بقلم : ماجد سمير 

 

لا تَقِر الدستور الذي "طلعت عينك وعين أهلك " في استفتاءه ...الدستور فيه سم قاتل .. الدستور فيه سم قاتل " عاد أحمد إبراهيم القابع هذه المرة أمام شاشات التلفاز فاغرا فاه للاستماع والانتباه والانصياع للرسالة الإعلامية قبل أن يتسبب في ضياع البلد وانهيار الوطن وتحطيم الأمل  ..نفس التلفاز ونفس الغرفة وربما نفس البيجاما الكستور المخططة بالطول بصفتها الشىء الوحيد المخطط في مصر .

  يظهر على شاشة التلفاز نفس الأسخاص بعد أن ظلوا لساعات طوال منذ  شهور ليست بالبعيدة يمارسون "الزن" والإلحاح على أذن أحمد إبراهيم أينما كان قاطنا ليقول نعم للدستور لأن "نعم" تضمن تطبيقه بكل ما فيه من  ملاذ وملجأ ومخرج ومدخل ومناص ولا محيص منه لأنه الطريق الوحيد للقضاء على بقايا الإخوان وشظايا التطرف وثنايا العمالة والخيانة وأنطلق أحمد إبراهيم صوب صندوق الانتخابات متخذا قرارا واحدا بلا تردد أو تمهل بالتعليم على كلمة نعلم بورقة الاستفتاء لحماية مصر من المؤامرات المخططة بحبكة لأن أعداء الوطن ليل نهار لا يكلوا ولا يملوا من التأمر عليها .

فقط في البلاد العبثية ذات الإعلام "الخزعبلي المكس" تطالب الدولة عن طريقه المواطن بكل شىء وأيضا وكل ماهو عكسه، عليه فقط أن يوافق على كل القرارات وعكسها بل ويصفق في الحالتين تصفيق حاد لعبقرية القرار وعكسه الرسالة الإعلامية مركزة وموجهه بشكل يجعل المواطن ينساق خلف الرسالة وما ضدها دون تفكير ولو للحظة وبنفس الحماس.

فجأة أصيب أحمد إبراهيم القاطن في كل مكان في مصر بما يشبه قطع في الرباط الصليبي في عقله ومن يتابع الألعاب الرياضية المختلفة يعرف أن إصابة قطع الأربطة الصليبية للركبة تحدث فور قيام اللاعب بحركتين متضادتين في نفس اللحظة ؛ فيصاب فورا بالقطع الذي يصنف من أسوأ إصابات الملاعب وأن نجح تقدم الطب الرياضي في علاجها ، أحمد ابراهيم تعرض للاصابة المشار اليها ولكن هذه المرة في عقله بسبب قيام نفس الإعلاميين بعمل عكس مانادوا به خلال الاستفتاء على الدستور، المسكين لم يستوعب الموقف سأل نفسه السؤال الشهير أفتح الشباك ولا أقفل الشباك ، الدستور المنقذ للوطن أم أن الدستور فيه سم قاتل .

الراقصون على كل الحبال والقاتلون للشعوب والساعون دائما لتحويل الحكام لأصنام والقائمون على العمليات المتتالية لفكرة صناعة الديكتاتور لأنهم أول من سيتفيد من تأليه الحاكم أي حاكم قرروا إختراع قصة أن الدستور يعيق الرئيس ولعبوا على تخويف الشعب من فوز حزب النور بالأغلبية في الانتخابات البرلمانية القادمة وقرروا البدء فورا في تأهيل الشارع لفكرة تغيير الدستور لحماية الوطن وبات الدستور الحامي الوحيد لمصر فجأة بدون مقدمات عدو استقرارها .

ونسى أو تناسى الراقصون  أن أحمد ابراهيم القاطن في كل أرجاء مصر  يستخدم نفس الكلمة – "دَستُور" مع فارق التشكيل - فور شعوره بالخطر ناطقا إياها بكل حزم وقوة ..لصرف العفاريت  

شكة: 

اصنع ديكتاتورك بنفسك ، المكونات : نفحة من الأبوة ...نفخة من رمز الوطن ....نتفة من الزعامة مع كوب من الملهم المغلي ، وكثير من القائد الطازة وقبل أن تضعه في الفرن ستجده ديكتاتورا وتجد نفسك خروفا.