تحقيق : صفوت سمعان يسى

طالعت على صفحات الفيس اتهام الطبيب كميل بشارة جور  بالأقصر ، بسرقة كليه مريضة تدعى مشيرة محمود محمد  حيث نشر اليوم السابع  تحت عنوان (مريضة تتهم نائبا سابقا بالمستشفى الدولى بسرقة كليتها ) يوم 24 أكتوبر وبعد ذلك طالعتنا جريدة الجمهورية بعنوان (دم الغلابة رخيص – مأساة فتاة اسمها مشيرة الطبيب سرق كليتها وألقى بها فوق سرير قذر بالمستشفى ) يوم 3 نوفمبر  2012 ، وكال فيها الصحفيان كل الاتهامات على الطبيب من ما قالته المريضة ومن صياغة الخبر بشكل تحريضى  .

 
والشىء المحزن أن أى منهما لم يكلف نفسه عناء الذهاب للطبيب لسؤاله وهو متواجد فى وسط الأقصر لا فى خارجها ، لكى يكون هناك  تحقيق صحفى متوازن كما عهدنا من الصحافة المحترفة ، ومن المؤسف أن البعد اخذ منحنى طائفى من أشخاص آخرين  .
 
كل ذلك ما جعلنى أولا  استقصى المعلومة الطبية من الطبيب سامى فخرى واحد من أشهر أطباء علاج وجراحة مسالك بولية فى محافظة الأقصر، عن أمكانية سرقة كليه مريض فى مستشفى (  قبل الذهاب لسؤال الطبيب المتهم بالسرقة ) و شرح لى الآتى -  
- لا يمكن سرقة كلى من مريض لأنه ذلك يستوجب مسبقا  تحليلات كثيرة جدا ودقيقة بثمانية آلاف جنية وتتطلب معامل تحاليل متخصصة  لا تتوافر فى الأقصر ، وكذلك يجب وجود الشخص الآخر المتلقى  للكلي فى غرفة عمليات أخرى انتظارا للزرع وهو شىء لا يتم إلا فى ثلاثة مراكز متخصصة فقط فى مصر والمنصورة  وأشهرها مركز د. غنيم ، واستحالة أن يحدث فى مستشفى الأقصر، وكلنا كجراحين تعرضنا لتلك المواقف الصعبة.                                                                                      
بعد ذلك توجهنا للطبيب كميل بشارة فى عيادته الكائنة فى وسط البلد  لتقصى الحقيقة وسؤاله وحضرت معي الصحفية الشابة  نرمين نجدى  من جريد التحرير التى قررت أن تسمع للجانب الآخر ، ورحب بنا ووضعنا تساؤلاتنا له ، وكان رده مرفقا به كل المستندات الدالة على صحة كلامه قائلا الآتى :- 
-  الموضوع سبق أن نشر فى جريدة الوفد  24/4/2009  وكان عنوانه سلخانة فى مستشفى الأقصر      
- الذى أجرى العملية هو الطبيب و الأستاذ الجامعى الشهير / عبد المنعم الحجاجى رئيس قسم المسالك بكلية طب أسيوط  ،ونحن حضرنا العملية كفريق طبى مكون منى كرئيس قسم المسالك البولية ومن طبيب مقيم وطبيب تخدير وممرض عمليات.                    
                                                              
ــ تكرم مشكورا الطبيب عبد المنعم بإجرائها على نفقة الدولة نظرا لفقرها ،وتلقينا جزاء سنمار على ذلك. – العملية أجريت يوم 7/11/2007   و خرجت يوم 12/11/ 2007 ... وليس كما قالت فى يوليو 2011 أى بعد أجراء العملية  بخمس سنوات وهذا يثبت كذبها  .  
– المريضة بصمت هى ووالدتها على الإقرار بتوقيع العملية وبان الأمر متروك للأطباء بإجراء الاستئصال حسبما يقتضى به رأيهم المهنى ، حيث وجدنا التصاقات والتهاب صديدى وضمور شديد بالكلى اليسرى وتم استئصاله من تحت الكبسولة .      
                                                               
ــ الإدعاء بأننى احتجزت المريضة فى غرفة بالمستشفى محاولا إجبارها على التوقيع ، ولما رفضت التوقيع ضربتها بسلاح فى يدها ، وذلك فى  شكوتها أمام النيابة  هو محض كذب  أثبتت اننى كنت غير متواجد بالمستشفى فى ذلك الوقت  و لأن ذلك اليوم يوافق يوم الجمعة العظيمة أجازة وكنت بالكنيسة .      
ــ يوجد نموذج دخول وخروج بالمستشفى مقيد ومسجل فيه كل حالة المريضة منذ دخولها و توقيع الكشف والتشخيص ودخول غرفة العمليات وأجراء الجراحة  موصف فيه ما تم حتى خروجها .                      
 
ــ استدعيت فى أمن الدولة وكذلك جهاز المخابرات وكذلك فى المثول أمام النيابة  بتهمة سرقة كليتها سنة 2007 وليس سنة 2011 كما قالت وتم التحقيق معى فى النيابة بمحضر 1018 لسنة 2009 عرائض جنوب قنا و التى قيدت برقم 6549   أدارى قسم الأقصر لسنة 2009 ، وكان القرار بعد سنوات حفظ الشكوى فى 21/1/2010  وكان من حقى مطالبتها بالتعويض ولكننى أردت أنساها ولا اسمع اسمها ثانيا. ــ نقابة الأطباء قررت رفع دعوى على الصحفيين وعلى جريدتهما  وأنا لن اترك وأتسامح فى حقى مرة أخرى وسوف أقاضيها وأقاضى الصحفيان وجريدتهما .                                                             
ــ القول الآن بأنها بالمستشفى خائفة من اننى سوف اقتلها بحقنة مفرغة هواء هو تشنيع بى ، و كيف وأنا محال على المعاش منذ سنوات ولا ادخل المستشفى إطلاقا.
 
السؤال الأخير                                                                                                           
 لماذا كيلت كل الاتهامات ضدك  ولماذا تقاضيك أنت وتترك الطبيب الأخر الذى أجرى العملية ؟              
ــ بصراحة  لأننى مسيحى وكانت تعتقد أنها سوف تبتزنى وأنا طول حياتى لم ادفع رشوة  لأحد  فكيف ارضخ للابتزاز، والقول اننى رشيت محاميها هو مدعاة للسخرية ،فهل سأدفع لكل محامى  يأتى معها !!!  وخاصة أن هناك من يدفعونها ويحرضونها على ذلك ، وهى لن تستطيع ابتزاز الطبيب الأخر خوفا منه لأنه رجل من اكبر العائلات فى الأقصر.
 
وأخيرا هل أصبحت مهنة الطب فى مصر ملطشة  تهاجم  من البلطجية التى تقتحم المستشفيات وتحطمها وتضرب الأطباء وأيضا لكى تشنع  بها فى الصحافة وتشهر بالأطباء ،  وتكون نهبا للابتزاز لمن يريد أن يعيش عالة على الآخرين ...!!!!