير هذا هو الذى سقط من مجده وقوته وقد أسر من الشيطان هذه هى الحرب والفضيحة والمذلة .

وإن كان إنسان فقيرا كان أو غنيا قويا كان ، أم ضعيفا أو هزيلا فى جسده يعيش فى سكينة ويصوم ويصلى ويعيش فى طهارة ونقاوة قلب وقلبه ممتلئ بكل رحمة وليس فيه شئ من الكبرياء ( بل ) متواضع وبسيط وصالح فهذا هو القوى وهذا هو الغنى فى السمائيات والارضيات وهذا هو الذى حارب وانتصر وهذا هو الذى تقدم من غنى إلى غنى ، لأنه لن يبحث جمال أجسادنا بل عن خلاص نفوسنا .

فإن وجدت إمرأة عاقلة ترضى الله بأعمالها فهذه هى الحسناء والقوية أمام دميمة الدميمات وهذه هى الفقيرة على الارض وتسير ( من فقر ) الى فقر ومن حزن الى تنهد .

لأن هناك أناسا كثيرين يرتدون ثيابا جميلة من الخارج أما من الداخل فجمالهم أسود مثل المسوح لأن ما خفى عن الناس فهو معلن امام الله وعبيده الذين يتقونه .

فلنتق الرب لأن مخافته عظيمة لأنه لا أحد يستطيع أن يحتمل غضب الله لأنه كما أن رحمته علينا عظيمة إن فعلنا مشيئته فكذلك غضبه وسخطه علينا عظيمان إذا ما اخطأنا أمامه فهو ينظر كافة أعمالنا خيرها وشرها اليس عارا عليك أيها الرجل فتترك إمرأة تنتصر عليك لأنهم يدعونك قوى لكنك صرت ضعيفا بسبب غبائك كيف ؟

سأخبرك أنت تسكن فى بيتك وهى كذلك تسكن فى بيتها فتقوم أنت بسبب الشهوة العارمة التى تملكت عليك فتهرع إليها فإن كانت هى إمرأة حكيمة فسوف تهزمك فى جبروتك وتدافع عن نفسها ضد تبجحك وترسلك الى بيتك خالى الوفاض سالبة منك قوتك الجسدية ومعطية لك ضعف طبيعة النساء ، وبرغم ذلك توجهت الى إمرأة أخرى تشبهك فى البذاءة فأطفات شهوتك الرديئة فتملك منكما انتما الاثنين الضعف نفسه ، والأن قد عرفت أن هذه الضعيفة حسب الطبيعة قد دحرتك فى قوتك لماذا هرعت اليها هل أتت هى اليك أم لا ؟ لماذا لا تكتفى بالتى لك ( زوجتك ) وتشرب ماء من أنيتك ومن بئر بيتك كمثل المكتوب عن كل أبآئنا الأقوياء

لكنك صرت مثل لص يسطو على ما ليس له من المؤكد انك يا من سقطت ثم قمت قلت هى التى أتت إلى وأغرتنى إن كانت هى التى أتت إليك فلماذا لم تناد يوسف الملك البار القوى فيعلمك القتال حتى النصر لماذا لم تخلع عباءتك وتنحى نفسك مثل يوسف ها قد علمت الأن أن النظر إلى النساء فى شهوة هو مدمر

بعد استعراضنا للنموذجين نجد أن الفكر الرهبانى يميل للبعد عن النساء واشباع الرغبات الجسدية هو المسيطر .

 ودائما هناك ربط بين الفشل الزيجى وخطية الزنا ، وأن القوة والضعف مرتبطة برغبات الجسد وحتى الامراض النفسية مثل الاكتئاب تظهر نتيجة الفشل الزيجى وهذا إشارة واضحة لتفضيل الرهبنة عن الزواج ولذا أتمنى من الآباء الاكليروس والخدام البحث عن أمثله لقديسين وقديسات نالوا سر الزيجة ، وخاصة أن السيد المسيح بارك هذا السر فى عرس قانا الجليل ، وتقديم هذه النماذج للشعب حتى تحتفظ الاسر باستقراراها والبعد عن تفضيل الرهبنة لأن الرهبنة هى إفراز للبعض ولكن تكوين أسرة جديدة هى كنيسة جديدة مباركة ( الكنيسة التى فى بيتك )

وايضا أناشد المجمع المقدس أن يضع ضمن مجمع القديسين الذى يتلو فى القداس أن يشمل على قديسين متزوجين وكذلك البعد عن عادة الذهاب إلى الدير بعد طقس الزيجة متمثلين بقصة طوبيا لما لها من اضرار نفسية خاصة للزوجة
ماجد الراهب