(١) نشأتها 
د. ممدوح حليم
 
إن الدارس لتاريخ الكنيسة في العصر الحديث ، لا يجد أي شك أو صعوبة في إدراك حقيقة أن أساس ومحرك نهضة الكنيسة منذ بداية القرن العشرين يكمن في حركة أسسها " حبيب جرجس " عام ١٩٠٠ هي " مدارس الأحد".
 
كان حبيب جرجس تطلعيا مهتما بنهضة الكنيسة شغوفا بأن تكون أفضل. لقد أدرك أن بداية نهضة أي أمة يكمن في التعليم. من كتاباته: " التعليم أول حاجة للشعب بعد الخبز" .
 
كانت مصر في أوائل القرن العشرين تعج بالجاليات الأجنبية و كنائس الطوائف المسيحية، منها الكنيسة الإنجليزية التي نشأت فيها وتواجدت بها مدارس الأحد منذ زمن طويل ومنها انتقلت لبلاد كثيرة وطوائف متعددة.
 
اقتبس حبيب جرجس الفكرة فأوجدها في الكنيسة القبطية وبين الأقباط مع احتفاظها بنفس الاسم. بدأ تنفيذ الفكرة في جامعة المحبة وجامعة أشعة حب يسوع وهي جمعيات قبطية كانت موجودة في الفجالة بالقاهرة، ومنها انتقلت للجمعيات القبطية والمدارس القبطية وكذلك للكنائس، وكانت أول كنيسة تعقد بها مدارس الأحد هي كنيسة العذراء بالفجالة. كان خادم الفصل يدعى مدرس بمدارس الأحد ، كانت توزع صورة تحكي قصة الكتاب المقدس التي تم شرحها وكانت الصور تستورد من إيطاليا.
 
كان التلاميذ يرددون الترانيم، ومنها ترنيمة تقول : مدارس الأحد يا مدارس الأحد ، اطلب من الرب تزيدي وتعيشي للأبد.
 
كانت مدارس الأحد مستقلة تماما عن كهنة الكنائس ، فهي حركة شعبية لنهضة التعليم فيها تتبع اللجنة العليا لمدارس الأحد التي يديرها حبيب جرجس ويرأسها شرفيا البابا وتحظى برعايته ومحبته وتشجيعه. 
 
لكن الأمور لم تستمر طويلاً هكذا، بل تطورت الأمور واستحوذ الإكليروس عليها فيما بعد . وسوف نشرح تطورات حركة مدارس الأحد إلى ما آلت عليه حالياً في الحلقات القادمة.