د.ممدوح حليم 
مدارس الأحد تحت سيطرة الإكليروس 
  نشأت مدارس الأحد كحركة شعبية مدنية ( ما يعرف كنسيا بالعلمانيين ، وهي تسمية خاطئة) ، وظلت بعيدة عن سيطرة كهنة الكنائس حتى عام ١٩٥١ حين رحل مؤسسها حبيب جرجس.
 
  تولى قيادة مدارس الأحد بعده الارشيدياكون وهيب عطاالله الذي صار فيما بعد الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمي. والحق أنه عالم كبير وأستاذ جامعي مرموق إلا أنه لم يكن متفرغا لمدارس الأحد ، ولقد سافر في أوائل الخمسينات بعد توليه مسئولية مدارس الأحد بفترة قصيرة إلى إنجلترا ليحصل على الدكتوراة من جامعة بريطانية مرموقة هي جامعة مانشستر. ومع اهتمامه بالاكليريكية التي كان مسئولا عنها أيضا ، ومع كثرة الصراعات التي افتعلها البعض من حوله من منطلق الغيرة ، لم تنل مدارس الأحد ما تستحقه من الاهتمام.
 
وفي عام ١٩٦٢ تمت رسامة الأنبا شنودة أسقف للتعليم ، وكانت مدارس الأحد من مهام منصبه ، لكن الصراعات وانشاءه  لمجلة الكرازة وما خاضته من صراعات انتهت بعزله من منصبه في الفترة من عام ١٩٦٦ -- ١٩٦٨ ، جعله ذلك لا يهتم كثيرا بمدارس الأحد.
 
صارت مدارس الأحد كطفل يتيم لا يجد من يرعاه، ومع اقتصار فصول مدارس الأحد على الكنائس بعد تأميم المدارس القبطية، ومع غياب قيادة واضحة لمدارس الأحد ، وبعد أن صارت اللجنة العليا لمدارس الأحد مجرد اسم وهمي ، صارت الفرصة مواتية لكهنة الكنائس أن يحكموا سيطرتهم على التربية الكنسية وهو اسم مدارس الأحد الجديد لتصبح السيطرة التامة لكل كنيسة على التربية الكنسية/ الخدمة التي تعقد فيها، وعلى كل كنيسة أن تختار لنفسها أمين عام الخدمة وأمناء الخدمة لكل مرحلة. 
 
  وفي منتصف السبعينات، أنشئت أسقفية الشباب لتصبح من مسئولياتها وضع مناهج الخدمة ، على أن تصبح التنظيمات الإدارية مسئولية كل كنيسة دون تدخل من جهة خارجها.