د. ممدوح حليم
كانت الزوجة تتمتع بمكانة رفيعة عند زوجها، وتلقى احتراما من المجتمع. إنها بحق رفيقة زوجها .
 قال الحكيم بتاح حتب في بردية ترجع لعام ٢٤٠٠ قبل الميلاد : 
 " إذا أردت الحكمة فاحبب شريكة حياتك. اعتن بها، ترعى بيتك. اطعمها كما ينبغي. اكس ظهرها واستر عليها. عانقها واوف لها طلباتها. افتح لها ذراعيك واظهر حبك لها. اشرح لها صدرها وادخل السعادة إلى قلبها طوال  حياتك، فهي حقل طيب لسيدها. وإياك أن تقسو عليها، فإن القسوة خراب للبيت الذي أسسته .لقد اخترتها أمام الإله فأنت مسئول عنها أمامه. حافظ عليها مادمت حيا ، فهي هبة الإله الذي استجاب لدعائك. اشعر بألمها قبل أن تتألم . إنها أم أولادك، إذا أسعدتها أسعدتهم. هي أمانة في يدك وقلبك ، فقد أقسمت في محراب الإله أن تكون لها أخا وأبا وشريكا " 
 
   أما الحكيم آني فقد حث على إكرام الزوجة ، فوجه حديثه للرجل قائلاً: 
  " لا تكن رئيساً متحكما على زوجتك في منزلها. ستكون سعيدة وأنت تشد أزرها ويدك في يدها، فسعادتكما حين تكون يدك بجوارها. ينبغي أن تتحلى بضبط النفس وأنت تتعامل مع زوجتك" . 
 
   ومن أروع الآثار التي تجسد حب الرجل لزوجته وتقديره لها معبد نفرتاري في ابو سمبل الذي شيده رمسيس الثاني لزوجته نفرتاري محبة وتقديرا ليخلد اسمها. واسم نفرتاري يعني الرفيقة الجميلة.
 
ولاشك في أن الحضارة الفرعونية كانت على مستوى مرتفع من السمو ، ربما لم تصل إليه بعض المجتمعات المعاصرة، رغم مرور آلاف السنين. لكن هل حافظ المصريون المعاصرون على هذه المبادئ الراقية؟
 
 ( مرجع النصوص الفرعونية : كيف عاشت المرأة في عهد الفراعنة؟ د. حسين دقيل / مقال بالجزيرة نت )