د. ممدوح حليم
في كتابه " الطب النفسي المعاصر" كتب د. أحمد عكاشة أستاذ الطب النفسي الكبير بطب عين شمس ، ما يلي :
 " لقد ثبت أن العلم وحده عاجز عن إسعاد الإنسان. ترى هل يسترد الإنسان سعادته وتغمره السكينة إذا عاد إلى الإيمان؟ " ( طبعة عام ١٩٩٢ / صفحة ١١ )

 لاشك في أن هذه الكلمات على قدر كبير من القيمة ، إذ هي صادرة عن أستاذ متعمق في دراسة النفس البشرية وأمراضها، وكذلك من خلال ممارسته الواسعة للطب النفسي.

 ومن المؤسف أن تشير التقارير إلى انتشار الإلحاد وسط الشباب وعدم الاهتمام بالإيمان بالله وسط الشباب عالمياً بصفة عامة ، وفي منطقة الشرق الأوسط خاصة، وقد حققت مصر في ذلك مرتبة متقدمة سرا.

  وفي بحث أجري في أوربا حديثا، أتضح أن من يؤمنون بالمسيح  يشكلون ٤٥ % فقط من الناس، مما حدا بصحفي نشر نتائج هذا البحث في صحيفة مصرية أن يعنون مقاله : " أوربا لم تعد مسيحية " .

  وفي السياق نفسه، قام بحث آخر بدراسة نسب المترددين على الكنائس بصفة منتظمة بين عامة الشعب في اوربا، فاتضح أنهم في فرنسا ١٢ ٪، المانيا ١٠ ٪ ، روسيا ١٤ ٪ ، وكانت إنجلترا الأقل إذ كانت النسبة ٧ ٪ .

ويحتمل أن النسبة في مصر أعلى من ذلك، لكن من المؤكد أن هناك كثيرين يترددون على الكنائس لأسباب اجتماعية وترفيهية ومادية وغير روحية في المجمل. الأمر الذي يدق ناقوس الخطر . وغني عن البيان أن نسب المترددين على الخدمات الدينية من الشباب أقل من كبار السن.

لماذا لا تفكر في العودة إلى الله؟ يحدثنا الإنجيل عبر مثل الابن الضال الذي ألقاه المسيح لشرح سعادة الآب السماوي بعودة إنسان إليه، لقد بدد هذا الابن الضال الذي يقال عنه في اللغات الأجنبية الابن المفقود أمواله وممتلكاته وعاش بائسا بعيدا عن ابيه، لكن لما عاد إليه فرح الأب به وذبح له العجل السمين. فهل تعود إلى الله ناظرا إليه على أنه أبوك السماوي ؟