ماجد الراهب 
فى عام 1925 تم أختيار القاهرة كأفضل عاصمة على مستوى العالم ، وسميت الأسكندرية بعروس مدن البحر المتوسط وتاريخ الاسكندرية يعود إلى ما قبل الميلاد عندما كانت عاصمه الثقافة والعلم والفلسفة فى القرن الثالث قبل الميلاد وعندما دخلت المسيحية مصر صارت مدرسة الاسكندرية اللاهوتية هى أهم مدرسة على مستوى العالم لتدريس اللاهوت والعلوم المسيحية بجانب العلوم الأخرى وكان يأتى لها الطلاب من الخارج لكى ينهلوا من تعاليمها . 
 
ولكن دوام الحال من المحال ، وخلال العشر سنوات الماضية تحولت الاسكندرية إلى غابة أسمنتية وأنتشرت ناطحات السحاب بارتفاع 15 دور واكثر فى شوارع بعرض 6 متر أو 8 متر ضاربة بعرض الحائط قوانين البناء والتخطيط العمرانى . 
 
ولم يسلم البحر ايضا من التعديات ، وأختفى الشاطئ خلف المبانى المقامة على شط البحر مباشرة بدون أدنى إحترام لحرم البحر وإحترام أدمية البسطاء الذين يتلمسون نسيم البحر على الشاطئ  والتجمع برؤية البحر والجلوس على شاطئة وتناول الترمس والذرة المشوية تسلية البسطاء ، والهروب من حوائط البيوت والغرف المغلقة هذا بخلاف التلوث البصرى المعمارى الذى أصاب المدينة وكأن هناك أيد خفية تحاول محو الشخصية المعمارية لمدينة الاسكندرية والتى تميزت فى الماضى بالنمط المعمارى اليونانى الرومانى . 
 
وفى عام 2017 كنت فى زيارة للأسكندرية وخاصة منطقة القلعة مع أعضاء جمعية المحافظة على التراث المصرى ورصدنا كم غير عادى من التعدى على هذه المنطقة الاثرية وأرسلنا خطاب لمعالى وزير الآثار وقتها ، وكذلك خطاب لمحافظ الاسكندرية ومرفق به صور لهذه التعديات وبعد مرور 6 سنوات من هذه الزيارة نجد أن الوضع يذداد سؤا والمدينة تفقد شخصيتها ، وللأسف لا نعلم لمن نلجأ الآن .