ماجد الراهب
رأيت فيلم على اليوتيوب من تصوير احد الاشخاص كان فى رحلة إلى اليونان وفى أحد الشوارع الخارجية وجد فرقة صغيرة تعزف فى الشارع فطلب منها موسيقى زوربا   وأعطاهم بعض العملات البسيطة وأثناء العزف تحول الشارع بأكمله الى ساحة رقص أشترك فيها المارة وأصحاب المحلات والسائحون فى رقصة جماعية على موسيقى زوربا

وبعد إنتهاء الفرقة من العزف إنصرف الجميع وسط تصفيق حاد مع لفتة جميلة جدا وهى إنتشار الشباب فى الشارع لجمع مخلفات المشاهدين والراقصين من أوراق ملونة كان ينثورونها على الراقصين .

توقفت فليلاً بعد مشاهدة هذا الفيلم القصير وتساءلت هل يكره المصريون الحياة ؟

أين مرح المصريين وخفة دمهم أين الأذن الموسيقية ؟ أين رشاقة البنات فى التمايل على أنغام الموسيقى واجادتهم للرقص الشرقى ؟ أين فرقة رضا الاستعراضية وأين فرقة الموسيقى الشعبية ؟

أين عازف فن الناى الذى يبيع الناى من الغاب   والذى كان فى الغالب من صنع يديه ويجول به فى المناطق الشعبية يعزف عليه الحان شعبية ؟

أين فرح الصبية وهم يلعبون لعباتهم التى توارثنها أجيالا وراء أجيال ولا تحتاج إلى نادى أو مركز شباب بل فى الشارع والحاره وعلى السطوح .

أين الأغانى الشعبية التى كانت تنطلق فى كل المناسبات أثناء الجواز والخطبة والطهور والسبوع وكان الشارع أو الحارة تبدأ الزغروتة فى أول الحارة تسمع صداها فى الحى كله .

أنظر إلى وجوه المصريين ، نجد عبوس وشقاء وحزن وبأس وكأبة .

إين أصوات الباعة وأغانيهم التى تتردد ليلاً للنداء على بضائعهم ؟ أين مداح الرسول الذين كانوا يجولون الشوارع       وفى يدهم الدف والرق ومنهم النساء و الصبية بصوت شعبى شجى مؤثر يجعلك تخرج من شرفتك ترمى لهم بعض النقود بعد إنتهاء وصلتهم .

أدعو  المراكز البحثية المتخصصة فى دراسة هذه الظواهر ومحاولة إيجاد الحلول لذلك ٠